طوفان الأقصى

خاص العهد

 السفير السوري لـ
30/01/2020

 السفير السوري لـ"العهد": "صفقة القرن" الى اندحار 

فاطمة سلامة

يكاد لا يسقط مفهوم "الأمن القومي الإسرائيلي" من بال الولايات المتحدة الأميركية لدى   اتخاذها أي قرار أو لدى مقاربتها لمختلف الملفات. من يراقب المواقف الأميركية على مر السنوات، يعِ أن كل حركات وسكنات واشنطن لم تخرج يوماً عن سياق الدعم المطلق الذي تُقدّمه لربيبتها "إسرائيل". هذا الأمر بدا واضحاً ليس فقط في المواقف والقرارات، بل في الدعم اللامحدود اقتصاديا وعسكريا. وفي هذا السياق، تقول تقديرات رسمية أنّ أكثر من 130 مليار دولار تلقتها "إسرائيل" من الولايات المتحدّة الأميركية منذ احتلال فلسطين عام 1948 وحتى عام 2017، فيما تشير تقديرات أخرى الى أنّ تل أبيب تلقّت ضعف الرقم المذكور. بموازاة هذا الدعم، تُمعن الولايات المتحّدة الأميركية في سياسة التغطية على مختلف الجرائم التي يرتكبها كيان العدو في المنطقة. بل وتجيّر الأمم المتحدة  -في الكثير من الأحيان- لخدمة مصالح الكيان الغاصب. 

انطلاقاً مما تقدّم، جاءت خطوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر إعلانه ما تسمى "صفقة القرن"، والتي بدا فيها ترامب كمن يُقدّم هدية لا يملكها لشعب لا يستحق. وفي هذا السياق، يُشدّد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي على أنّ صفقة القرن غير مفاجئة، مؤكّداً أنها الى اندحار. ويرى علي في حديث لموقع "العهد" الإخباري أنّ التعليق الأساسي على هذه الصفقة يجب أن يوجه الى الداخل العربي، والمجتمع الدولي وكل الجهات المعنية بالدفاع عن كرامة الانسان والحقوق المغتصبة علناً وبحماية دولية. يجب أن يوجّه الى الشعوب الفلسطينية والسورية واللبنانية والى شعوب كثيرة في العالم للعمل على إسقاط هذه الصفقة. 

وفي معرض حديثه عن الكيفية التي نواجه بها هذه الصفقة المشؤومة، يشدّد علي على ضرورة تسمية الأشياء بأسمائها كخطوة أولى لمواجهة وإجهاض وإفشال هذه الصفقة والتخطيطات لها. كذلك، لا بد من اتباع خط المقاومة ومحاربة الفساد التي لا أراها منفصلة عن تعزيز معنى المقاومة. على الجميع إجراء مراجعة نقدية شاملة بمن فيهم من يحمل عناوين القضية الفلسطينية. كل هذه الخطوط يجب أن تنتهجها المقاومة للوصول الى النصر الحقيقي. وينوّه علي في هذا السياق الى ما أنجزته المقاومة اللبنانية والصمود الأسطوري لسوريا في مواجهة الارهاب المتعدد الجنسيات برعاية نفس القوى التي تقدّم صفقة القرن اليوم. وعليه، لا بد -بنظر علي- من تسمية الأشياء بأسمائها وتحديد أجندات فاعلة وحقيقية لمواجهة هذه الصفقة.

ويضيف علي "علينا أن نحصّن ما سبق ذكره، وأنا أرى أن هذه الصفقة الى اندحار. ولكن هذا لا يعني الاستخفاف بهذا العدو الشرس وإمكاناته التدميرية على التفجير والأذى، خاصةً أنّ هناك مالاً مجنداً كي يزوّر الحقائق ليشتري نفوساً ضعيفة"، ويشير السفير السوري الى الإنجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة في لبنان، سوريا، العراق، اليمن وفلسطين. وهنا يدعو القوى في كل محور المقاومة والعالم الى التوحد، داعياً الشارع الفلسطيني للخروج من لعبة التقاتل على المواقع الصغيرة الزائفة لكي يتوحّد على حقه. 

وتابع علي "نحن أقوياء بكل من يستقوي بالشرعية والسيادة، لذلك نحن نحتاج الى دول كبيرة في هذا المجال، الى الصين روسيا، كوبا، فنزويلا، وغيرهم..علينا أن لا نعمل على تجزئة المعركة، فالاعتداء على السيادة في أي مكان مكمّل للاعتداء على السيادة في مكان آخر" لأن العدو نفسه. ويعرب السفير السوري عن تفاؤله لأن انجازات المقاومة جعلت هذا العدو يقدم على هذه المغامرات. فالنصر الذي تحقق عام 2000 و2006 والانتصارات في سوريا، العراق وداخل الأراضي المحتلة، كل هذه الانتصارات دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الى هذه المغامرة. ولكن يجب أن نكون منحازين الى التفاؤل بالانتصار على هذه المؤامرة. 

ويشدّد السفير السوري على أن هناك أياد عربية لُوّثت في "صفقة القرن" دون أن يسمي أي من هذه الدول. برأيه، هناك تواطؤ عربي-فلسطيني بكل أسف سبق "صفقة القرن" ومهّد لها، لا بل شكّل المهد الذي ولدت فيه هذه المغامرة، والا لم يكن ليجرؤ لا ترامب ولا نتنياهو ولا من سبقهما على هذا الاعلان. 

صفقة القرن

إقرأ المزيد في: خاص العهد