طوفان الأقصى

خاص العهد

التقارب السوري - الإماراتي: ملامح لتغير المقاربة حيال دمشق
30/03/2020

التقارب السوري - الإماراتي: ملامح لتغير المقاربة حيال دمشق

أعاد الاتصال الهاتفي الذي أجراه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد مع الرئيس السوري بشار الأسد الأجواء إلى مرحلة اعادة افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق وما كان منتظرًا حينها من انسحاب المشهد على بقية الدول العربية لولا الفرملة الأمريكية حينها للخطوة الإماراتية والتهديد العلني للشركات والدول بعواقب المزيد من الانفتاح على دمشق. لكن المساعي الإماراتية في هذا السياق استمرت ولو على استحياء لتتظهر اليوم تحت مظلة العنوان الإنساني المتمثل بخطر كورونا كجزء من حراك عربي بدأ يقارب التعاطي مع حلف المقاومة من مبدأ المساكنة على الأقل، آخذا بعين الإعتبار التعثر السعودي الإماراتي في اليمن وتراجع نفوذ الخصم التركي في الشمال السوري.

ثمة أعداء مشتركون

يرى العضو السابق في الوفد السوري لمؤتمر جنيف أسامة دنورة أن سعي بعض الدول العربية، والتي كانت قد اتخذت مواقف سلبية ضد سورية، الى استعادة العلاقة معها الى سابق عهدها، يعكس ملامح حراك عربي واقليمي جديد يأخذ في عين الاعتبار معطيات الانتصار السوري، ومعطيات تصاعد قوة محور المقاومة بعد نجاحه في اثبات صلابته ضد الهجمة الارهابية، وضد الضغوط والاعتداءات الامريكية والاسرائيلية. كما أن هذا السعي يعكس ادراكاً لدى هذه الاطراف بأهمية ومحورية الدور السوري في مواجهة الغزو التركي، والتوغل الارهابي للتطرف الديني / المذهبي الذي ترعاه تركيا ضد دول وشعوب الوطن العربي. التدخل التركي هذا أراد التحالف الاسرائيلي - الامريكي أن يوظفه كعامل مشاغلة واستنزاف وحرب بالوكالة يعدل به حالة الضعف والتراجع التي يعاني منها الكيان.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري يلفت دنورة الى أن أزمة كورونا الحالية كانت بمثابة الرافعة المرحلية التي جاءت لتترجم نضوج المعادلات سابقة الذكر، ولتساعد على تجاوز بعض محاولات الاعاقة الامريكية والاقليمية، تأسيساً على أن التصدي لكورونا هو هم انساني يفرض تجاوز بعض الهوامش المتبقية من ارث المرحلة السابقة لمصلحة مستقبل البشرية والشعوب، وفي العمق لمصلحة فض الاشتباك الاقليمي المستنزِف سياسياً واقتصادياً وعسكرياً للجميع.

الرياض.. مباركة ضمنية

وفيما يتعلق بالموقف السعودي، يعتبر العضو السابق في الوفد الحكومي لمحادثات جنيف أن الرياض ستسعى الى التمهيد لتحولها المنتظر تجاه سوريا بخطوات مسبقة، تدخل في اطارها الموافقة السعودية الضمنية على مواقف كل من حكومة ليبيا الوطنية ودولة الامارات تجاه الانفتاح على سوريا، مضيفًا أن النصر السوري المدعوم من أطراف محور محاربة الارهاب دفع بعض القوى والحكومات التي كانت تراهن على كسر الالتزام السوري تجاه الصراع مع العدو الصهيوني الى مراجعة نفسها، والى الإدراك أن أقصى طموحاتها أصبح اليوم يتمثل في استعادة حالة المساكنة مع محور المقاومة وفض الاشتباك معه، أي الاقرار الضمني بفشل محاولات هزيمته وتركيعه، كما يتجلى هذا التوجه الجديد بسعي دول الخليج الى الوصول الى حلول وسط فيما يتعلق بالعدوان على اليمن، وما يتم تسريبه عن محادثات سرية مع انصار الله، كواحدة من معالم الاقرار بضرورة التوصل الى فض حالة الاشتباك في المنطقة "وهو اتجاه، في حال ثبت وتطور، يصب في اطار الحكمة والواقعية السياسية، ويحقق مصلحة جميع الاطراف."

أما بالنسبة لدمشق، فيرى دنورة أن استعادة العلاقات مع المنظومة الرسمية العربية، وتأسيساً على واقع ثبات الموقف السوري، يمثل قيمةً مضافة تسهم في كسر حلقة الحصار الاقتصادي والدبلوماسي على سوريا، وتسهم في استعادة دمشق لدورها ضمن هذه المنظومة "الامر الذي سيترجم بكسر أحادية الموقف المتحالف مع الولايات المتحدة والمطبع مع "اسرائيل"".

الإمارات العربية المتحدة

إقرأ المزيد في: خاص العهد