يوميات عدوان نيسان 1996

الخليج والعالم

مقتل البغدادي.. انتصارٌ وهمي لترامب خدمةً لحملته الانتخابية المقبلة
28/10/2019

مقتل البغدادي.. انتصارٌ وهمي لترامب خدمةً لحملته الانتخابية المقبلة

علي حسن - دمشق

في قرية باريشا غرب بلدة سرمدا بريف إدلب، انتهت حياة زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي يوم أمس في عملية سرية نفذتها مروحيات أمريكية وصادق عليها الرئيس دونالد ترامب.

مقتل البغدادي لا يمكن فصله عن توقيت الإعلان، إذ يأتي وسط سعيٍ كبير لعزل ترامب من قبل معارضيه، ما يعني أن الأمر سيمثل مكسباً وورقة نجاة للرئيس الأميركي في حربه الداخلية ضد الساعين لعزله.

الخبير العسكري والاستراتيجي السوري اللواء محمد عباس رأى أنّ "مقتل البغدادي له فائدة لترامب على المستوى الداخلي الأمريكي، إذ يسعى ليظهر أمام شعبه كالمخلّص الذي حارب الإرهاب ليس إلا، خاصةً أنّ الحملة الانتخابية الأمريكية الجديدة ستصل إلى ذروتها قريباً في الساحة السياسية الأمريكية"، مضيفاً أنّ "ترامب يريد القول أنه حقق انتصارا كبيرا في محاربة الإرهاب لإقناع الناخبين أنه حارب الإرهاب فعلاً ووجوده في سوريا لأجل ذلك، إلا انه في الحقيقة بلاده من أنتجت وصاغت "داعش" وغيرها من التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها".

وأكد عباس في حديث لموقع "العهد"أ نّ "الإدارة الأمريكية كانت ولا زالت تستثمر بهذه المنتجات الإرهابية بالزمان والمكان المناسبين بالنسبة لها، وترامب أراد تلميع صورته أمام شعبه، لكن إدارته ستسعى مجدداً لإعادة إنتاج "داعش" بأسماء وأشكال جديدة وربما جغرافية أخرى بحسب مصالحه في سوريا أو غيرها".

من جانبه، قال المحلل السياسي السوري الدكتور سمير أبو صالح أنّه "بكل الأحوال وبغض النظر عن السيناريوهات الهوليوودية التي تبنتها الإدارة الأمريكية، فإنّ عملية قتل البغدادي خطوة في الاتجاه الصحيح لجهة محاربة الإرهاب الذي تبذل الدولة السورية الكثير من المساعي من أجل القضاء عليه سواءً على مستوى الزعامات أو المسلحين"، مضيفاً أنّ "ما حدث هو الورقة الانتخابية التي أرادها ترامب والتي ستنقذه".

وقال أبو صالح لـ"العهد" : "كيف تمكن البغدادي من الوصول لمحافظة ادلب، بالتأكيد حدث ذلك بتسهيل أمريكي تركي، والهدف من الموضوع استغلال ورقة مقتله في الانتخابات القادمة لترامب".

ولفت إلى أنّ "التخلص من الإرهابي البغدادي قد يفضي إلى إحلال شخصيات أخرى تستطيع أن تخدم المصالح الأمريكية أكثر بطريقة أو بأخرى لأن "داعش" صنيعة أمريكية وقد أكدت كلينتون مسبقاً بشكل صريح وأمام الكونغرس أن الإدارة الأمريكية هي التي صنعت قوة هذا التنظيم لخدمة المصالح الأمريكية".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم