يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

باسيل لـ
20/01/2019

باسيل لـ"العهد": لدى لبنان معلومات جديدة عن تحريض النازحين والخارجية أعدّت كتاباً للتنبيه

فاطمة سلامة

نحج لبنان في إقرار اقتراح يتضمّن وجهة نظره في ملف النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، أعلن عنه وزير الخارجية جبران باسيل في ختام القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، ودعا خلاله المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء ووضع كل الإمكانيات المتاحة لإيجاد الحلول الجذرية والناجعة.

ورداً على سؤال لـ"موقع العهد الإخباري" عما إذا كان هناك ضمانة للبنان بموجب الاقتراح بأن لا تتكرر المحاولات التحريضية التي شهدناها من قبل بعض الدول لثني النازحين عن العودة الى بلادهم، قال باسيل "لا شيء يضمن للبنان ذلك"، كاشفاً أن هناك معلومات جديدة وصلت للخارجية اللبنانية تبين نفس المحاولات التحرضية من خلال سؤال النازحين الراغبين بالعودة عما إذا كانوا مقتنعين بموقفهم ولديهم الرغبة بذلك ومتأكدين منها ما يثير القلق لديهم".

وأوضح باسيل أنه أعدّ كتاباً الى مجموعة من الدول والى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وأمين عام الامم المتحدة للتنبيه من هذه المحاولات المتجددة، لافتاً الى ان الخارجية اللبنانية ستتخذ  الاجراءات اللازمة لمواجهة هذا الامر لذلك قلنا أننا لا نكتفي بأن تبقى الجهات الدولية متفرجة، مضيفاً "باستطاعهم  أن لا يكونوا مشجعين، ـ والبيان اليوم تحدّث عن تشجيع العودة ـ وباستطاعتهم أن يكونوا متفرجين ولكن لا يعقل أن يكونوا مشجعين لعدم العودة وهذا جزء من مخاوفنا الحقيقية".

وتابع باسيل "صحيح أننا نختلف مع كثر في موضوع "الطوعية" لكننا لم نقصد بها مطلقاً الزام العودة الطوعية الجماعية، كنا نقصد فقط أنه في كل مرة عندما تتوفر ظروف العودة الافرادية والجماعية ضمن الأمان والكرامة الانسانية وظروف العيش اللائق لا يعد لأي كان أي سبب كي لا يعود وعندما يختار البقاء لأسباب تعود اليه فبالتالي تنتفي عنه صفة وأسباب اللجوء أو النزوح الموجودة لديه ولهذا السبب التقينا على تعابير اخرى لحل هذه الاشكالية لكننا اتفقنا على العودة وضرورتها وتحفيزها.

على هامش قمة بيروت: شهادات إعلاميين واكبوا قمماً سابقة

وفيما يُنظر الى الاقتراح الذي قدّمه لبنان بشأن النازحين السوريين على أنه تقدم نوعي، إلا أن ثمّة مخاوف من الالتزام به، فلطالما بقيت مقررات الكثير من القمم العربية حبراً على ورق. الكثير من الاجتماعات لم تتخطّ هامش البيانات المكتوبة والتصريحات، التي وللأسف لم تنسحب على أرض الواقع، ولم تتعد حدود القاعات التي عُقدت بداخلها القمم، ما يُغلّف الدورة الرابعة من القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الكثير من الأسئلة. فهذه القمة التي تستضيفها بيروت تُعقد في ظل ظروف استثنائية يعيشها العالم العربي، حيث تشتد الأزمات، خصوصاً الاقتصادية منها. وهذه القمّة تتضمّن مبادرة أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتأسيس مصرف لإعادة إعمار البلدان التي دمّرتها الحروب، وهي مبادرة نوعية. تُضاف الى الطرح المتعلّق بالنازحين. فكيف ينظر الصحفيون ممّن شاركوا في تغطية القمم الى قمة بيروت؟.

الإعلامي في قناة الـ"LBC" يزبك وهبي والذي شارك في تغطية ست قمم عربية، يلفت الى أنّ الكثير من المقررات ذات الطابع المعيشي والاقتصادي لم تبصر النور، فلطالما سمعنا شكاوى عربية متكررة من عدم الايفاء بالوعود التي تطلق لجهة المساعدات، فالدول الغنية تُطلق الوعود جزافاً بدعم الدول الفقيرة، لكن سرعان ما تتبخّر هذه المقررات، ولا تنعكس على أرض الواقع، وفي حال كان هناك دعم لا يكون في محله. وهنا يتمنى وهبي أن يُصار الى إقران الكلام بالفعل وتُطبّق البيانات كما يجب.

من جهتها، تحمل الصحفية في جريدة "الديار" دوللي بشعلاني والتي شاركت في الكثير من القمم لسنوات طويلة، تحمل مقاربة مختلفة. بالنسبة اليها، ورغم كل ما قيل ويقال عن عدم فعالية الجامعة العربية منذ تأسيسها،  إلا أنّ عدم اجتماع الدول العربية لمناقشة قضاياها، هو أمر سيء جداً. برأيها،  فالتباحث يشكّل حافزاً لإيجاد الحلول وإن كانت النتائج مخيبة للآمال. تُعوّل بشعلاني على قمة بيروت لأن الإعلان الذي سيصدر عنها والقرارات مهمة جداً خصوصاً لجهة مسألة النازحين السوريين، فإرساء لبنان وجهة نظره في هذا الملف يشكّل خطوة نوعية مهمة، سيما وأنّ مقررات قمة بيروت ستبحث في قمة تونس في آذار المقبل.

وسام الحلو عن المركز العراقي الاقتصادي السياسي يلفت الى أنّ الشعوب العربية مغلوب على أمرها، فالمواطن العربي هو الحلقة الأضعف. يُشدّد على أنّ القمم لم تكن يوماً سوى كلاماً لا أكثر ولا أقل. يأخذ المتحدّث على القمم الاقتصادية عدم احتوائها لاحصاءات وأرقام. برأيه فإنّ الاقتصاد يتطلّب أرقاماً دقيقة لا بد من وجودها قبل البحث بأي مشروع تنموي.

إلهام نجم الإعلامية في إذاعة النور تقول: عادة لا يُعوّل على هكذا قمم الكثير، لأنّ الكلمات تغلب الأفعال، والكثير من المقررات تبقى بلا تحقيق نتائج ملموسة على مستوى الدول العربية. لا تنكر نجم أن انعقاد القمة على أرض لبنان هي خطوة جيدة، لكنّ غياب الرؤساء يُعطي طابعاً سلبياً لهذه القمة، خصوصاً أن جميع الدول العربية بأمس الحاجة للتطور الاقتصادي.

الإعلامية في اذاعة "صوت المدى" رندلى جبور تشير الى أنه وفي العادة لا يعوّل على العرب كثيراً، ولكن بعض المبادرات والمواقف التي أطلقها لبنان في هذه القمة تُشكّل قيمة مُضافة يُعوّل عليها. برأيها فإنّ الموقف السياسي الذي طبع هذه القمة لجهة أزمة النازحين السوريين يُشكّل صرخةً إضافية للعالم. تماماً كما أنّ مبادرة الرئيس عون لجهة إنشاء المصرف تُشكّل خطوة نوعية، خاصة أن الرئيس عون وضع فترة زمنية خلال ثلاثة أشهر لعقد الاجتماعات ومتابعة إنشاء هذا المصرف خلال أقل من عام.
ولا تنسى جبور أن تتناول التجهيزات اللوجستية والتقنية المميزة جداً والتسهيلات التي قُدّمت للصحفيين، والتي تميّز هذه القمة عن باقي القمم التي شاركت فيها، لكنها تُشير في المقابل الى عدم تمكن الصحفيين من إجراء مقابلات خاصة على هامش القمة، عكس القمم الأخرى.  

بدوره، الإعلامي في قناة الـ" ام تي في" نخلة عضيمي يرى أنّ معظم مقرارت القمم السابقة بقيت حبراً على ورق بسبب المشاحنات العربية والخلافات المستمرة. معولاً على نجاح قمة بيروت، فرغم تدني مستوى التمثيل، إلا أن ما يميزها عن غيرها هو نوعية المقررات ومبادرة رئيس الجمهورية الأولى من نوعها والذكية.

إقرأ المزيد في: خاص العهد