يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

أسبوع أفلام المقاومة والتحرير بتونس: حضور جماهيري كبير وتعطش لقيم المقاومة
28/01/2020

أسبوع أفلام المقاومة والتحرير بتونس: حضور جماهيري كبير وتعطش لقيم المقاومة

تونس ـ روعة قاسم

أُسدل الستار الأحد عن أسبوع أفلام المقاومة والتحرير الذي انعقد في تونس في دورته الاولى وتواصل على مدى أسبوع كامل عرضت خلاله باقة منوعة من الأفلام العربية التي تحكي قصة صمود شعوب المنطقة في وجه المحتل الغاصب سواء أكان الاستعمار الفرنسي او الاحتلال الصهيوني او الأمريكي او الارهاب التكفيري.
 
اختار القائمون ان يكون الاختتام بفيلمين هما فيلم  "معركة الجزائر" للمخرج الايطالي جيلو بونتيكورفو والذي يروي فترة من فترات كفاح الشعب الجزائري ابان ثورة التحرير الوطني الكبرى من بطولات شعبية ضد الاستعمار الفرنسي، ومن لبنان فيلم " حبل كالوريد" للمخرج مسعود أطيابي الذي يتناول قضية قرى الشريط الحدودي في جنوب لبنان وتحديدا أبناء تلك القرى الذين رفضوا الهجرة او التعامل مع العدو الصهيوني وتحملوا القهر والتعذيب الذي مارسته آلة الاحتلال لخمسة عشر عاما . يبدأ الفيلم بمشاهد توثق لحياة عائلة لبنانية من الجنوب تصّر على البقاء بالقرب من منزلها المصادر على أيدي الاحتلال الاسرائيلي... وهنا تبدأ المأساة مع تعرض الابن الصغير "علي" الى الحرق على يد قوات الاحتلال اثناء هروبه منهم بعد  ان كان يلعب بين الحقول الذهبية ...فجأة يطغى اللون الأحمر على المشهد وتغضب الأرض وتلتهم النار جسد الطفل علي الشهيد الصغير. وبعد سنوات ينتقم أبطال المقاومة لعلي بتفجير احد مقرات الوحدات الاسرائيلية في جنوب لبنان في عملية بطولية أدت الى هروب الصهاينة وتحرير الجنوب.
 

أسبوع أفلام المقاومة والتحرير بتونس: حضور جماهيري كبير وتعطش لقيم المقاومة

لم يستطع الجمهور الحاضر في قاعة عمار الخليفي في مدينة الثقافة حبس الدموع التي بللت الوجوه المندهشة من عمق هذه الأحداث وملحمة المقاومة بعد ان حملتهم كاميرا المخرج مسعود اطيابي الى عمق الجنوب اللبناني فعاشوا مع أهله لوعة الاحتلال بكل عذاباته.. وعاشوا أيضا فرحة الصمود والتحرير مع بطولات المقاومة.

وأكد الحاضرون ان مشاهد هذا الفيلم ستظل عالقة في وجدانهم تماما كسائر الأفلام التي عرضت في المهرجان وكان لها صدى كبير في تونس واقبال من مختلف الشرائح والأجيال من أجل استذكار قيم المقاومة ونضالاتها.

ويقول هشام بن عمر مدير المكتبة السينمائية وأحد القائمين على المهرجان بالشراكة مع جمعية "رسالات " اللبنانية ان هذا المهرجان لقي ترحيبا واقبالا كبيرا من التونسيين معتبرا في حديثه لـموقع  "العهد" الاخباري ان هذه الدورة هي فصل أول ايجابي يفتح المجال لشراكة متواصلة مع جمعية "رسالات". وأضاف:" لقد راهنا على هذا المهرجان انطلاقا من موقفنا  ازاء السينما والتاريخ والمجتمع. ونحن نرى انه من واجبنا تثمين الذاكرة السينمائية كي لا تتدهور هوية المجتمعات، ونريد أن نخلق جسرا بين الأجيال لتمرير قيم المقاومة من أجل التحرير. ولا بد من طرح هذا الموضوع لأنه مشكل راهن في عالمنا العربي".
 
وأكد بن عمر ان اقبال التونسيين على مشاهدة العروض السينمائية يدل على وجود شغف كبير لديهم، فالجمهور التونسي متعطش للأفلام الملتزمة وغير التجارية  التي لا تبث في سائر الأيام.

اما عن أهمية انعقاد الدورة الأولى في تونس فقال ان هذا المهرجان هو منعرج هام للمكتبة السينمائية مشيرا الى ان الإقبال هو من النخبة وأيضا من الشباب الذي أراد ان يطلع عن قرب على نضالات المقاومة وان هذا يشجع المنظمين على التواصل لتحقيق الهدف. فدعم المقاومة هو واجب خاصة في ظل الوضع الراهن ويضيف: "فالرسالة الأهم لأسبوع افلام المقاومة وصلت للجميع ...للجمهور وللمخرجين ولأصحاب القرار في تونس وهو نجاح باهر وخاصة الافتتاح الذي حصل بحضور المناضلة جميلة بوحيرد وهو شرف كبير لنا. فهذا النجاح دليل على انه مهما ابتعدت المسافات بين البلدان العربية لكن يمكن ان نخلق الجسور بين البلدان". أما عن العروض فقال إنها من دول عدة من سوريا ولبنان والجزائر وتونس وفلسطين ومن حقب تاريخية مختلفة لكن بروح واحدة وهي روح المقاومة.

أسبوع أفلام المقاومة والتحرير بتونس: حضور جماهيري كبير وتعطش لقيم المقاومة

أما الكاتب الفلسطيني توفيق فياض أحد الحاضرين في اسبوع أفلام المقاومة فأكد لـ "العهد" الاخباري ان هذا المهرجان مهم جداً من أجل تذكير الشباب الصاعد بخطر الاحتلال الصهيوني والغربي قائلا: "انه تذكير وشبه تحريض للذاكرة ولدم الشباب كي ينتبه هذا الجيل الجديد الى انه يمكن تحرير الوطن بالمقاومة، لأن هذا الجيل يئس من كل شيء ولكن عندما يرى تجربة الآخرين التي لم تنجح الا في جنوب لبنان وكان ذلك درسا هاما اضافة الى نجاح التجربة الجزائرية وفي شمال افريقيا. فيجب ان نذكرهم بان العالم لم ينته فهناك للأسف من اوصل الوطن العربي الى الكفر في قدراته على تحرير نفسه واقنعوه باليأس وهذا موجود  لدى الجيل الجديد. لذلك نحن نشكر كل القائمين على أسبوع افلام المقاومة والتحرير وأعبتره مشروعا جريئا جدا ووطنيا جدا وفيه انبعاث المقاومة لدى الشباب.

اما أحمد الكحلاوي مدير منظمة مقاومة التطبيع والصهيونية فتابع فعاليات الأسبوع مؤكدا في حديثه لـ "العهد" الاخباري انه كان أسبوعا ناجحا بكل المقاييس وأهم عناصر النجاح هو الحضور الجماهيري الكبير. ولفت الى ان الناس متعطشة لسينما المقاومة وكل ما يتعلق بالمقاومة لان الشعب التونسي مقاوم وقدم شهداء في فلسطين المحتلة، والمقاومة متجذرة في ثقافتنا وتعليمنا وتاريخنا. واهم رسائل وجهت ان عدونا هو الاستعمار والاحتلال الصهيوني والإرهاب التكفيري. وقال ان ثقافة المقاومة هي التي تحدد الهدف وهي طريقنا الى الخلاص والحرية.

ويضيف: "رأينا كيف حُرر لبنان على ايدي المقاومة وتحرير بقية الاراضي المحتلة سيكون ايضا على أيدي المقاومة الرائعة التي تمثل مدرستنا التي يجب ان ننهل منها وان نعلم أبناءنا حب المقاومة من اجل العيش بكرامة في مختلف اقطارنا العربية".

من فلسطين الى بيروت ودمشق وصولا الى تونس والجزائر...المقاومة واحدة وحب الوطن والاستشهاد لأجله هو هدف مشترك من أجل تحرير تراب أوطاننا الغالية لتشرق شمس الحرية ونكسب المعركة ضد الصهاينة.

الفنونتونسأسبوع أفلام المقاومة والتحرير ـ تونس

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة