يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

مُحاولات تخليصٍ فاشلة للعميل عامر الفاخوري.. دعاوى جديدة بانتظاره
16/01/2020

مُحاولات تخليصٍ فاشلة للعميل عامر الفاخوري.. دعاوى جديدة بانتظاره

ياسمين مصطفى

حتى الساعة، لا يوفّر وكلاء العميل عامر الفاخوري وسيلةً لتأمين مخرج لقضيته. لأجل ذلك، ساقوا الذرائع والحجج الصحية والأمنية المختلفة، وحالوا دون حضوره جلسات استجوابه العديدة في النبطية على مدى الأشهر الماضية.

أول من أمس، وافق وكيل الأسرى المحررين حسن بزي على طلب مرفوع من قبل وكلاء الفاخوري إلى محكمة التمييز الجزائية، يقضي بنقل الدعاوى المقدمة ضده أمام قاضي التحقيق في النبطية إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت. هذا التطور، يطرح أسئلة عدة حول المسار القضائي للملفّ، خاصة في ظلّ الضغوطات لتمييعها، والتي كان آخرها طلب وكلاء الفاخوري من محكمة التمييز تنحية قاضي التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا عن التحقيق واستبدالها بقاض آخر، وهو ما قابله القاضي جوزف سماحة بالرفض.

خلفيات نقل الدعاوى إلى بيروت يتحدث عنها وكيل الأسرى المحررين المحامي حسن بزي لموقع "العهد" الإخباري، فيوضح أن "الفاخوري قدم عبر وكلائه طلبا للنائب العام التمييزي لنقل الدعاوى إلى بيروت لأسبابٍ أمنية على اعتبار أن منطقة النبطية تشكل خطرا على أمنه، النائب العام التمييزي طلب من محكمة التمييز الجزائية الغرفة السادسة الموافقة على الطلب، وأبلغوني إياه، وحتى لا يكون هناك مماطلة وكي لا يطول أمد المحاكمة وافقتُ على الطلب بشكل عاجل فالهدف محاكمته بغضّ النظر عن مكانها، وعليه سأتابع اليوم مسألة تعيين جلسات استجواب العميل في دعاوى الأسرى المحررين في بيروت".

بزي يشدد في حديثه للموقع على أن نقل الدعاوى كان بعد موافقة موكليه من الأسرى المحررين، موضحا أن "بقاءها في النبطية كان سيطيل سيناريو اعتذار الفاخوري عن حضور الجلسات بحجج أمنية وصحية للحيلولة دون محاكمته.أما في بيروت-بحسب بزي-ففي أسوأ الأحوال يمكن استجوابه في المشفى إن اقتضى وضعه الصحي ذلك.

"الهدف والغاية المنشودة بالنسبة للأسرى والمحامين هو أن تتم محاكمة الفاخوري"، هذا ما يكرره بزي، مرجحًا أن "يصدر قرار ظني في القريب العاجل بحق العميل، يُسجل للتاريخ ويُنصف كل الأسرى الذين عانوا واستشهدوا بسببه"، ويُبيّن بزي أن لا مانع يحول دون استجواب الفاخوري حيث يكون، في السجن أم المستشفى، ويقول الأمر قيد الدراسة الجدية.

وفي معرض حديثه، يؤكد بزي أنه في حال وجود طرح جدي يقضي بمبادلة العميل الفاخوري بقائمة من المعتقلين، فإنه لا بد أن يكون المناضل جورج ابراهيم عبد الله المعتقل في فرنسا على رأسها، إلى جانب عدد من الأسرى المقاومين القابعين في سجون الاحتلال حتى اليوم.

مجموعة دعاوى إضافية ضدّ الفاخوري 

وعن الخطوات المقبلة التي تنوي الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين القيام بها في خصوص قضية محاكمة الفاخوري، يوضح رئيس الجمعية أحمد طالب لموقع "العهد الإخباري" أنه سيتم بدءا من مطلع الأسبوع القادم تقديم دعاوى جديدة في القضاء العسكري في النبطية من قبلها، باسم كل أسير كان في معتقل الخيام، ضد العميل الياس الفاخوري، وضد كل من ثبت تعامله مع العدو لإسرائيلي في المعتقل.

ويُضيف:"سنشهد دعوى كل أسبوع باسم كلّ  أسير من أسرى معتقل الخيام، على أن تقوم القاضية أبو شقرا بالتوازي بتحديد موعد جديد لاستجواب جزار الخيام".

نقل الفاخوري تمهيدٌ لإخضاعه للتحقيق أينما مكث

في المقابل، يرى الأسير المحرر نبيه عواضة في حديث لـ"العهد" أن الأسباب المطروحة من قبل وكلاء الفاخوري لنقل الدعاوى إلى بيروت "غير مبررة".

بالنسبة لعواضة، تقديم الدعاوى في النبطية متعمّد، لما لقصر عدل النبطية من رمزية معنوية للجنوبيين المقاومين، فهو قريب من معتقل الخيام، وقال:"كنا نتمنى أن نرى الفاخوري يُساق ذليلا ومكبّلا إلى قصر العدل في النبطية، في المنطقة نفسها التي شهدت عذابات الأسرى على يديه، وشهدت تسببه باستشهاد الأسيرين بلال السلمان وابراهيم أبو العز، واختفاء الأسير علي عبدالله حمزة حتى اليوم".

ومع ذلك، يؤكد عواضة أن نقل الدعاوى إلى بيروت لا يغيّر في حقيقة الأمر شيئا، متمنيًا أن يكون قرار نقل الدعاوى إلى بيروت بداية لمسار قضائي يسحب كل الذرائع الصحية والأمنية التي تحجج بها وكلاؤه سابقا، تمهيدا لإخضاعه للتحقيق أينما كان يمكث، إن كان في السجن أو في المستشفى نظرا لوضعه الصحي.

يضع عواضة كل الثقة بالقضاء اللبناني، ويشير في هذا السياق إلى فشل الفاخوري في كف يد قاضية التحقيق العسكري نجاة أبو شقرا عن القضية كونها تتعامل مع الملف بكثير من الوطنية والجدية، وينوه في هذا الصدد بقرار محكمة التمييز رد طلب الفاخوري هذا، ويقول:" نعتبره أمرا إيجابيا كوننا كأسرى شهود قدمنا شهادات حية لدى القاضية، هي الملمّة بالملف بكامل تفاصيله، ووجودها بحد ذاته ضرورة للقضية ويعطي أملا بأن القضاء سينصف الأسرى والمعذبين ويحق الحق ويحكم بالعدل".

الأسرىالقضاء

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة