يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

كاتب أميركي: واشنطن ارتكبت خطأ استراتجيًا بانسحابها من شمال سوريا
28/10/2019

كاتب أميركي: واشنطن ارتكبت خطأ استراتجيًا بانسحابها من شمال سوريا

أشار الكاتب الأميركي بريت ماكغورك في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" إلى الان انسحاب الأميركي من سوريا سيحرم الولايات المتحدة فرصة الاستفادة من المعلومات الاستخباراتية الموجودة في منزل زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، الذي قتل أمس بغارة أميركية استهدفت قرية باريشا غرب بلدة سرمدا بريف إدلب.

ماكغورك الذي شغل منصب المبعوث الأميركي الخاص لـ"التحالف الدولي" خلال حقبة الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، ذكر ان القوات الخاصة الاميركية انسحبت من مواقع تشرف على معاقل سابقة لـ "داعش" في الرقة ومنبج، لافتًا الى أن هذه المناطق أصبحت تحت سيطرة الحكومة السورية.

ولفت الكاتب إلى ان البغدادي كان موجودًا في إدلب على بعد بضعة أميال فقط من الحدود مع تركيا، مضيفا أن النقاط العسكرية التركية تحمي هذه المنطقة منذ العام 2018.

وقال إن "اللافت هو أن الجيش الأميركي، وبحسب ما يقال، نفذ عملية قتل البغدادي انطلاقًا من العراق على بعد مئات الأميال، وليس انطلاقًا من تركيا، على الرغم من أن الأخيرة على مسافة أقرب بكثير وهي دولة عضو في حلف الناتو".

كما لفت إلى أن "القوات الأميركية لم تبلغ تركيا عن العملية إلا عندما اقتربت هذه القوات من الحدود التركية".

وتحدث الكاتب عن الواقع الذي تفرضه المجموعات المسلحة على إدلب، حيث أصبحت المعقل الأكبر للإرهابيين والمقاتلين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا ووصلوا عبر تركيا.

وقال إن "إدلب اليوم هي في الغالب تحت سيطرة الفرع التابع لتنظيم "القاعدة" في سوريا، وان هذه الجماعة تحافظ على بقائها من خلال التجارة العابرة للحدود مع تركيا"، مضيفا ان "هذه الجماعة لديها علاقات "تكافلية" مع مجموعات "معارضة" تدعمها تركيا"، وأشار إلى أن "هذه المنطقة استقبلت المطلوب الإرهابي الاول في العالم وهو البغدادي وعائلته".

وأكد ماكغورك أن "هذا الواقع يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الأميركي"، وقال إن "قدرة أميركا على الحصول على المعلومات في هذه المناطق لن تعتمد على تركيا بل على حلفاء آخرين مثل "قوات سوريا الديمقراطية - قسد"".

وزعم أن "الولايات المتحدة سعت إلى بناء قوة لمحاربة "داعش" بدعم من تركيا"، لافتًا إلى أن "إدارتي أوباما وترامب وجدتا أن القوات التي تدعمها تركيا كان من ضمن عديدها متطرفون، وبالتالي لم يكن ممكنًا الدخول في شراكة معها".

وتابع الكاتب أن "هذه العوامل تؤكد ان قرار سحب القوات الأميركية من شمال سوريا والسماح لتركيا بشن الهجوم على "قسد" عبر استخدام العناصر المتطرفة كان قرارًا خاطئًا من الناحية الإستراتيجية".

وأضاف أن "هذه الخطوات أدت إلى زعزعة الاستقرار في شمال سوريا، وقال إن "قرار نشر القوات الأميركية في منطقة نائية فيها حقول النفط هو قرار غير منطقي".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم