طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

العنصرية الإعلامية تتفشّى لا
24/02/2020

العنصرية الإعلامية تتفشّى لا "كورونا"

هبة العنان

منذ إعلان وزير الصحة حمد حسن يوم الجمعة الماضي عن تسجيل أول إصابة بفيروس الكورونا في لبنان، آتية على متن طائرة إيرانية، أُطلقت آلة العنصرية الكراهية من قبل الإعلام وناشطي التواصل الاجتماعي، إذ لم يكتفِ البعض بالتشهير بالمريضة وتسريب صورة جواز سفرها في خرق واضح للخصوصية، بل تعدى ذلك لبث الحقد والضغينة تجاه الجمهورية الاسلامية بذريعة لا أساس لها.

لم يكن مستغربًا ما أوردته الـMTV في مقدمة نشرة أخبارها ليلة الجمعة الماضية من تحميل لإيران المسؤولية عن انتشار الفيروس في لبنان وتهديد "الأمن الصحي". المحطة التي لطالما كانت المحرّضة والمشوّهة لصورة الجمهورية الإسلامية في الإعلام اللبناني، اختارت هذه المرة إظهار إيران على أنها المصدر الأول للكورونا، على الرغم من أن الفيروس وصل إلى دول عربية وأجنبية مجاورة قبل ان يصل إلى قم، علمًا أن موقع gis data العالمي للمعلومات أدرجها حتى الآن في المرتبة الثامنة دوليًا لناحية الإصابات فيما حلّت ووهان أولى، وكوريا الجنوبية ثانية، والأقاليم الصينية ثالثة، ثمّ إيطاليا رابعة.

موقع "العهد الإخباري" تواصل مع رئيس "المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع والالكتروني" عبد الهادي محفوظ  للوقوف على أداء الوسائل الإعلامية في هذه الظروف، فقال إن "بعض المؤسسات الإعلامية استغلت قدوم طائرة المُصابة من إيران لتوظيفه من أجل بث التحريض والكراهية وخلق ذرائع لا صحة لها، وكأن إيران هي من تسبّبت بالكورونا"، مضيفًا إنه "في الوقت الذي يجب أن يكون دور الإعلام فيه توعويا ووحدويا، تأتي بعض وسائل الإعلام لإثارة الفتن وتلفيق الأكاذيب".

وأشار محفوظ الى أن وزيرة الإعلام منال عبد الصمد دعت الجمعة الماضية إلى اجتماع عام، عقد مع وزارة الصحية وممثلي وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والالكترونية، من أجل إعادة توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح، لتحمل مسؤولياتها الاجتماعية والمهنية تجاه ما يجري"، لافتًا إلى أنه "تمّ التوافق على أن يكون مصدر أي خبر يتناول هذا الموضوع، إمّا وزارتا الصحة والإعلام أو مصادر مسؤولة، وذلك تجنبا للأخطاء التي حصلت، مع التشديد على الموضوعية وعدم نسبة هذا المرض إلى بلد ما كي لا نقع في مسألة التصنيفات السياسية المسبقة".

واعتبر محفوظ في حديثه لـ"العهد" أن "الإعلان عن أول إصابة في لبنان يجب ان يكون مدخلا لتحقيق نوع من التوافق بين أبناء شعبنا باعتباره يهدد حياة الجميع"، داعيا وسائل الإعلام إلى الابتعاد عن مسألة التجاذبات والاصطفافات السياسية، ولا سيما أن مصدر هذا المرض بات معروفا، فيما إيران تعمل على مواجهة الفيروس الذي انتقل إليها من الخارج كغيرها من الدول".

محفوظ قال إن "العمل على بث الشائعات والمعلومات الخاطئة يتنافى مع ما تقتضيه المصلحة الأخلاقية والمهنية، باعتباره يثير الهلع والخوف والذعر لدى المواطنين"، مشددا على ضرورة التزام وسائل الإعلام المرئية والالكترونية بالبروتوكول المحدد من قبل المجلس الوطني للإعلام، الذي يؤكد دقة المعلومة وصحتها ونسبتها إلى مصدر الموثوق والابتعاد عن الاشاعات".

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل