يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

مدير مستشفى الرسول(ص) لـ
14/03/2020

مدير مستشفى الرسول(ص) لـ"العهد": طواقمنا في خدمة الدولة وبـ"أمر السيد"

خاص العهد

بكثير من العزيمة والشجاعة يتحضر الطاقم الطبي والتمريضي في مستشفى الرسول الأعظم (ص)، للتصدي ومواجهة ما يتهدد المجتمع اللبناني على صعيد وباء فيروس "كورونا" المستجد. هؤلاء هم خط الدفاع الأوّل اليوم عن لبنان. يتلقى العاملون في مستشفى الرسول الأعظم (ص) دعوة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله إلى التكافل وتقديم كل ما يلزم في خدمة الدولة اللبنانية لتجاوز هذه المعركة الصحية، بهمة وجدّ وجهوزية.

"لا أتفاجأ بأي ردة فعل من أطبائنا، وممرضينا وموظفينا في مستشفى الرسول الأعظم (ص)، اتجاه أخذ القرار بالمواجهة، جربناهم في أقسى وأصعب الظروف وكانوا دائما يرفعون الرأس، ويبيضون الوجه. وهم الآن بأمر سماحة الأمين العام لحزب الله جاهزون وينتظرون"، يقول مدير مستشفى الرسول الأعظم (ص) الدكتور محمد بشير لموقع "العهد" الاخباري، مؤكدّا أنه والموظفين "الذين هم أبنائي وبناتي في خدمة سماحة السيد وفي خدمة مجتمعنا".

تحية من القلب يوجّهها الدكتور بشير الى الطاقم الطبي والتمريضي والفني والمستشفيات والمستشفى الحكومي وعلى رأسهم وزارة الصحة: "ندعمهم ونقف الى جانبهم في المعركة التي يخوضونها، وبكل محبة نقول لهم إننا معكم وجاهزون أن نقدم أي مساعدة".  

الرد على الهجوم الإعلامي

كثير من الضجيج الاعلامي المدسوس والمتعمّد أثير حول مستشفى الرسول الأعظم (ص) منذ دخل الوباء الى لبنان. وسائل اعلام معروفة التوجهات السياسية، دأبت على ترسيخ مزاعم كاذبة في أذهان الرأي العام: "ما حصل كان شيئا غريبا وعجيبا، هناك وباء عالمي، وفي المقابل، بعض الاعلام المدفوع من قبل جهات سياسية في لبنان أصر على أن مستشفى الرسول(ص) يستقبل حالات كورونا ويخفي الأمر. استنفرنا لأنهم كانوا يخفون الحقيقة ويضللون الرأي العام". بحسب الدكتور بشير فإن "سبب الهجمة الاعلامية لا يعود الى مستشفى الرسول الأعظم (ص) بذاته، بل الى ما يمثله من مرجعية سياسية ورمز وصرح استشفائي كبير في لبنان، وكان للجمهورية الاسلامية يد في انشائه. عندما بدأ الهجوم على المستشفى كان يستهدف ايران بالدرجة الأولى. كانوا يسعون للترويج أن ايران هي مركز الوباء وأن حزب الله يساعد بطريقة أو بأخرى في نشر هذا الوباء في لبنان ولم تطالب وزارة الصحة حزب الله بأي اجراءات، وبالتالي كان من البديهي أن يقولوا إن هؤلاء الناس الذين يأتون من ايران يعالجون في مستشفى الرسول (ص)". خلاصة القول في هذه القضية إن "الهجوم ليس على المستشفى وكادره وأدائه وامكانياته بل على الدور والحضور السياسي للجمهورية الاسلامية في ايران وبالتالي لدور حزب الله في المجتمع اللبناني".

لطالما كان مستشفى الرسول الأعظم (ص) ملاذًا لجميع المرضى من جميع الطبقات الاجتماعية، ومختلف المناطق اللبنانية. يقول الدكتور بشير لموقع "العهد" الاخباري "قبيل أزمة الكورونا، كان - وما يزال - لبنان يشهد وضعًا اقتصاديًا سيئا جدًا، وكانت مستشفيات لبنان تشهد وضعًا متأزمًا، وكنا نذهب يومًا بعد آخر الى واقع مأساوي أكثر بما يرتبط بقدرة المستشفيات على استيعاب المرضى، وشراء لوازمها الطبية التي تحتاجها لتقديم خدمتها. في تلك الفترة أعلنت معظم مستشفيات لبنان عجزها عن الاستمرار وقلت خدماتها، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة خصوصًا بعدما ارتفع سعر صرف الدولار كثيرًا". ويتابع "لكن مستشفى الرسول(ص) يومها لم يقلص أي نوع من خدماته واستمر بتقديم كل أنواع الخدمات التي يقدمها عادة. وأكثر من ذلك، شهد المستشفى ارتفاعا ملحوظا بأعداد المرضى في الأقسام المختلفة. يعود ذلك الى أن الوضع الاقتصادي صعب، والناس تقصد المستشفى لمعرفتها التاريخية به، فكلفة الخدمات الاستشفائية فيه أقل بكثير من مستشفيات أخرى، وقد يعود ذلك أيضا الى أن المرضى لم يجدوا حينها أماكن شاغرة لهم في مستشفيات أخرى".

مستمرون في خدمة أهلنا

أمّا في زمن الكورونا، فيؤكد الدكتور بشير لـ"العهد" أن المستشفى "استمر في استقبال المرضى مع أخذ كل الاحتياطات اللازمة والضرورية لحماية مرضاه أولا، والعاملين فيه ثانيا، وحماية كل الزوار الذين يأتون اليه من خطر انتشار هذا الوباء"، موضحا أنه "حتى اليوم ما زلنا نستقبل كل الناس".

لكن هذا الحال بحسب مدير مستشفى الرسول (ص) "من الممكن أن يتبدل في الأسبوع القادم انسجامًا مع ما قد يتطور في سلوك فيروس كورونا، ومع تطور الاجراءات التي تتخذها وزارة الصحة، نسبة الى خطورة الوضع. من طبيعي أن المستشفى سيواكب التطورات وقد يقلل من الخدمات الباردة، دون أن يؤثر ذلك على الحالات الطارئة، فبعض الحالات الباردة قد نلجأ الى تأجيلها".

"منذ بدأ المرض في الصين وانتقل الى ايران، أخذنا الاحتياطات الضرورية وافتتحنا ممرًا خاصًا للطوارئ بحسب ارشادات منظمة الصحة العالمية وهذه الاجراءات صارت تزيد مع الوقت، حتى وصلنا الى أن أي انسان يريد الدخول الى المستشفى يتعرض الى تقييم صحي على الأقل لنراقب اذا كان يحمل هذه العوارض التي تصنفها وزارة الصحة ضمن خانة عوارض الكورونا"، وفقًا للدكتور بشير، الذي يضيف "ترافق ذلك مع تخفيض كبير لعدد الزوار وكان تجاوب كبير واستطعنا حماية المستشفى بعدما تعرضنا الى حالات مشتبه بها. في الأسبوع القادم يمكن أن نشدد أكثر من الاجراءات ونتجه الى الغاء الزيارات بالكامل ونعمل على تخفيف الاحتكاك بين الناس".

الدكتور بشير يشدد في ختام حديثه لـ"العهد" على أن "هذا المستشفى أبوابه ما زالت مفتوحة وستبقى مفتوحة، وفي وقت الكورونا قد يضطر الى استقبال حالات كورونا، وهذا يرتبط بتوجهات وزارة الصحة"، موضحا "أننا نعمل مع مستشفى السان جورج وهو رديف لمستشفى الرسول (ص)، حيث توجد خطة مشتركة ونجتمع يوميًا لمواكبة تطورات كورونا".

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل