طوفان الأقصى

نقاط على الحروف

بينَ وثائقِ  بولارد وجرائمِ  الفاخوري
17/02/2020

بينَ وثائقِ بولارد وجرائمِ الفاخوري

شوقي عواضة(*)

منذُ أن تمَّ توقيفُ العميل عامر الفاخوري ( جزّار الخيام) في 13 أيلول/ سبتمبر من العام 2019 والسّفارة الأميركيّة في بيروتَ تعملُ سرّاً وعلانيّةً وبكلّ جهدها على تهريبه إلى الولايات المتحدة، بذريعةِ اكتشاف إصابته بمرضِ السّرطان. وقد نجحت بنقله إلى مستشفى أوتيل ديو في محاولةٍ لتهيئة عمليّةِ تهريبه. لكن هذه المحاولات والضّغوط التي مارستها السّفارةُ الأمريكيّة لم تثنِ القضاءَ عن اتخاذ القرارِ الحاسم الذي اتخذته قاضية التّحقيق العسكريّ نجاة أبو شقرا التي أحالت قرارها الظّنيَّ بالعميلِ عامر الفاخوري إلى النيابةِ العامّة، لتُصعِّد الولايات المتحدة من لهجتها في تدخُّلٍ سافرٍ وواضحٍ يمسُّ السّيادة والقضاء في لبنانَ من خلال تصريحٍ للسيناتور الدّيمقراطية الأميركيّة جين شاهين، التي اعلنت أنّ لبنان مهدّدٌ بالعقوبات قريباً بسبب احتجاز العميلِ "الإسرائيليّ"، الذي يحملُ الجنسيّةَ الأميركيّة عامر الفاخوري، وبمعاقبةِ الأفراد المتورّطين بسجنه مؤكّدةً في حديثٍ لشبكة "فوكس نيوز" الأميركيّة أنّ فاخوري موقوفٌ لدى السّلطات اللبنانيّةِ بالرّغم من عدم وجودِ دليلٍ على ارتكابه أيّ جرمٍ لتختمَ حديثها بتهديدِ الحكومة اللبنانيّة التي يجبُ أن تعيَ أنّه ستكون هناك عواقبُ للاستمرار في توقيفه وفقاً لحديثها.
 

بينَ وثائقِ  بولارد وجرائمِ  الفاخوري

تصعيدٌ أمريكيّ غير مسبوق يدفعنا لطرح علاماتِ استفهامٍ كبيرةٍ حول أهميّة جزّار الخيام عامر فاخوري وأقلّ تلك التّساؤلات لماذا هذا الاهتمام الأمريكيّ الكبيرُ بعميلٍ إسرائيليّ؟

وما هي المهمّةُ التي جاء من أجلها؟ وماذا يخبّئ من معلوماتٍ خطيرةٍ وكبيرةٍ على قدر اهتمام الأمريكيين به؟ علماً أنّ أميركا لم تتهاون أبداً بقضايا التّجسّس والخيانةِ. وما قضيّة مواطنها جوناثان بولارد إلا أكبر دليلٍ على عدم تفريطها بسيادتها والسّماح لأحدٍ بالتّدخّل في تلك القضيّةِ (السّياديّة). فقد اعتقلتِ المخابراتُ البحريّة الأمريكيّة عام 1985 المواطن الأميركي جوناثان جاي بولارد (مواليد 7 آب/ أغسطس، 1954 في (غالفيستون، تكساس) الذي كان يعملُ محلّلاً استخباراتيّاً مدنيّاً في القوّات البحريّة الأمريكيّة بتهمةِ التّجسّس على الولايات المتحدة الأمريكيّة لصالحِ الكيانِ الصّهيوني واستغلالِ منصبه لتسريبِ معلوماتٍ لصالح الكيان الصّهيونيّ. وبعد اعترافه وإدانته حُكم عليه عام 1986 بالسّجن مدى الحياةِ بالرّغم من نفي الكيانِ الصّهيوني أن يكون بولارد جاسوساً لحسابها وبالرّغم من منحه الجنسيّة (الإسرائيليّة) عام 2008. وقد أصدرتِ القاضيةُ أوبري روبنسون حكمها على بولارد بالحدِّ الأقصى للعقوبةِ فقضى  ثلاثين عاماً في السّجون الأمريكيّة لغاية 20/11/2015 حيث أُفرج عنه في عهدِ الرئيس باراك أوباما بالرّغم من معارضةِ كبار المسؤولين الأمريكيّين لعمليّةِ الإفراجِ عنه ومنهم ديك تشيني نائب الرّئيس السّابق جورج بوش، ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد.

بينَ وثائقِ  بولارد وجرائمِ  الفاخوري

هكذا تصرّفت أمريكا مع حليفتها التاريخيّة "اسرائيل" في قضيّةِ العميل بولارد، وبالرّغم من العلاقاتِ الوطيدة بين الطّرفينِ لم تتهاونِ الولايات المتحدةُ مع جاسوسٍ وعميلٍ من مواطنيها تجسّس عليها لصالحِ حليفتها بل وتوأمها. أمّا اليوم فإنّ الولايات الشّيطانية المتحدة تريد بكلِّ بساطةٍ أن تفرج عن جزّار الخيام عامر الفاخوري ذلك الخائن الذي تآمر على لبنانَ مع أعتى عدوّ له فقاتل ضدّ أبناءِ لبنان واعتقل المئاتِ منهم وعذّبهم وقتلَ العشرات وأخفى بعضَ الأسرى الذين لم يُكشف عن مصيرهم حتّى اليوم. لذلك نقولُ لذاك الشيطانِ المتربّعِ على كرسي البيت الأبيضِ سيادتنا أكبرُ وأعظمُ وأشرفُ من سيادتكم. سيادتنا حمراءُ بلونِ نجيعنا من أجلها قاتلنا وقدّمنا الارواحَ وهزمنا حليفتك "اسرائيل" وسحقنا لقطاءَك من داعش وغيرها. واليوم كن على يقينٍ أنّنا لن نتهاونَ في الدّفاعِ عن سيادتنا مهما كانتِ التّضحياتُ ولن يرهبنا تهديدُك ولا وعيدُكَ ونحن اليومَ أقوى من عام 1983 وكن على ثقةٍ بأنّ العدلَ سيتحقّق وبأنّ الحقَّ سينتصرُ ولو بعد حينٍ.

(*) كاتب وإعلاميّ

العملاء

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة