يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

خلفيات عمليات الاغتيال داخل ميليشيا
14/03/2020

خلفيات عمليات الاغتيال داخل ميليشيا "جيش الإسلام"

سوريا - محمد عيد

لم يكن اغتيال رئيس الهيئة الشرعية في ميليشيا "جيش الإسلام" الإرهابي ياسين الشيخ أبو ياسر التابع لميليشيا "الجيش الوطني" المدعوم تركياً بانفجار عبوة ناسفة بسيارته في ريف حلب الشمالي، حالة متفردة داخل هذا التنظيم الذي شهد الكثير من الصراعات الداخلية وتصفية القيادات لاعتبارات كثيرة تتعلق بالنفوذ وطمس الحقائق. لكن عملية الاغتيال الأخيرة ارتبطت عمليًا بتصفية كل من كان لهم ارتباط بقتل الناشطة "الإعلامية" السورية "المعارضة" رزان زيتونة، خصوصًا بعد اعتقال الناطق السابق باسم التنظيم الإرهابي اسلام علوش في باريس وما أفرزه هذا الاعتقال من هاجس عند كل المرتبطين بالقضية.

يؤكد الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية حسام الدين طالب ابن مدينة دوما، لموقع "العهد" الاخباري أن عمليات الاغتيال داخل "جيش الإسلام" هي منهج تتبعه القيادات الأمنية داخل التنظيم الإرهابي لعدة أسباب أهمها كان قبل تحرير الغوطة مرتبطًا بإبعاد البارزين عن القيادة الذين يختلف معهم، أو الذين لا يرضى الجناح الأمني بقيادة عمر الديراني (أبو قصي) عنهم. ثم توالت الاغتيالات بعد الخلاف القطري - السعودي حيث بدأت عملية تصفية المقربين من قطر.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، يكشف طالب أن عمليات الاغتيالات امتدت للوصول إلى اثنين من مؤسسي "جيش الإسلام" وهما محمد الأجوة وشقيقه نعمان اللذين كانا نائبين لزعيم التنظيم المقتول زهران علوش، حيث كانت آخر عملية اغتيال داخل الغوطة وحدثت فجر خروج الإرهابيين من دوما.

الخبير في الشؤون الإسلامية يلفت اعتماد الإرهابي أبو قصي على اثنين من الأمنيين داخل دوما لتنفيذ عمليات الاغتيال وهما محمد كبريته الملقب أبو علي حديد وعمر دلوان، وقد اغتالا الأخوين الأجوة. وكانت آخر الاغتيالات على يد أبو علي حديد الذي أقدم على اغتيال الإرهابي ياسين الشيخ بزينه أبو ياسر في مدينة الباب، وبعد عملية الاغتيال مباشرة وصل الإرهابي أبو علي إلى اسطنبول لأول مرة منذ خروجه من الغوطة.

طالب يجزم بأن عملية اغتيال الإرهابي بزينة أخفت الكثير من الأسرار التي كانت بحوزته "وهو ضابط الارتباط بين غرفة الموك وجيش الإسلام الإرهابي  فضلا عن كونها أنهت علاقة جيش الإسلام من الناحية التنظيمية مع السعودية. حيث كان  التنظيم يشكل  ذراعها الضارب  في محيط دمشق، و قد قامت بدعمه بمئات ملايين الدولارات قبل انتقاله للشمال السوري وتحول قيادته وعلى رأسهم البويضاني إلى الحضن التركي"

ويوضح طالب أن الانتقال إلى الحضن التركي بات واضحاً من خلال قتال "جيش الإسلام" إلى جانب الأتراك في معاركه بشمال شرق سوريا فضلا عن ظهور البويضاني مع الاحتلال في معركة درع الفرات "وكان الإرهابي بزينة أحد الشهود على خطف رزان زيتونة وزوجها من مكتبهما في دوما، وشاهدًا كذلك على قتلها، كما اعترف بذلك الإرهابي وجدي نعمة الملقب إسلام علوش المتحدث السابق لـ"جيش الاسلام" بعد اعتقاله في فرنسا، حيث قام نعمة بالاعتراف بمئات الجرائم التي ارتكبها جيش الإسلام في دوما والغوطة".

وبحسب طالب، فإن ما يهم الفرنسيين هو "مصير عميلتهم في سوريا" ولا تهمهم الجرائم المرتكبة بحق الأهالي والشعب السوري على يد الإرهابيين. لذلك بدؤوا بملاحقة القيادات والعناصر الإرهابية التي كانت على علاقة بخطف زيتونة وتصفيتها في دوما "ما عجل بعملية اغتيال بزينة".

ويختم "حرب الاغتيالات ستستمر بين الفصائل الإرهابية بمختلف مسمياتها وستشهد الأيام المقبلة حرب تصفيات داخل الفصيل الواحد بعد انحسار نفوذهم وقرب انتهاء دورهم في سوريا" وهم يسعون للسيطرة على الأموال والثروات التي جنوها من الداعمين أو من خلال سرقة الموارد والثروات السورية وتهريبها إلى تركيا".

إقرأ المزيد في: خاص العهد