ramadan2024

خاص العهد

المستشار الثقافي الايراني في لبنان يتحدث لـ
22/01/2020

المستشار الثقافي الايراني في لبنان يتحدث لـ"العهد" عن سليماني: قائد العشق

نور رضا

أفشل الشهيد قاسم سليماني خلال حياته مخطّطات ومؤامرات المستكبرين مقتديًا بفكر واستراتيجيّة الثورة الاسلامية. ولم تكن شهادته نهاية المسيرة بل ستمهّد لانتصارات عظيمة، بعد أن جددت روح الثورة. القائد الذي أحيت الأمّة في يوم شهادته يومّا من أيام الله، لم تكن شخصيته عسكرية بحتة، بل كان يمثل القوة الذكية الجامعة للقوة الناعمة والصلبة.

يقول المستشار الثقافي للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار في مقابلة خاصة مع موقع "العهد" الاخباري حول الشهيد قاسم سليماني "إننا لا يجب أن نغفل أبداً عن الجانب الثقافي لشخصية القائد الشهيد واستهدافه، فلا بد لنا من أن نتناول هذا الجانب حيث إن هناك تداخلًا سياسيًا وثقافيًا كبيرًا في كل الأمور".

يلفت الدكتور خامه يار الى أن "كثيرين تحدثوا عن الجانب السياسي لشخصية الشهيد سليماني وعملية اغتياله، وأتصور أن الجانب الثقافي مغفول  عنه سواء قبل استشهاده أو ما جرى في حين استشهاده وما بعد استشهاده".

* حماية المنظومة الإنسانية والحضارة الثقافية

يقدم الدكتور خامه يار في مقابلته مع موقع "العهد" الاخباري النموذج الايراني المتمثل بالشهيد قاسم سليماني من منظار آخر قليلاً ما يتم تسليط الضوء عليه. يقول المستشار الثقافي "أولا نحن عندما نتحدث عن الإنجازات الكبرى للجمهورية الاسلامية غالباً ما تتبادر الى الأذهان الإنجازات والتطورات العسكرية. طبعا الإنجازات العسكرية مذهلة أكثر مما يتصور البعض لكن يجب أن نعرف ونلتفت الى أن هذا التطور العسكري هو في حقيقة الأمر درع واقٍ وحامٍ لتطورات الأخرى. بعبارة أخرى المنظومة العسكرية لم تكن يوماً هدفاً ولم تكن هذه إنجازات ذات غاية عسكرية وانما هي منظومة لحماية ودعم الإنجازات الأخرى ويمكننا أن نقول هي مظلة وعملية ردع لاستهداف العدو لكافة الإنجازات في كافة المجالات العلمية المذهلة".

المستشار الثقافي الايراني في لبنان يتحدث لـ"العهد" عن سليماني: قائد العشق

يرى الدكتور خامه يار أنه "بالرغم من أن الحاج قاسم شخصية عسكرية والزي العسكري هو الزي الغالب بسبب قيادته الميدانية، إلا أننا يجب أن نعرف جيداً أن هذا الزي العسكري لديه مهمة ألا وهي دعم وحماية المنظومه الإنسانية والحضارة الثقافية والثقافة والحضارة الإسلامية التي يؤكد عليها الامام الخامنئي دائما وخاصة في خطابه الأخير في صلاة الجمعة. إن المعركة بيننا وبين عدونا هي معركة حضارية بامتياز. يجب أن ندرك أن تمسكنا والتزامنا بحضارتنا هو جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة. فالعدو اللامثقف واللاحضاري عندما يريد أن "يلدغنا" يلدغنا في مكان حساس (الثقافة والحضارة) فهو يعرف مدى شدة الألم".  

بحسب خامه يار "منذ أن قررت الجمهورية الاسلامية في ايران اتخاذ طابع خاص بها والاستغناء عن النموذج الأمريكي الاستكباري في العام 1979، أصبح الشغل الشاغل للولايات الأمريكية محاولة تفكيك الثقافة الإيرانية. ففي إيران حضارات عريقة وعميقة، ولا ننسى فضل الحضارة الفارسية على العالم فهي من الحضارات القديمة التي قدمت للعالم مدنا وتاريخا وتراثا وحضارة وأدباً وعلوماً. كما أن إيران تتميز بأهمية استراتيجية خاصة لأنها ذات حضارات متعاقبة عريقة وبنية ثقافية قوية وراسخة كما أن أي تغيير في حدودها الجغرافية سيسهل عملية خلق حالة من الاضطراب وحالة فوضى واسعة تساعد كثيراً في تطبيق مخطط قوى الاستكبار في تقسيم العالم الإسلامي وتفتيته وإضعافه، وهو المشروع الذي ما زالت الحكومة الأمريكية تعمل جاهدة من أجل تحقيقه".

* استهداف الثقافة نهج أمريكي

يسهب الدكتور خامه يار قليلاً في شرح البعد الثقافي للحرب الأمريكية الحالية واستهداف إيران المتواصل قبل أن ينتقل الى شخصية الحاج قاسم فيقول "هذا الاستهداف (المتمثل بتهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف المواقع الثقافية) هو نهج... وهو ليس زلة لسان بل هو نهج أمريكي استكباري واضح. لدى المؤرخ برنارد لويس مقالة تحت عنوان إيران في التاريخ حيث ألقى هذه المحاضره في جامعة "تل أبيب" في العام 1979 في مركز موشه دايان وتم بعدها نقل كلامه من قبل بعض المؤرخين ومتخصصي علم الاجتماع والسياسة كـ"هانتنغتون" الذي تبنى كلام لويس في كتابه صراع الحضارات. يقول لويس إن إيران من الدول الحضارية وعلى مدى 2000 عام لم يستطع أحد أن يؤثر على ثقافتها وحضارتها ولم يستطع أن يفكك ثقافتها ولغتها لأن ثقافتها تفوق الكثير من الدول ولذلك عندما نريد أن نواجه هكذا ثقافة ذات بعد حضاري عريق يجب أن نفككها، فمثلاً يجب تغيير الحدود وخلق بلوشتان الكبرى وكردستان الكبرى وخراسان الكبرى والى ما هنالك. يعتقد المؤرخ والمستشرق برنارد لويس شديد التأثير على صناع القرار في الولايات المتحدة أن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية".

يردف الدكتور خامه يار موضحاً أن "هذا الرئيس الأمريكي الذي يكشف عن أنيابه ويخلع كفوفه المخملية كما يقول الامام الخامنئي يقدم لنا خدمة في الحقيقة. رأينا تطبيقًا عمليًا لهذا الاستهداف الثقافي في العراق فبعد سقوط نظام صدام بـ36 ساعه نهبت المتاحف ومتحف الوطني العراقي. عندما زرت هذا المتحف شخصياً قال لي رئيس المتحف إنه خلال 36 ساعة نهب ودمر أكثر من 15 ألف قطعة تاريخية تابعة لحضارة ما بين النهرين. التكفريون أكملوا هذا السيناريو في الموصل وديالا والمدن التي قاموا باحتلالها. هذا النهج طبق في سوريا أيضا في حلب وادلب وحماة وتدمر وقبل ذلك رأينا هذا النهج في فلسطين المحتلة على مدى قرن من الزمن أو أكثر، وحتى الربيع العربي او الصحوة العربية سميها ما شئتِ تم فيها استهداف المتاحف والمكتبات في مصر وغيرها من البلدان ولولا اللجان الشعبية والشبابية التي تم تشكيلها فوراً لتم نهب وتدمير هذه الأماكن بالكامل".

* يضيء دروب الجميع بعد استشهاده

إن الوجه العسكري للشهيد سليماني بتعبير الدكتور خامه يار "هو في الحقيقة دعم وصيانة وحماية وحفظ للحضارة الانسانية والثقافة الإنسانية والإسلامية لشعبنا ولشعوب المنطقة. ما تعرفه شعوب المنطقة عن الشهيد سليماني هو الوجه العسكري المتمثل بحضوره الميداني في ساحات المواجهة. ولكن الشعب الايراني يعرف الشهيد وجانبه الانساني والأخلاقي. من لا يعرفه لا يعرف تواضعه وحضوره في كل مكان فكان حاضراً في كل الساحات كسيول خوزستان الأخيرة ووجوده مع الفقراء ولهذه القصص شهود كثر. كما أن السيد القائد تكلم أيضا عن هذا الجانب الذي ألهم الكثيرين. كان دائمًا يهرب من الأضواء وعدسات الكاميرات ولو أنه أصبح هو ضوء يضيء دروب الجميع بعد استشهاده. هذه صفات انسانية واخلاقية بامتياز كان يحملها تحت الدرع العسكري ذاك".

لم يناده المشيعون باسمه بل بكلمات مثل قائد العشق وقائد القلوب والمحبة (سردار عشق – سردار دلها – سردار محبت)

هذه هي الصفات الانسانية والاسلامية والالهية التي جعلت له هذا المستوى من الحب والعزة والاحترام لدى الشعب الايراني والشعوب العربية والاسلامية وغيرها وهو مصداق لقوله تعالى وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ.

يؤكد المستشار الثقافي أن "تأثير هذا الطابع الانساني للشهيد أيضاً رأيناه في الميدان (وهنا نتحدث عن الجانب الثقافي للشعب الايراني) يعني عندما تخرج الجماهير بهذه الطريقة وهذه العفوية، فلم تكن هناك دعوة للتشييع ولم يكن هناك اعلان تشجيعي للتشييع ولم تكن هناك تعبئة لخروج الناس بل خرجوا عفوياً. ولم يكن هناك تشييع في طهران وكرمان وقم ومشهد والأهواز بل كان هناك تشييع في كل المحافظات والمدن والقرى. كان التشييع في كل قلب ايراني رغم اختلاف الاتجاهات السياسية والطائفية والمذهبية والعرقية. كانت هذه المسيرات بمثابة التتويج الشعبي للشهيد".

* قائد العشق والمحبة

وللعشق مكانة خاصة في الأدب الفارسي وفي وصف الشهيد. يقول الدكتور خامه يار "لم يناده المشيعون باسمه بل بكلمات مثل قائد العشق وقائد القلوب والمحبة (سردار عشق – سردار دلها – سردار محبت). هذا له خلفية وجدانية وثقافية وحضارية. عندما نتحدث عن العشق في الادب الفارسي نتحدث عن الخلفية الثقافية والوجدانية والعرفانية والمعرفية لدى شعراء كبار كحافظ الشيرازي لسان الغيب الذي كان حافظاً للقرآن الكريم والشاعر الكبير جلال الدين الرومي وسعدي الشيرازي الفيلسوف الكبير والاديب العالمي. تم استخدام لغة هذه النوادر البشرية اذا صح التعبير لتوصيف الشهيد وبالتالي هذا التتويج الادبي لا يأتي من الفراغ والعدم. وبالاتكاء على هذه الخلفية نفهم لمَ يقال عنه إنه أسطورة. الشباب الايراني والنخب المهتمة بالأدب الفارسي والعالمي قرؤوا ويعرفون جيداً الأساطير مثل ملحمة الفردوسي الشاهنامه والشخصيات الموجودة فيها فنتحدث عن الأبطال رستم وسهراب لكن لا أعتقد أن أحداً كان يتصور أن تأتي أسطورة حقيقية بعد هذه القرون الماضية ليتجلى وهجه بهذه الطريقة".

أما اذا أردنا أن نتحدث عن الخلفية العقائدية الشيعية الكربلائيه فيشرح المستشار "أن هذا البعد جزء لا يتجزأ من ثقافة ايران. أتجرأ على القول إن تشييع الشهيد كان بمقام تشييع امام زاده وهو ما يشبه القديس في الثقافة اللبنانية. الامام زاده عادة من نسل خاتم الأنبياء لكن هذه اول مرة تشهد ايران والمنطقة تشييعاً لامام زاده لم يكن له انتماء نسَبي للائمة الاطهار ولهذا كانت الحشود تتهافت على هذا الجثمان لتتبرك منه".

* عولمة محور المقاومة

ولارتباط البعدين الثقافي والسياسي يتطرأ الدكتور خامه يار للشق السياسي باختصار. يقول "اذا أردنا أن نتكلم باختصار في الشق السياسي نستطيع أن نقول إن هذا البحر البشري استطاع أن يشكل استفتاءً يضاف الى الاستفتاءات السابقة بالنسبة للنظام الاسلامي والجمهورية الاسلامية في ايران ومشروعيته بعد هذا الكم الهائل من المؤامرات والهجمات وتكريس الاعلام والتمويل والتجييش. شهادة الحاج سليماني ثبتت مشروعية ايران وهذا الاستفتاء ايضا هو استفتاء للمقاومة ومحور المقاومة ولعولمة المقاومة اذا صح التعبير ومواجهة المؤامرات التي تحاك والحرب النفسية. كانت هناك مجموعات تحاول الترويج لأفكار مثل "لا غزة ولا لبنان روحي فداء لايران" فأتى الرد بالبحر البشري الذي شيع القائد سليماني الى مثواه الأخير ليؤكد على تماسك الايرانيين ومحور المقاومة أيضاً. أما الرد الصاروخي الذي قام باستهداف والقضاء على الهيمنة الأمريكية والتي يتم كسرها للمرة الأولى فهو ما لم يشهده التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية، فقد تم كسر الجيش والمؤسسة العسكرية الأمريكية التي تدعي أن لا أحد يجرؤ على هزيمتها أو تحجيمها".

* ثورة ثالثة

يقسم الدكتور خامه يار محطات مهمة في تاريخ ايران الى "الثورة الاولى التي كانت بسقوط نظام الشاه المستبد، والثورة الثانية التي تحققت بدخول الطلاب الايرانيين الى السفارة الأمريكية الذي كان يطلق عليها الامام الخميني الوكر الجاسوسي في ذلك الوقت وبذلك اسقطوا الهيبة الامريكية وحافظوا على ارواح المحتجزين ولم يمسوهم بأذى وهذا ما يمثل أسمى الأخلاق الانسانية. واليوم يمكننا ان نعتبر ما حدث من استهداف صاروخي وكسر شوكة أمريكا في الحرب الصلبة بمثابة ثورة ثالثة."  

ويضيف الدكتور خامه يار بأن "نتاج ما حصل في الشارع والتأثير الناعم والحضاري لشهادة الحاج قاسم هو نشر الثقافة الجهادية وثقافة المقاومة بين الايرانيين، فرأينا وسمعنا كيف تعهد الايرانيون بتربية أبنائهم على "النهج السليماني" وهو ما يمثل الارادة الشعبية فكان في التشييع مشاهد لأطفال وأمهات وآباء يصرخون "كلنا سليماني" والدموع في عيونهم تسبق ألسنتهم في التعبير وتجديد العهد."  

* سليماني القوة الذكية

وفي توصيف لشخصية الشهيد الفريق يقول الدكتور خامه يار " تتلخص شخصية الشهيد قاسم سليماني في ما أطلق عليه شخصية القوة الذكية وهي تدمج ما بين القوة الناعمة والقوة الصلبة سواء في حياته وبعد استشهاده. فالقوة الناعمة تكمن في الجماهير التي ستسير على خطاه وتربي الأجيال وفيما حدث في البرلمان العراقي و الأحداث خارج حدود الجمهورية الاسلامية من مظاهرات ومسيرات وردود أفعال في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغيرها. أما القوة الصلبة فتتمثل بالضربات الصاروخية لقاعدة عين الأسد وربما نشهد ضربات أخرى لمقاومة الاستكبار ومقاومة المحتل."

يضيف "أيضا من تأثير القوة الناعمة أن الكثير من النخب في أرجاء الارض ترسل الرسائل الى المؤسسات والمنظمات الثقافية الايرانية المختلفة وتحاول التواصل معها ومن مناطق بعيدة جدا عن جغرافيتنا ولغتنا وثقافتنا للمعرفة والاطلاع أكثر. هؤلاء لم يسمعوا في حياة قاسم سليماني غير ما كان يبثه وينشره الاعلام الغربي كوصفه بالشخصية الارهابية لكن المسألة اختلفت بعدما تكشفت الكثير من الحقائق ورأوا الدموع والمشاعر الصادقة تجاه هذه الشخصية وجانبها الانساني."  

وبرأي المستشار الثقافي فإن المقاومة اليوم حالها كحال الشهيد سليماني "لا تنحصر في الجانب العسكري ابدا بل هناك ابعاد ثقافية وعلمية أيضاً فقد تطور رمي الحجر في فلسطين المحتلة الى صناعة صاروخ وعلى العالم أن يفهم أن هذا ليس استخدامًا عسكريًا بحتًا بل استخدام علمي لخلق قوة ردع وصنع آلة لارهاب العدو. عندما تكون هناك برامج للصمود أمام العقوبات المتعددة الأهداف والأشكال حتى أن هناك عقوبات علمية مثلاً هذا أيضا بعد آخر لهذا المحور. عندما يكون هناك مواجهة للاستكبار الاعلامي الصهيوني هذا أيضا تطور ملموس من الناحية الاعلامية. وبالتالي محور المقاومة اليوم ليس محصوراً بالمجال العسكري بل هو محور متكامل في كافة المجالات."

في الختام يؤكد الدكتور خامه يار في مقابلته مع موقع "العهد" الاخباري: "يجب أن نقول بكل فخر إن الكثير من هذه الأعمال الثقافية والاعلامية في محور المقاومة كان من تخطيط وانتاج هذه الشخصية الكبيرة المتمثلة بالشهيد سليماني، فمن الظلم ان نضعه في خانة العسكر فقط. هو حاول أن يجعل محور المقاومة داشماً شموليًا ويكون متعدد الأبعاد. الشهيد تخطى الجغرافيا والحدود وكان قائدًا أمميًا وبعد استشهاده استطاع ان يوحد الشعوب ويوحد أطراف المقاومة ويعطيها دفعا أكبر من السابق. نستطيع أيضاً أن نقول إن العدو ساعدنا كثيرا فكان لدم الشهيد الاثر الكبير في توحيد الصفوف وخلق الانسجام بين الايرانيين وبين الشعوب."

لقراءة المقابلة باللغة الانجليزية: أنقر هنا

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل