طوفان الأقصى

خاص العهد

الأسير أبو دياك شهيدا .. نهاية رجل حارب الإعدام البطيء
26/11/2019

الأسير أبو دياك شهيدا .. نهاية رجل حارب الإعدام البطيء

مراسل العهد في فلسطين المحتلة

عاد الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك إلى حضن امه اليوم شهيدا، بعد ان كانت أمنيته الوحيدة والأخيرة ان يتوفى في احضانها وان لا يدفن في أقبية الزنازين المظلمة ويتحول إلى مجرد رقم في مقبرة جثامين الشهداء.

فبعد معاناة طويلة مع مرض السرطان الذي انتشر في جسده من جراء الإهمال الطبي في سجون الاحتلال أعلن اليوم الثلاثاء عن استشهاد ابو دياك. أبو دياك الذي واجه الإعدام الطبي البطيء كان محكومًا عليه بالسجن المؤبد لثلاث مرات وثلاثين عاما أمضى منها 17 عاما، وتم تشخيص إصابته بورم سرطاني في الأمعاء في شهر أيلول/سبتمبر 2015، ومنذ قرابة خمس سنوات بدأت حالته بالتدهور نتيجة الأخطاء الطبية والموثقة من مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية حسن عبد ربه في حديث لموقع "العهد" إن "الاحتلال الإسرائيلي مارس بحق الأسير الشهيد سامي أبو دياك سياسة الإعدام الطبي البطيء منذ العام 2015"، معتبرا ان "استشهاد أبو دياك جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية."

وأوضح عبد ربه أنه "رغم الجهود التي بذلت بهدف الافراج عن الأسير أبو دياك لأسباب طبية ليتسنى له وداع هذه الحياة الدنيا وهو في كنف والديه وشقيقاته، إلا أن الاحتلال أصر على ارتكاب هذه الجريمة بعدم التجاوب مع كل الجهود"، مضيفا: "نحن الآن بصدد الاستمرار في بذل كل جهد لتأمين استعادة جثمان الشهيد ليوارى في الثرى في مسقط راسه في بلدة سيلة الظهر جنوب جنين وليتم تكريمه من أبناء شعبنا كأحد شهداء الحركة الأسيرة وأبناء الشعب الفلسطيني الذي ضحى بحياته من أجل حرية شعبنا واستقلاله".

وحمّل عبد ربه الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير أبو دياك، مشيرا إلى أن التوتر يسود الحركة الأسيرة منذ الإعلان عن استشهاد الأسير رفيق دربهم الذي عاش معهم قرابة 18 عاما في الاسر.

وقال لـ"العهد" إن "قضية الأسرى ستكون حاضرة اليوم وبقوة من خلال الحراك الجماهيري والفعاليات المقررة أن تنطلق ظهر اليوم في مختلف محافظات الوطن".

ووجه عبد ربه رسالة إلى الداخل الفلسطيني قيادة ومؤسسات وفصائل، مطالبا بمنح قضية الاسرى الأولوية التي تستحقها وطنيا وأن تكون قضية تحرير والافراج عن الأسرى المرضى ذات أولوية خاصة لدى فصائل العمل الوطني في أي صفقات أو عمليات تبادل أسرى قادمة.

وتابع ان "القضية لم تتعلق بقضية الأسير أبو دياك فقط، فقد سبقه بسام السائح، وفارس بارود، وآخرون كثر، نحن نتحدث عن عشرات الحالات المرضية الصعبة والقاسية التي تعاني في داخل سجون الاحتلال، والأمل الوحيد هو أن يتم الافراج عنها من خلال عمليات التبادل".

وطالب المتحدث باسم الهيئة، "السلطة الفلسطينية بحمل ملف الأسرى المرضى داخل السجون إلى الأمم المتحدة أو عقد اجتماع للدول الموقعة على اتفاقيات جنيف لبحث انتهاكات الاحتلال المنافية للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وفي مقدمة القضايا قضية الأسرى والأسرى المرضي بكل تفاصيلها".

عبد ربه قال لـ"العهد": "نحن بحاجة لاستمرار الهجوم السياسي والدبلوماسي في قضية الأسرى وعلى المستوي الدولي"، وتابع ان "فصائل المقاومة الفلسطينية مطالبة بأن تجعل قضية الأسرى المرضى على أولوية أي حوارات أو مفاوضات فيما يتعلق بتبادل الاسرى".

وتحدث عن "تعويل فلسطيني كبير على دور المقاومة بإطلاق سراح الأسرى المرضى في سجون الاحتلال في أي صفقة تبادل أسرى قادمة في ظل عدم وجود أي أفق لعملية سياسية في المنطقة في هذه الآونة".

وقال "نعول على أن يكون للمقاومة دور خاص ومميز في هذا الملف للافراج عن الاسرى وفي مقدمة هؤلاء الأسرى المرضى خاصة في ظل عدم وجود أي افق لعملية سياسية في المنطقة".

وأشار إلى وجود قرابة 700 حالة مرضية في داخل السجون من بينهم 200 حالة مرضية تعيش أوضاعًا صحية صعبة وقاسية، موضحا ان منهم من هو مصاب بإعاقات وشلل، وبحالات نفسية وبأمراض سرطانية، وفشل كلوى، وأمراض بالرئتين، أو الكبد، والقلب.

وأضاف : "نحن نتحدث عن حالات صعبة وقاسية تحتاج بالفعل الى رعاية طبية وتدخل جراحي واشراف طبي مباشر وهذا لا يتوفر لهم على الاطلاق في داخل السجون الإسرائيلية".

إقرأ المزيد في: خاص العهد