يوميات عدوان نيسان 1996

نقاط على الحروف

"الجمهورية" تسيء للشعب الفلسطيني: كورونا العصر!
14/04/2020

"الجمهورية" تسيء للشعب الفلسطيني: كورونا العصر!

ميساء مقدم

يجهد قسم من اللبنانيين في تبرئة الكيان الصهيوني من كل جرائمه، ورمي كل الموبقات على الطرف الذي يقاوم هذا العدو، والذي يشكل له قلقًا في الليل والنهار. الحق والباطل لدى هؤلاء متوازيان، لا بل تميل لديهم كفة الباطل على الحق. كتابة التاريخ ان جاءت على أيديهم، فستكون كارثة تاريخية قائمة على التزوير والتحريف.

الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 25 عامًا، لم يتعلّم منها بعض اللبنانيين الكثير، ولم يستخلصوا الدروس والعبر. فبعد أربعة عقود على انقضاء هذه الحرب، ما زال البعض يعتمد التحريض والعنصرية نهجًا متأصّلًا في فكره. والأخطر، أن تختار صحيفة لبنانية بعد كل هذه العقود، رسمًا كاريكاتوريًّا مسيئاً لشعب مناضل بأكمله. الصحيفة أوردت في رسمها مقاربة مقيتة لمرحلة الحرب الأهلية وما يعيشه العالم اليوم. عنوان الرسم المسيء هو "ذكرى 13 نيسان".

في القسم الأول من الصورة رسم لشخص مع كوفية فلسطينية، ينظر الى الجهة المقابلة نظرات حقد وكراهية، مذيلة بعبارة 13 نيسان 1975، أما في الجهة الثانية من الصورة، فرسم لـ"فيروس" مذيلًا بعبارة "13 نيسان 2020".

فضلًا عما يستبطنه الرسم غير "الكاريكاتوري" من القاء كامل المسؤولية على الشعب الفلسطيني بموضوع الحرب الأهلية اللبنانية، فإنه يشبّه هذا الشعب وكوفيته بما ترمز اليه من نضال وصمود، بفيروس خطير قاتل يواجهه العالم أجمع. إن هذا التشبيه ينطوي على معانٍ كثيرة من العنصرية والكراهية، والتحريض على شعب عربي شقيق مناضل، يكافح في سبيل قضيته. وهو رسم لا يليق بصحافة لبنانية، تصدر في وطن أدرك جيدّا قيمة المقاومة والنضال في سبيل القضايا المحقة والعادلة.

ما يصح قوله، إن هذا الكاريكاتور المسيء هو الذي يشبه بكراهيته فيروس كورونا اللعين الذي يجتاح العالم اليوم، وليس ما أرادت الصحيفة تشبيهه به.

الصحافةمستشفى السان جورج

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة