طوفان الأقصى

خاص العهد

بشري قيد العزل لمواجهة
11/04/2020

بشري قيد العزل لمواجهة "كورونا"..في أي مرحلة "يقبع" لبنان؟ 

فاطمة سلامة

عندما نتحدّث عن الإجراءات التي تقوم بها الدولة اللبنانية بشكل عام، ووزارة الصحة بشكل خاص لمواجهة فيروس "كورونا"، فإننا لا شك نتحدّث عن جهد جبار ومميّز تُرفع له القُبّعة. ولا نبالغ إذا قلنا ان التدابير التي تقوم بها وزارة الصحة في لبنان باتت ذائعة الصيت، لا بل مضرب مثل في العديد من الدول التي خرج فيها الوباء عن السيطرة. تحسب وزارة الصحة خطواتها جيداً، ترسم السيناريوهات والخطط، وتتحسّب للمراحل المقبلة. الهدف واضح ومحدّد محاصرة الوباء مع ما تتطلبه هذه الكلمة من إجراءات. وفي هذا السياق، جاء قرار عزل مدينة بشري بعدما سجّل عداد الإصابات فيها رقماً لافتاً في الساعات الماضية. ذاك القرار نابع من حرص تام على صحة سكان المدينة ومعهم كل لبنان. وإزاء هذا التطور، تكثر الأسئلة حول المرحلة التي وصل اليها لبنان في رحلة المواجهة، خصوصاً بعد تسجيل إصابات في صفوف المغتربين العائدين، الأمر الذي يوسّع دائرة الترقب والحذر. 

مدير عام وزارة الصحة: المرحلة دقيقة 

لدى الطلب منه تقييم المرحلة الحالية ووصفها، يُجيب مدير عام وزارة الصحة الدكتور وليد عمار بالإشارة الى أنّ المرحلة دقيقة. هناك الكثير من الأمور لم تعد ضمن نطاق سيطرتنا خاصة بعد عودة المغتربين من الخارج ونسبة المصابين التي برزت بينهم، والتي لن تقتصر على أصحاب النتائج الإيجابية، بل إنّ فترة حجر العائدين لأسبوعين في المنازل ستكشف عن إصابات جديدة. وفق عمار، لا يمكننا إعطاء تقييم دقيق للمرحلة الحالية، بل علينا الانتظار أسبوعان بعد الانتهاء من جميع الرحلات التي تقل مغتربين لإعطاء صورة أوضح للمرحلة التي وصل اليها لبنان. 

 

بشري قيد العزل لمواجهة "كورونا"..في أي مرحلة "يقبع" لبنان؟ 

 

وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، لا ينكر عمار أنّ نسبة الإصابات التي تسجّل يومياً مقبولة، ولكنّ التقييم الأفضل يتوقّف على زيادة عدد الفحوصات خوفاً من أن يكون هناك إصابات لم يشملها العدد السابق. كما يوضح عمار أنّ نسبة الشفاء في المستشفيات جيدة جداً، وحتى نسبة الوفيات مقبولة وتتراوح بين الـ3 والـ4 بالمئة. أما من يتلقون العلاج، فيوضح مدير عام وزارة الصحة أنّ وضعهم جيد ومستقر، لكن من الطبيعي أنّ كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة يحتاجون الى عناية خاصة، رغم أنّ نسبة منهم تتماثل للشفاء وأخرى تفارق الحياة. 

زيادة عدد الفحوصات حتى الـ2000

ويشير عمار لموقعنا الى أنّ وزارة الصحة تتّجه نحو زيادة عدد فحوصات الـPCR اليومية، بحيث يرتفع الى الـ2000 في اليوم، فمجمل الفحوصات اليومية حالياً بالإضافة الى فحوصات المغتربين تبلغ ألفا، وعليه لا بد من توسيع الدائرة تحسباً لإصابات لم نلحظها، مع التوجه للاعتماد على استراتيجية الفحوصات العشوائية في كافة المناطق. وهنا يُشدّد عمار على أننا عندما ننتهي من ملف عودة المغتربين ونرفع عدد الفحوصات يُصبح التقييم لدينا أسهل وأوضح. 

الانتصار على المرض رهن الالتزام بالحجر 

ويناشد مدير عام وزارة الصحة المواطنين بضرورة الالتزام بالتدابير والإجراءات المتخذة تفادياً لتضييع كل ما أنجزناه حتى اليوم. ورداً على سؤال ما إذا كنا لا نزال في دائرة الخطر، يقول عمار "في حال التزمت الناس نطمئن ونرتاح ولكنّ المشكلة تكمن في عدم التزام جزء من المواطنين بالحجر والإجراءات وهذا ما يشغل بالنا اليوم". 

ويصف عمار الوضع بالصعب. برأيه، فإنّ فترة طويلة مضت على ملازمة الناس المنازل ولا يجوز أن تضيع نتائجها الايجابية جراء بعض الخروقات التي تحصل من آخرين لا يحترمون التدابير. ويُشدد مدير عام وزارة الصحة على أنّ المواطنين تعبوا وقد تعمد الحكومة بعد فترة الى التخفيف من حدة الاجراءات، لكن طالما أنّ هذه التدابير موجودة فعلى الناس واجب الالتزام بها مئة بالمئة، وإلا يذهب كل ما أنجزناه سدى. يعود المتحدّث ويكرّر "أمامنا أسبوعان حاسمان بعد عودة المغتربين، على الجميع الالتزام بهما حتى نتخطى هذه المرحلة بنجاح وننتصر على المرض".

رئيس بلدية بشري: المدينة لا تخضع لقرار العزل التام

وفيما دخل قرار عزل مدينة بشري اليوم السبت حيّز التنفيذ، يتحدّث رئيس بلدية بشري فريدي كيروز لموقع "العهد" الإخباري عن الإجراءات المتخذة، فيؤكّد أنّ المدينة لا تخضع لقرار العزل التام الذي يقضي بمنع دخول المواد الغذائية والقوى الأمنية. كل ما في الأمر أننا اتخذنا إجراءات مشددة أكثر من المرحلة الأولى، والتي تحتّم على كل أبناء المدينة عدم الخروج منها، تماماً كما لا تسمح لأي وافد من الخارج الدخول اليها، باستثناء المواد الغذائية والتموينية، القادمون الى المستشفيات والحالات الطارئة، الأطباء والقوى الأمنية. ويوضح المتحدّث أنّ الإجراءات تتم عند مدخلين لمدينة بشري يتواجد عليهما شرطة بلدية بشري وحاجز للقوى الأمنية. ويشدّد رئيس بلدية بشري على أنّ كافة الإجراءات التي نقوم بها اليوم هي بالتعاون وبإشراف وتوجيه من وزير الصحة الدكتور حمد حسن وفريق عمله الذي يزودنا بكافة القرارت والاجراءت الوقائية. ويصف كيروز العمل بالجيد جداً، فالوزير عندما أتى الى بشري أثنى على الإجراءات التي نقوم بها وأعطانا بعض التوجيهات التي طبقناها خلال 24 ساعة. 

بشري قيد العزل لمواجهة "كورونا"..في أي مرحلة "يقبع" لبنان؟ 

الالتزام مئة بالمئة 

ويؤكّد كيروز أنّ هناك التزاما تاما بنسبة مئة بالمئة من قبل المواطنين، مع العلم أن بشري اعتادت عشية العيد على الحركة، ولكن وعي الناس يدفعهم الى الالتزام بشكل تام.  وحتى أنّ أبناء القضاء يلتزمون أيضاً بحيث لم تسجّل حركة سيارة واحدة باتجاه بشري. ويوضح رئيس البلدية أنّ الاجراءات ستستمر لمدة 15 يوماً، وبموازاة ذلك نتابع تقارير مستشفى بشري الحكومي، وقد أجرينا أكثر من مئة فحص عشوائي اليوم بانتظار صدور النتائج. هذه الفحوصات -وفق كيروز- أجريت على كل الأشخاص الذين لديهم اختلاط مباشر مع الناس من أصحاب المحلات التجارية، الى الملاحم الى الصيدليات وغيرهم.

ويلفت رئيس البلديةالى أنّ النتائج سلبية لأكثر من 50 فحصا عشوائياً أجريَ أمس الجمعة في المدينة بوجود وزير الصحة. بالنسبة لكيروز، فإنّ البلدية وبناء على توصية المستشفى تعتمد استراتيجية الفحوصات العشوائية، فإذا كانت كل الفحوصات العشوائية سلبية تكون الإصابات محصورة بنقطتين اختلطتا بأول مصابين. حينها ومن بعد هذه المرحلة نعمد الى تخفيف الاجراءات. ويلفت المتحدّث الى أنّ 51 إصابة سجّلت حتى الساعة في المدينة، ونحن اليوم لا نفتش عن مصدرها، بل هدفنا تدارك الوضع ومنع تفشي الوباء. 
 
حسن يطّلع على حالة كل مريض في بشري وكأنه "ابنه"
 
ويأسف كيروز لمحاولات البعض تسييس مسألة "كورونا" والتحدث عنها بلغة مناطقية. وفق قناعاته، نحن في مواجهة وباء شلّ الكرة الأرضية بأكملها. وأمام هذا الوباء لا يوجد سياسة والدليل أننا رأينا كيف وزير الصحة المقرّب من حزب الله في قلب مدينة بشري يطّلع على حالة كل مريض وكأنه "ابنه". في هذه القضية لا مكان للسياسة، يكرّر كيروز، فنحن أمام موضوع إنساني بامتياز، حتى أنّ الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله تحدّث عن الجانب الإنساني في هذه القضية بعيداً عن السياسة. 

رسالة لسكان المدينة 

وفي الختام، يناشد كيروز سكان بشري بضرورة الالتزام في المنازل، فهذا هو الدواء الوحيد للوباء، وفي حال التزام كافة اللبنانيين في منازلهم خلال أسبوعين وعدم خرق الحجر المنزلي، بالتأكيد ننتصر على الوباء، وإلا فإنّ الاستهتار لن يوصل لأي نتيجة.

فيروس كوروناوزارة الصحة اللبنانية

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة