يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

ماذا بقي أمام إردوغان في إدلب؟
29/02/2020

ماذا بقي أمام إردوغان في إدلب؟

على الرغم من ردّه الذي لا يرقى لمستوى الفعل، باستهداف نقاط للجيش السوري بعد استهداف كبيرٍ للأخير للقوات التركية، تبدو الخيارات أمام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إدلب معدومة بعد رفض "الناتو" التدخل لصالحه بمواجهة سوريا وروسيا، ولم يبقَ أمامه سوى ابتزاز الأوروبيين الذين لم يكونوا متحمسين للقمة الرباعية في "إسطنبول"، بفتح الطريق أمام اللاجئين نحو أوروبا، بحسب ما يراه المراقبون.  

الخبير العسكري السوري العميد المتقاعد هيثم حسون يرى خلال حديث له مع موقع "العهد" الإخباري أنّ "إردوغان لم يعد لديه أوراق قوة يمكن أن يلعب بها في الساحة السورية، إذ فقدها جميعها بشكل تدريجي ولم يبق لديه سوى التهديدات التي أطلقها باتجاه الرئيس السوري بشار الأسد خلال تصريحاته الأخيرة".

يصف حسون تهديدات إردوغان بالفقاعات الهوائية، ويقول: "كان آخرها ما أسماه بالإنذار الأخير للعودة لخط ما سُمي خط المراقبة أي خلف نقاط المراقبة التركية المحاصرة وهذا لن يحصل أبدا"، مضيفا أنّ "إردوغان تلقى الجواب المناسب على كل تصريحاته وتهديداته بالصفعة التي تلقاها باستهداف جنود جيشه ومقتلهم، ولم يعد ما لديه ليقوم به سوى طلب الوساطة من الجانب الروسي من أجل الحفاظ على ما تبقى من ماء وجهه وإيجاد مخرج من التهديدات التي كان يطلقها لأنه إن ذهب باتجاه تصعيد عسكري أكبر فسيُهزم وتتحول الهزيمة العسكرية إلى هزيمة استراتيجية".

الخبير العسكري رأى أن "إردوغان يضغط على "الناتو" لتقديم دعم عسكري ويبتز الدول الأوروبية اليوم بموضوع اللاجئين لأنه لا ينوي الخروج من إدلب و يدعي أنها أرض تركية، وهذا تجل واضح وصريح للأطماع الاستعمارية في سوريا"، مؤكدًا أنّ "النقاط التركية والوجود التركي خرج عن نطاق الاتفاقات السياسية وبات وجودا احتلاليا، والجيش السوري بمقدوره سحق القوات التركية إن ارتكب إردوغان أية حماقة، ولا خيار لديه سوى أن يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له مخرجا عبر اتفاق ما".

وتوقع العميد حسون خلال حديثه لـ"العهد" الإخباري أنّ "تستعيد قوات الجيش مدينة سراقب"، موضحا أن السيطرة عليها ليست أمرا ميدانيا شائكا، إذ سيتم ذلك بمجرد انتهاء المرحلة الحالية من العمليات العسكرية في جبل الزاوية، والقوات قد بدأت هجومها المضاد وسيتم الالتقاء مع القوات الآتية من جبل الزاوية عند نقطتي أريحا وأورم الجوز لتصبح القوات مشرفةً بالنار على جسر الشغور من الغرب".

وختم حسون حديثه بالقول إنّ "الإشراف الناري على جسر الشغور سيتم بالتزامن مع فتح عمل عسكري آخر من محور قرية كبانة في ريف اللاذقية الشمالي للوصول لريف إدلب  الغربي والإطباق على جسر الشغور من الجهات الجنوبية والشرقية والغربية ليصبح بذلك طريق الـ M4 بحكم المستعاد".

تركيا

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم