يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

11/11/2019

"أحياء في أبنائهم": هذا الدم منا وإلينا

فاطمة ديب حمزة

 

بعض الأحداث لا يمر عليها الزمن، بل، لا يمر من دون أن يذكرها الزمن، فتصبح علامة تاريخية فارقة وثابتة، تقاس بها الأيام، وتُضرب بها الأمثال، وتُدمغ في جبين الأوطان كبقعة آثار السجود والصلاة. كذلك يوم شهيد حزب الله، يوم الحادي عشر من تشرين الثاني، موعد الصبح في صور، في المقر العسكري للمحتل المعتدي الصهيوني، مع الاستشهادي أحمد قصير. هناك، وفي حينه، رسم ركام المقر المدمر وصراخ العدو وأشلاء جنوده، معالم زمن المقاومة، وشهدائها، الذين كانوا أحياء في أبنائهم.

 

يوم الشهيد .. في حملة إعلامية خاصة

تحضر المناسبة في كل عام، متجددة، كأنها بنت ساعتها، كأنها وليدة اللحظة. ما السر يا ترى؟

لا سر في القضية، إنها غرسة الدم في أرض الأوطان، تنمو بلا توقف، تجدد أوراقها وثمارها، وتتمدد بجذورها في أعماق الأرض. السر في أصل هذه المسيرة الممتدة منذ أحمد قصير إلى يومنا هذا، إلى لحظتنا هذه، وإلى ما بعدها. السر في التركة الجهادية الموروثة من الآباء إلى الأبناء، وهكذا. هنا السر، في مواصلة الدرب وكأنه نهر هدّار لا يتوقف ولا يتعب ولا ينحرف. ومن هنا تحديدًا، انطلقت مؤسسة الشهيد في هذا العام، بحملة إعلامية خاصة بالتزامن مع المناسبة.

"أنا خليفة الشهيد في أهله.. من هنا انطلقنا في تحمل المسؤولية والسير في حملتنا الإعلامية الدعائية الترويجية" يقول شادي عيسى – مدير مديرية الإعلام في مؤسسة الشهيد لموقع "العهد". ويضيف "دائماً نركز ونهدف إلى تأمين رعاية أبناء الشهداء وكفايتهم على غير مستوى، اجتماعي، تربوي، وثقافي لأن محور عملنا ومساهماتنا هم أبناء الشهداء، وبالتالي فإن الهدف من الحملة الاعلامية هذه هو فتح الباب لإشراك كل فئات المجتمع في مسؤولية الوقوف الى جانب أبناء الشهداء وتركتهم فينا، وخاصة من الناحية المادية ومن النواحي الإنسانية والأخلاقية".

ويشرح عيسى لموقعنا شعار هذه السنة "أحياء في ابنائهم، وهو ما اخترناه من كلمة سماحة الأمين العام، لنحاول ترجمته عملياً وفعلياً، من خلال استحضار هذه المناسبة في المنازل وبين الناس وفي المجتمع، وخلق مسار من المساهمة والمؤازرة المادية والبرامجية المتوفرة في المؤسسة".

مدير مديرية الإعلام في مؤسسة الشهيد لـ"العهد": دائماً نركز ونهدف إلى تأمين رعاية أبناء الشهداء وكفايتهم

لكن من أجل ذلك توفرت آليات عمل محددة، سعت المؤسسة للتعاون معها من أجل الترويج والدعاية والإعلام، من خلال "تثبيت منصات توعوية، وإعلامية، وإعلانية ودعائية وترويجية، وكل هذه الجهود كانت تهدف لأمر واحد: حفظ امانة الشهداء والسير على دربهم، والوصل معهم حتى تحقيق الهدف الأكبر والأسمى" يختم عيسى الحديث لموقعنا.

هذا الدم منا وإلينا

ربما – بل أكيداً – أن أكثر صور المقاومة حفراً في وجداننا هي صور الشهداء، مجاهدين وقادة، هي صورة المقاومة الفعلية، الحقيقية الراسخة.  هي الصورة التي تسبق صور الانتصارات والافختار، وفي كل صورة حكاية وقصة ورواية، تختصر الكثير من آمال فكرة المقاومة، وتقدم نموذجاً واضح الشرح عن أصل مفهوم التضحيات والجود بأغلى الممتلكات. يمكن بعدها للأجيال أن تقرأ وتسمع وتشاهد وتقتدي به نهجاً على طريق الجهاد، تماماً كما هو الحال في مسيرة حزب الله: الشهيد الأب، والأبن، والحفيد، ومن يأتي على طريق الجهاد نفسه. عباد ملك ابنة الشهيد علي ملك، العاملة في مؤسسة الشهيد والمشاركة ضمن الفريق الذي صمم هذه الحملة الإعلامية، تقول لموقع "العهد" "نحن نحاول أن نساهم في توثيق العلاقة والرابط ما بين الشهيد والابناء، من خلال استحضار الذكريات والصور والقصص، التي لا تزال عالقة في أذهان الأبناء عن آبائهم الشهداء".

ثم تستحضر عباد مقولة للإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) عن هذا اليوم: "اجعلوا من اسم وذكرى الشهداء صبغة ثابتة نراها في صميم حياتنا اليومية". تستند "عباد" إلى "هذه المقاربة والكلام للعمل من أجل أن يبقى يوم الشهداء موعداً ممتداً على مدار الأعوام والسنين، وبالتالي لتثبيت مفهوم أن الشهداء أحياء في تفاصيل حياتنا وحياة عوائلنا وعوائلهم".

هكذا ترى عباد أهمية العمل الإعلامي في سبيل إحياء هذا اليوم العظيم، من خلال حملة مستمرة متواصلة "من خلال احياء ذكراهم ونشر صورهم والعمل بوصاياهم والأهم السير بخطاهم، التي لا شك يفتخر بها الآباء، بأن نهجهم لا زال مضاءً بزيت السراج نفسه".

تتلمس الحماسة في نبرة "عباد" وهي تروي إصرارها على المساهمة في هذه الحملة، وكأنها مهمة خاصة لا بد من إنجاحها. كذلك، تشعر بالأمر عند الحديث مع عبد الجواد هاشم مسؤول الانشطة الاعلامية في مؤسسة الشهيد – وهو ابن الشهيد حسين هاشمً. يتحدث عن الحملة الإعلامية في ذكرى الشهداء لموقع "العهد" وكأنها قضية بحد ذاتها "نستحضر الشهداء وقصصهم وصورهم وبطولاتهم وتضحياتهم، عبر الابناء ومن خلال شعار خاص لهذا العام مختار من كلمات سماحة الأمين العام - أحياء في ابنائهم – وخلاصتها أن الأبناء يكملون درب الآباء الشهداء، وهذه مسؤوليتنا جميعاً بالتعاضد والمشاركة والمساهمة وكل ضمن قدراته".

لكن هاشم يشدد على فكرة أساسية في الحملة "صحيح أنها تتزامن مع سنوية هذه الذكرى، لكنها حملة دائمة مستمرة متواصلة لا تتوقف بعد انقضاء تاريخ المناسبة، هي حملة على مدار العام والأعوام، من أجل تأمين أكبر قدر ممكن من المشاركة والمساهمة في مساعدة أبناء الشهداء، وتعزيز برامج المؤسسة بما يعزز رعاية أبناء الشهداء، وبالتالي مواصلة الدرب وطريق الجهاد الذي أوصى به الشهداء".

هي عبارة مختصرة اذاً "أحياء في أبنائهم"، لكنها تحمل كل معاني القضية، وكل أسماء أصحاب الحمية، وكل صور الوجوه النقية، وكل قصص البطولات المعلومة والمخفية. إنها عبارة الطريق الممتدة من أحمد قصير إلى آخر الرايات المذكورة، في تلك الوصية.

يوم الشهيد

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل