طوفان الأقصى

خاص العهد

راعي كنيسة سيدة دمشق لـ
01/02/2020

راعي كنيسة سيدة دمشق لـ"العهد": هكذا حمى حزب الله المسيحيين في القلمون

محمد عيد

يحفظ الكثير من المسيحيين السوريين فضل المقاومة في بقائهم ضمن بلداتهم وقراهم التي هاجمها التكفيريون ووقوف حزب الله الى جانب الجيش السوري في الدفاع عنها، حتى بات وجود المقاومين بين ظهرانيهم مؤشرًا حقيقيًا للأمان، سيما وأن أخلاقيات مقاتليه اتسمت بالاحترام التام لكل المقدسات المسيحية في هذه البلدان كما قال الأب الياس زحلاوي راعي كنيسة سيدة دمشق لموقع "العهد" الإخباري.

لهذا السبب تدخل حزب الله في سوريا

لا يخفي الأب الياس زحلاوي سعادته حين سألناه عن مقاتلي حزب الله في القرى والبلدات المسيحية التي اختلط بأهلها حين وقف مدافعًا شرسًا عنهم يوم هاجمتهم قطعان التكفيريين، مستهلًا حديثه بالتحية لسوريا ولبنان والوطن العربي كله وخصوصًا فلسطين: "السؤال حول حزب الله يسعدني، ولنا أن نتساءل ما كان يكون لبنان لولا حزب الله. المقاومة تصرفت في لبنان تصرفا انسانيًا حال نهائيًا دون سيطرة "اسرائيل" على هذا البلد، بعد أن كان القانون الدولي متعاميًا عنها بشكل نهائي لأنها طفلته المدللة. حزب الله مثّل رد الفعل الطبيعي على الهمجية التي كانت تنتهجها "إسرائيل". والمقاومة في لبنان كانت المناعة المطلقة للحؤول دون تفكير العدو الاسرائيلي بضرب لبنان، وحين تجرأت على ذلك عام 2006 بالتخطيط مع دول كبرى وبعض الدول العربية للأسف، اكتشف العدو أن المقاومة كانت أقوى مما يظن".

راعي كنيسة سيدة دمشق لـ"العهد": هكذا حمى حزب الله المسيحيين في القلمون

الأب زحلاوي يؤكد لموقع "العهد" الإخباري أن ما عرفه عن المقاومة في جنوب لبنان واحترامها لجميع المسيحيين يوم استتب الأمن في الجنوب وما يسمعه من سماحة السيد حسن نصر الله الذي وصفه بالإنسان الاستثنائي ولّد لديه اليقين بأن المقاومة سليمة في تفكيرها وفي روحها وفي ممارستها، وأن حزب الله عندما تدخّل الى جانب الجيش السوري في سوريا، تدخل لأنه يعرف أن سقوط سوريا سوف يكون بداية لمسلسل سقوط بلدان أخرى وأنه إن لم يتدخل فسيأتي الدور على لبنان"، معتبرًا أن "تدخل حزب الله في سوريا كان دعما شريفا للدفاع عن سوريا بعيدا عن أي مصلحة".
 
هكذا حدثني أهالي القصير ويبرود

راعي كنيسة سيدة دمشق يلفت في حديثه لموقع "العهد" الاخباري الى أنه لم يحتك حتى الآن بالمسؤولين في المقاومة: "كنت أتمنى ذلك" يقول، مضيفا "أنا أصغي لسماحة السيد حسن نصر الله بإعجاب كبير، أقولها بكل صراحة إنه رجل تاريخي استثنائي، أتانا في الوقت المناسب في هذا الشرق وليس فقط في لبنان، ولكن ما عرفته عن حزب الله ومقاتليه في سوريا عرفته من خلال سكان مدينتي القصير ويبرود في القلمون وأنا تواصلت مع الكثيرين منهم وهؤلاء أخبروني أن المقاتلين من حزب الله كانوا قدوة وأقولها بكل صدق، كانوا يقولونها بتأثر كبير، عن انضباطهم واحترامهم للقانون وعن تعاملهم الشريف مع جميع الناس حتى أن كثيرين كانوا يودون أن يكونوا قريبين منهم كلما كان الضيق يشتد عليهم".

يجزم الأب الياس زحلاوي أنه لا يمكن لأناس يواجهون الموت كل يوم أن يقاتلوا كما قاتل المقاومون في سوريا، بمثل هذا النبل والتضحية، بحيث إن الناس كانوا يرتاحون لوجودهم: "المعروف أن معظم سكان مدينة القصير مسيحيون وأن قسمًا كبيرا من سكان يبرود مسيحيون أيضَا، سمعت منهم ارتياحهم، من هنا أنوّه بأن موقف حزب الله من المقدسات المسيحية كان مماثلا لموقفه من كل إنسان في سوريا، لا يمكن لحزب الله أن يتصرف إزاء الأماكن المسيحية المقدسة بما يختلف عن تصرفه إزاء الناس في سوريا".

الأب الياس زحلاوي يوجه شكره عبر موقع "العهد" الإخباري لسماحة السيد حسن نصر الله "للفكر الإبداعي الذي جعله ينتج ويبدع هذا الحزب وأود أن يطمئن الكثيرون في لبنان وخارج لبنان ولكن تحديدا في لبنان إلى مرامي حزب الله لأن حزب الله كما أفهم وكما أستنتج يكون وفيا لما قاله السيد حسن نصر الله وفيًا للبنانيته وفيًا لإنسانيته وفيًا لسوريا ووفيًا لقوميته ووفيًا لفلسطين التي يدافع عنها كما لم يدافع عنها إلا السوريون".

إقرأ المزيد في: خاص العهد