طوفان الأقصى

الخليج والعالم

 سوريا: الحصار الاقتصادي يخنق الأطفال المصابين بالشلل الدماغي
09/12/2019

 سوريا: الحصار الاقتصادي يخنق الأطفال المصابين بالشلل الدماغي

العهد-دمشق

لم تسلَم الطفولة في سوريا من الحرب الإرهابية التي تعرضت لها البلاد، وإن بدأت بممارسات وانتهاكات المجموعات الإرهابية المسلحة التي زرعت ألغاما وسببت في إصابة الأطفال بأذية نفسية وجسدية خطيرة، فلن تنتهي بالحصار الاقتصادي الجائر الذي تسبب في فقدان الأدوية العصبية الهامة لعلاج الأطفال المصابين بالشلل الدماغي.

لا يخفي المدير التنفيذي في جمعية رعاية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي في سوريا الدكتور ماهر محمود آغا في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن "الحصار الاقتصادي الجائر على سوريا سبّب فقدان أهم الأدوية العصبية الأجنبية الخاصة بعلاج أطفال الشلل الدماغي، وأنه لم يعد باستطاعتهم تأمينها كونها كانت تأتي من خارج البلاد وباسعار مرتفعة". 

وأوضح آغا أن "الجمعية تقدم الخدمات للأطفال المصابين بالشلل الدماغي بشكل خاص وباقي الإعاقات بشكل عام، بوجود عدة أقسام متخصصة مع افتتاح أقسام جديدة، إذ يبلغ عدد الأطفال المصابين بالشلل الدماغي الذين تخدمهم الجمعية 480 طفلاً من مختلف الإعاقات، علماً أن هؤلاء الأطفال حققوا نجاحات وتعلم البعض منهم الكتابة وقسم تم تسجيلهم  في معهد ليتعلم مهنة معينة".

ووجه آغا رسالة إلى كل أم لديها طفل له إعاقة للتواصل مع الجمعية ليستطيع أن يتغلب بالإرادة والتصميم على الإعاقة وتحقيق النجاح. 

بدورها، أوضحت رئيسة جمعية رعاية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي سحر قرباش لـ"العهد" أن الجمعية تستقبل الأطفال من عمر سنتين وحتى عمر 12 سنة وتقدم الخدمات والعلاجات اللازمة والرعاية خلال أوقات النهار، واعربت عن املها بتقديم الدعم المادي والمعنوي للجمعية لا سيما أن هذه الفئة بحاجة للعناية وبسبب الحصار الاقتصادي حصل نقص في الأدوية، في حين كانت الجمعية سابقاً تقدم الأدوية والمستلزمات مجاناً .

وكشف مدير قرية ذوي الاحتياجات الخاصة في دير عطية أحمد محمد عاقور لـ"العهد" ان القرية تعاملت مع حالات صعبة للغاية، وهي الأطفال الذين تعرضوا للألغام التي زرعتها المجموعات الإرهابية المسلحة، إذ كانت إصاباتهم متعددة، تبدأ بالرض النفسي وبعدها الجسدي، وتم تقديم العناية الكبيرة بهم حتى تستقر حالته النفسية ومن ثم تقديم العلاج الجسدي. 

وأضاف: "تحملنا مسؤولياتنا في القرية وحاولنا استقبال جميع الأطفال الذين أتوا وكان العامل النفسي بالنسبة للأطفال حاجزا كبيرا وحاولنا التغلب عليه وتم دعمهم نفسيا، وقطعنا شوطا كبيرا وتجاوز هذه المرحلة علماً أن القرية تستقبل الأطفال من جميع المناطق وتقدم العناية لهم المتمثلة بالمحبة وبالمعايير العالمية".

وكانت جامعة دمشق قد استحدثت قسم التربية الخاصة في كلية التربية من أجل تخريج طلاب متخصصين في مجال التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة في وقت يلقى فيه موضوع الإعاقة اهتماما كبيرا ويعد من أولويات الحكومة السورية لهذه المرحلة، بعد أن أفرزت الحرب الإرهابية العديد من الأطفال والشباب من جرحى الحرب ما استوجب على المؤسسات والأفراد  المساهمة في إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم