يوميات عدوان نيسان 1996

منوعات ومجتمع

هستيريا
22/02/2020

هستيريا "الكمامة" في ظل الكورونا

مع إعلان تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في لبنان، استنفرت الوزارات المعنية فرق عملها  لمواجهته بإجراءات وقائية تحدّ من انتشاره، فيما لوحظ إنشغال اللبنانيين بشكل لافت بهذا الحدث، وقد عمد بعضهم إلى التهافت إلى الصيدليات لشراء الكمامات للوقاية من الفيروس، مما أدى إلى فقدانها في بعض صيدليات العاصمة بيروت ورفع سعرها.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تؤدي الكمامة إلى الوقاية من هذا المرض بشكل فعلي؟

فقد جرت العادة أن تُلبس الكمامة في المستشفيات وذلك لحماية الزائر والطبيب أو المريض الذي يخضع للجراحة منعاً لإصابته بالعدوى، وكذلك في حالات الأمراض المعدية التي تتطلب عدم الإختلاط مع الناس. 

وهنا نعود الى طرح السؤال مجدداً، هل يستدعي الأمر أن نضع الكمامة في كل مكان وزمان ليتحوّل الأمر الى هستيريا الكمامة في ظل الكورونا، وما هو مدى فاعليتها؟.

الكمامة مهمة لكن للضرورة اي عند زيارة المريض في حال الضرورة أو للطبيب الذي يعالج مريضاً ما، هكذا يوضح عضو اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري، ويضيف "إن استخدام الكمامة يجب أن يكون مؤقتاً وموضوعياً وهادفاً". 

وبحسب البرزي فإن "ارتداء الكمامة طوال اليوم يعني التنفس من خلالها، وبالتالي تعرّضها للرطوبة والبلل ما يفقد مناعتها الواقعية"، ويلفت الى أنه "لا يجب أن تعطينا الثقة الزائدة فهي قد تحوّل المنفعة إلى ضرر"، حيث يتساهل الشخص الذي يضع الكمامة بكثير من الأمور لثقته بها.

ويستشهد البزري بمثال قائلاً أن "أكثر الناس التي كانت تموت في جبال الألب كانوا يستخدمون دواليب خصوصية للتزلج، وبالتالي يسرعون بشكل زائد حيث يصبح الحادث أكثر خطورة". 

هستيريا "الكمامة" في ظل الكورونا

ويؤكد أن الاستخدام الدائم قد يسبب أزمة بيئة، متسائلاً "إذا قام الفرد بالعطس والسعال أين سيضع الكمامة بعد ذلك؟".

نستخلص مما ورد، إن ارتداء الكمامات في الحياة اليومية تحمي من يرتديها لكن على نطاق ضيق جداً، إذ أن الفيروس يخترق الجسم عادة عبر الفم أو العين أو الجروح المفتوحة، وكذلك عبر اليد. ولذلك ينصح الخبراء بعدم حكّ العين أو الأنف في حال المرض.

وفي هذا السياق، يقول الخبراء "وسائل الحماية لا تفيد ما لم يتمّ الالتزام بمعايير النظافة الشخصية، وفعالية الكمامات يمكن أن تضيع في اللحظة التي تلمس فيها أنفك أو عينك بيد غير نظيفة".
 

 

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع