طوفان الأقصى

خاص العهد

هل تتأجّل الاستشارات النيابية الى الأسبوع المقبل؟ 
28/11/2019

هل تتأجّل الاستشارات النيابية الى الأسبوع المقبل؟ 

فاطمة سلامة

كلما أردنا التطرق لآخر المستجدات الحكومية، نحرص على إعطاء هذا الملف "صبغة" المرونة التي تبقى بموجبها أي معلومة أو "تسريبة" رهن التطورات اللاحقة. وهذا الأمر اعتدنا عليه، في سياق تشكيل الحكومات اللبنانية. وتزداد حدّته وسط المباحثات الجارية لتشكيل الحكومة المقبلة، في ظل الظروف "الاستثنائية" التي يعيشها لبنان. ووسط إصرار و"تعنت" البعض على تشكيل حكومة "تكنوقراط" لا تتطابق مع روحية اتفاق الطائف والتعديلات الدستورية التي تلته. المادة 95 من الدستور اللبناني تنص على أن تمثل الطوائف بصورة عادلة خلال تأليف الوزارات، والمطالبة بحكومة "تكنوقراط" تتناقض مع الوظيفة السياسية لمجلس الوزراء.  

والجدير ذكره أنّ التطورات التي شهدها الملف الحكومي الثلاثاء الفائت أوحت بانفراجة قريبة قد يشهدها الملف الحكومي. تلك التطورات انحسرت في بيانين: الأول صدر عن مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يعلن فيه الأخير رفضه ترؤس الحكومة الجديدة، ما من شأنه أن يحصر الخيارات. والثاني عن مصادر قصر بعبدا تعلن فيه تحديد موعد مبدئي للاستشارات النيابية، قبل أن يعلَن لاحقاً أنّ الاستشارات قد تتأخر 48 ساعة نظراً لوجود نواب خارج لبنان. بموازاة هذين البيانين، سُرّبت الكثير من المعلومات والمواقف. بعض تلك المعلومات أشارت الى ارتفاع حظوظ المدير العام لشركة "خطيب وعلمي" المهندس سمير الخطيب، قبل أن يجري الحديث عن تراجع حظوظه في معرض لعبة "حرق الأسماء". فما آخر المستجدات الحكومية؟ وهل لا زالت حظوظ تحديد موعد للاستشارات النيابية هذا الأسبوع مرتفعة؟. 

تتقلّب الأجواء الحكومية بشكل يصح معه القول إنها "كل ساعة في شأن". تلفت مصادر فاعلة على خط "التشكيل" لموقع "العهد" الإخباري الى أنّ ملف تأليف الحكومة يتأرجح بين أجواء "إيجابية" تارة، وأجواء "جامدة" تارةً أخرى، إلا أنّ الاتصالات لم تنقطع أبداً. رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه الحلفاء يصر على ضرورة تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، فأوضاع لبنان لم تعد تنتظر. هل لا زالت الاستشارات في موعدها هذا الأسبوع؟ تقول المصادر "من المرجح أن يتم تأجيل الاستشارات النيابية الى الأسبوع المقبل، فالأيام المتبقّية من هذا الأسبوع ستشكّل فرصة لمزيد من التشاور لاستطلاع توجهات الأطراف والكتل النيابية، خصوصاً أنّهم جميعهم طلبوا مهلاً إضافية للاتصالات"، إلا أنّ هذا الجو قد يتغيّر بعد قليل في حال حدث ما لم يكن في الحسبان وجرى اتفاق قرّب موعد الاستشارات النيابية، تضيف المصادر. 

وبحسب المصادر " حتى الآن لا خيارات بالنسبة للتسمية وما سيعمد النواب الى "تسميته" سيكون الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة". وفي هذا الصدد، تلفت المصادر الى أنّ هناك اهتماماً خارجياً بالأوضاع في لبنان. زيارة موفد الجامعة العربية الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي تصب في هذا الإطار. الأخير نقل رسالة دعم من الجامعة العربية وفيها الرغبة بتأكيد التضامن مع لبنان، وقد أثنت الرسالة على حكمة الرئيس عون للمضي بإيجاد مخرج وحلول للأزمة. 
 
وفي السياق الحكومي، تلفت المصادر الى أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اطّلع من زائره المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش على مداولات مجلس الأمن والبيان الذي صدر وركّز على تشكيل الحكومة، كما تطرّق لموضوع "سيدر" وتنفيذ إصلاحات اقتصادية. وقد شدد الزائر على أن مجلس الأمن يبدي اهتماماً بالشق الاقتصادي في لبنان، ويؤكّد ضرورة الاسراع في مساعدته. كما لفت الى أن هناك توجها لدى مجموعة الدول الداعمة في لبنان الى عقد اجتماع موسع يضم ممثلين عن المؤسسات المالية الدولية ودول أخرى لتأكيد الدعم للبنان فور تشكيل حكومة جديدة.

إذاً، يمكن اختصار الأجواء المحيطة بالملف الحكومي بالتالي: سلسلة اتصالات على أكثر من صعيد. لا شيء محسوماً ولا خيار محدّدًا حتى الساعة فيما يتعلّق باسم الرئيس المكلّف. الرئيس عون حسم خياره بالدعوة الى استشارات نيابية قريباً وقد يتم تأجيلها بعض الوقت، لتتضح معالم الصورة الحكومية أكثر، عسى ولعلّ تأتي الساعات المقبلة باتفاق جامع يقي لبنان شرّ الذهاب الى خطوات مجهولة النتائج.

الاستشارات النيابية

إقرأ المزيد في: خاص العهد