يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

14/01/2019

"واشنطن بوست": معركة شد حبال بين ترامب ومستشاريه 

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" ان معركة "شد حبال" تجري بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب من جهة، ومستشاريه وحلفائه من جهة اخرى، وذلك منذ إعلانه عن سحب القوات الاميركية من سوريا.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها إلى ان "المحاولات الرامية لاقناع ترامب بالتراجع عن قراره أو وضع شروط على الانسحاب قد تلاشت، خصوصا بعد اعلان الجيش الاميركي البدء بالانسحاب من سوريا"، مضيفة ان "مساعي مسؤولي جهاز الامن القومي الاميركي والحلفاء الاجانب وصقور الحزب الجمهوري في الكونغرس لثني ترامب عن قراره كانت "مفلسة"".

وقالت الصحيفة إن "رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو تحدث مع ترامب بعد يومين من إعلانه عن الانسحاب من سوريا، ثم كلَّمه مرة اخرى بعد مرور يوم"، ونقلت عن مسؤولين اميركيين حاليين وسابقين ومسؤولين دوليين، ان "ما حصل اظهر تداعيات "القرارات المتهورة" التي يتخذها ترامب دون متابعتها بالشكل المطلوب".

واضافت ان رسائل "الطمأنة" التي قدمها وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو إلى الحلفاء خلال جولته في المنطقة لم تحقق الكثير. ونقلت عن مصدر مطلع ان "المستشارين المقربين من ترامب يتحملون مسؤولية ما آلت الامور اليه"، واضاف ان "مستشاري ترامب لا يقدمون له الخيارات التي يريدها ما ينتج ردود فعل غاضبة من قبل ترامب"، معتبرا ان "رغبة ترامب بالخروج من سوريا لا تأتي من فراغ، وقد تحدث حول ذلك خلال حملته الانتخابية".

الصحيفة تابعت ان "نتنياهو كان "الزعيم الاجنبي" الثاني الذي علم بقرار ترامب عن الانسحاب من سوريا، بعد ان ابلغ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالقرار" وأردفت ان الاتصال الهاتفي الاول بين ترامب ونتنياهو حول الموضوع كان بتاريخ 17 كانون الاول/ديسمبر الماضي، وذلك بعد مساع بذلها مستشار الأمن القومي الامريكي جون بولتون ووزير الحرب الامريكي السابق جيمس ماتيس و غيرهم لدفع ترامب للتراجع عن قراره".

ونقلت عن مسؤولين اميركيين مطلعين حاليين وسابقين ان "بعض معاوني ترامب املوا بان يتمكن نتنياهو من اقناع ترامب بابطاء عملية الانسحاب"، كما نقلت عن مصادر مطلعة ان "نتنياهو اعرب لترامب عن مخاوفه من ان ايران ستكون المستفيد الاول من الانسحابات الاميركية من مناطق النزاع.، مضيفة ان الرئيس الامريكي كان منزعجا من استقالة ماتيس ومن التغطية الاعلامية لقرار الانسحاب". 

وأشارت الصحيفة إلى انه "خلال الاسابيع التي تلت إعلان القرار، كان ترامب يخوض حرباً مع الديمقراطيين حول الاغلاق الحكومي الجزئي، وظهرت حينها دلالات إلى ان ترامب ربما يقوم بتعديل موقفه حيال سوريا"، ونقلت عن مسؤولين اميركيين ودوليين مطلعين ان ترامب بدا اقل انزاعجاً من موقف مستشاريه حول سوريا، وقد وافق على طرح البنتاغون تحديد مهلة اربعة اشهر للانسحاب بدلاً من شهر واحد".

مسؤولون حاليون وسابقون قالوا للصحيفة ان زيارة ترامب الى العراق شكلت عاملا هامًا للمواربة، وتابع ان الرئيس الأمريكي ابدى تفاجأه من مستوى الاجراءات الامنية التي احيطت بزيارته للعراق، مشيرة إلى ان هذه الاجراءات كانت تتعلق جزئياً بالتهديد الذي يشكله تنظيم "داعش"، لافتة إلى ان ترامب استمع مباشرة من القادة العسكريين الاميركيين في العراق عن مخاطر نشوء جماعات إرهابية في اماكن جديدة بعد هزيمتهم".

وذكرت ان ترامب التقى بالسيناتور الجمهوري المعروف ليندسي غراهام، المعروف بتأييده للتواجد الاميركي في سوريا، خلال عشية رأس السنة الميلادية، وأكد غراهام ان ترامب وافق على تحقيق عدد من الاهداف قبل سحب القوات".

الصحيفة قالت إن "زيارة بولتون إلى كيان الاحتلال وتركيا كان من المفترض ان توضح وتهدىء الامور، إلا انها اشعلت جدلاً جديد"، واضافت ان اردوغان شعر بغضب شديد من تصريحات بولتون حول ضرورة ان لا تقوم تركيا استهداف "الاكراد" كاحدى الشروط للانسحاب الاميركي".

ونقلت عن مسؤولين اميركيين واتراك ان "بولتون كان يقصد الاشارة الى "السوريين الاكراد الذين يقاتلون الى جانب الولايات المتحدة ضد "داعش"، غير انه "ضرب العصب" من خلال استخدام "لغة غير دقيقة" وظهر كمن يعطي الاملاءات لاردوغان.

كما نقلت عن ثلاثة مصادر مطلعة ان تصريحات بولتون قلبت المفاوضات بين المسؤولين الاتراك وموفد ترامب الخاص "للتحالف الدولي ضد داعش" جيمس جيفري  راساً على عقب، وان الاخير كان مستاء جداً مما فعله بولتون.

مصدر مطلع قال لـ"واشنطن بوست" ان اردوغان قال انه لا يعتقد ان بولتون يتحدث باسم ادارة ترامب"، إذ وصف بولتون هذه الزيارة بـ "المشؤومة"، وقال "انه جرى تخريب العملية". ونقلت عن المصدر نفسه ان استقالة ماتيس و بريت ماغوري الموفد الاميركي الخاص السابق لما يمسى التحالف الدولي ضد "داعش" إلى جانب الضغوط التي مارسها غراهام ونتنياهو، دفعت بترامب الى "تليين" قراره حول الانسحاب، مضيفا ان الرئيس الاميركي سيبقى عازماً على الانسحاب "في الامد القريب".

ونُقل عن مصدر مطلع آخر ان عملية "اعادة تمركز" السياسة الاميركية حيال سوريا تحصل الآن، خصوصا بعد ما تم التأكيد لترامب ان القوات الاميركية ستغادر "في النهاية"، مضيفا ان ترامب طالما شكك بجدوى بقاء القوات الاميركية في دول مثل سوريا وافغانستان والعراق، معتبرا ان معركة "شد الحبال" بدأت منذ البداية حيث ان كل مسؤولي جهاز الامن القومي الاميركي ينتمون إلى المعسكر المقابل المؤيد لوجود القوات الاميركية بالدول المذكورة.

الصحيفة ذكرت ان من غير المرجح ان يغير ترامب موقفه، مشيرة الى ان الرئيس الاميركي قام بادانة ما وصفه بـ"الحروب التي لا نهاية لها" ومدى تكلفة هذه الحروب.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم