طوفان الأقصى

خاص العهد

في زمن
25/11/2019

في زمن "الثورة".. حسين وسناء شهيدا غوغائية قطاع الطرق!

سامر الحاج علي

بين الحصار وما شئت أَطلِق من مصطلحات الغوغائية، يضطر الجنوبي لأن يتعايش مع الاعتداءات اليومية إذا ما أراد التوجه إلى مكان عمله أو سكنه في عاصمة لبنان وضواحيها، بعد أن حولته سنوات الاحتلال الإسرائيلي - الذي غزا جنوبه وأكثر - إلى نازح رغماً عنه سعياً وراء فتات الخبز الذي بات ممنوعا عليه اليوم من دول قررت تجويعه وتركيعه.

وبين التركيع والتجويع وسنوات الاحتلال والترويع، قواسم مشتركة عنوانها ميليشيات الفوضى التي يذكّر بعضها بالإسرائيلي في الثمانينيات لتحكم بين الناس على قاعدة السلب والهتك وحفلات القتل الفئوية. الصورة اختلفت اليوم ولكن الحواجز نفسها، والمحاور وإن خفت صوت الرصاص هي نفسها، والممارسات وإن ازدادت جهالتها فهي نفسها، والأهداف قتل روح الوطنية في نفوس الوطنيين وضرب كل أشكال التفاؤل ببناء وطن خال من الفساد والمفسدين الموزع زبانيتهم على الطرقات ليقطعوها ويضربوا مصالح الناس، كل الناس.. مرات بقطع أرزاقهم ومرات بقطع أعناقهم.

ففجر الإثنين وبعد ليل طويل من تقطيع أوصال الطرق بين مناطق عدة لا سيما تلك الممتدة بين العاصمة والجنوب، اختار المواطن حسين شلهوب أن يستقل سيارته ويمضي من انصارية حيث يسكن إلى مكان عمله في بيروت ومعه شقيقة زوجته سناء الجندي وابنته نور، إلا أن "لبيسة أقنعة الثورات" الذين كانوا يقطعون الأوتستراد في محلة الجية، أمطروا سيارته بوابل من الحجارة على وقع الشتائم والإصرار على القتل والأذية ومنع مرور أي أحد وبأي ثمن، فكان الثمن نارًا التهمته وقريبته على قارعة الطريق.

في زمن "الثورة".. حسين وسناء شهيدا غوغائية قطاع الطرق!

اضطر حسين أن يهرب من الحجارة التي ترمى على السيارة، تقول ابنته نور التي كانت في السيارة لموقع "العهد" الاخباري، وتشير إلى أنه اصطدم بعمود حديدي كان موضوعا كعائق في الطريق فاشتعلت السيارة على الفور، "ولكني نزلت منها ورحت اطلب المساعدة والنجدة ممن كانوا في المكان لا سيما الأجهزة الأمنية التي ساعدت باخماد النيران واستدعاء الفرق الطيبة التي نقلت والدي وخالتي جثتين محروقتين إلى مستشفى بعبدا الحكومي".

تسأل نور عن الدور الذي يجب أن يقوم به الجيش اللبناني الذي كان عناصره منتشرين في المكان لحظة الحادث، هل كانوا يعرفون بأن شيئاً سيحدث؟ ولماذا لم يتدخلوا لنجدتنا؟

أسئلة نور هي لسان حال الكثير من أبناء الوطن، فالجيش اللبناني المؤسسة الضامنة لوحدة لبنان وعيشه المشترك لم تتدخل بالشكل المطلوب لحفظ حق اللبنانيين في التنقل بين المناطق وعلى طرقاتهم، وقد لا تكون قادرة على حماية من يتعرض منهم لاعتداء من قبَل قطاع الطرق الغوغائيين الذين ينفذون وفق ما بات واضحاً مخططات تهدف لضرب الوطن في وحدته واقتصاده واستمرارية العيش فيه.

في هذا السياق يقول رئيس بلدية طيرفلسيه حسين شلهوب إن المطلوب اليوم هو فتح تحقيق سريع وجدي في هذه الحادثة، "وقد عرفنا أن الأدلة الجنائية حضرت إلى مكان الجريمة وبدأت بالإجراءات المطلوبة"، ويشير إلى أن على القضاء اللبناني أن يأخذ اليوم دوره الكامل "ونحن سننتظر انتهاء التشييع لنأخذ موقفنا من هذا الموضوع".

وحول قطع الطرقات والعدوان على الناس، يرى شلهوب أن ذلك يؤثر فعليا على جميع المواطنين ويؤخر أعمالهم "وما رأيناه اليوم من هذه الفاجعة دليل على ما نقول، والحراك يجب أن يتوجه نحو الساحات التي يمكن فيها التظاهر ورفع الصوت المطلبي بعيدا عن الطرقات وقطعها.

بيت العائلة في طيرفلسيه تحول إلى بيت عزاء، الحال نفسه في أنصارية حيث منزل ذوي سناء التي ستشيع اليوم الإثنين بعد اخراج جثمانها الذي نقل بعد اتخاذ الإجراءات القانونية في مستشفى بعبدا الحكومي على أن يشيع حسين يوم غد الثلاثاء بعد وصول زوجته من الاغتراب حيث سيضمه ثرى بلدته التي أحب وعاش بعيداً عنها بفعل ظروف الحياة في بلاد قتل على إحدى طرقاتها ليتصدر قائمة أخبار هذا اليوم الطويل.

قضى حسين شلهوب شهيداً أمام ناظري ابنته في جريمة لن ينجح أحد في إخراجها من دوائر الثورة السوداء، إلا إخراج قطاع الطرق من طرقات الوطن التي لم تفلح عدوانية "اسرائيل" ولا الارهاب التكفيري بقطعها رغم كل ما قاموا به خلال عقود سبقت.

 

أحداث تشرين أول 2019#قطاع_الطرق

إقرأ المزيد في: خاص العهد