يوميات عدوان نيسان 1996

لبنان

19/10/2019

"الإنفجار" الشعبي متواصل .. اعتصامات وقطع طرقات في كافة المناطق

 

امتلأت ساحات وسط بيروت بالمتظاهرين من أمام السرايا الحكومية في رياض الصلح حتى ساحة الشهداء، مرورًا بشارع اللعازرية وصولاً حتى الشارع المؤدي الى بشارة الخوري. كما ملأ المتظاهرون الأبنية القديمة المجاورة.

ويتوافد المتظاهرون بقوة الى ساحة رياض الصلح وضواحيها إضافة إلى مدن صور والنبطية وطرابلس وعكار والبقاع، وسط دعوات للنزول بقوة إلى الشارع لليوم الثالث على التوالي.

في غضون ذلك، أقفل متظاهرون الطرق والمعابر في دوحة عرمون وبشامون وخلدة، اقفالاً تامًا، بمستوعبات نفايات ودواليب مشتعلة، ومنعوا السيارات من المرور، واللافت أن أغلبية المواطنين وضعوا كمامات من شدة الدخان الأسود في أجواء المنطقة.

وكذلك تم قطع طريق ​الشويفات​ - خلده في أكثر من نقطة؛ قرب محطة المشرفية وعند مفرق الضمان وقرب سوبر ماركت الوطنية ومفرق دير قوبل.

وفي طرابلس، إزداد عدد المعتصمين عند ساحة النور وبدؤوا يتوافدون بكثرة الى الساحة، ولوحظ إنضمام أساتذة وطلاب جامعيين إلى المعتصمين، كما إنضم إلى المعتصمين أطباء وحقوقيون طالبوا السلطة بالتراجع عن سياسة فرض الضرائب.

كما لوحظ الهدوء وعدم حرق الدواليب والإكتفاء برفع العلم اللبناني وإطلاق الأناشيد الوطنية، وقطع الطرقات المحيطة بالساحة بأكياس الرمل. وعند محاولة بعض الشبان إشعال النار في عدد من الإطارات، تدخل على الفور آخرون وردعوهم عن القيام بذلك.

وتم قطع طريق الميناء عند السنترال، كما أن المحتجين في منطقة جبل محسن قطعوا طريق الجبل- المللولة بالاطارات المشتعلة.

وفي عكار، فإن الحركة الإحتجاجية في حلبا مستمرة أمام الخيمة التي نصبت في منتصف الشارع العام تحت ساحة حلبا، وازدادت أعداد المحتجين المنددين بـ "السياسة الضريبية التفقيرية للشعب"، وذلك على وقع اناشيد وطنية.

كما قدم أطفال حلبا المتواجدون مع أهاليهم في الحركة الإحتجاجية الورود البيضاء لعناصر الجيش المتواجدين قربهم.

ومن عكار أيضًا، فإن المعتصمين قد أعادوا فتح طريق الدولية الحيصا- العبودية بالإتجاهين، بعد أن أزالوا العوائق ومخلفات الإطارات المشتعلة.

وإلى كسروان، حيث قطع عدد من المتظاهرين من أبناء بلدة عشقوت والبلدات المجاورة الطريق عند مستديرة البلدة التي تربط ريفون وفيطرون وبزمار.

أما في المتن، فقد جابت يظاهرة بالدراحات النارية الأوتوستراد الساحلي انطلاقًا من الصيفي مرورًا بالكرنتينا وصولاً إلى الدورة مع الإستمرار بقطع جسر الدورة بالاتجاهين.

كذلك يستمر أقفال اوتوستراد ميرنا الشالوحي- الصالومي وسط انتشار أمني في المنطقة.

والمشهد نفسه في زحلة، فإن طرقات الفرزل، الكرك، سعدنايل، تعلبايا، جلالا، شتوره، ترشيش وضهر البيدر جميعها مقفلة من قبل المتظاهرين، باستثناء اوتستراد زحلة وطريق ضهور شوير.

وفي عاليه، ماتزال الطريق الدولية مقطوعة في صوفر عند مفترق الأوتوستراد العربي، بالإطارات المشتعلة.

كذلك قطع حوالي 600 شخص من المحتجين الطريق الدولية عند مستديرة مدينة عاليه، إلاّ ان اللافت هو عدم إحراق الإطارات كما جرت العادة. ويحاول المواطنون المتوجهون الى البقاع او بيروت، إيجاد طرق فرعية توصلهم الى مناطقهم.

وكذلك لا يختلف الوضع في البقاع الغربي عن باقي المناطق، حيث إنّ طريق مجدل بلهيص كوكبا مقطوعة بالإطارات المشتعلة، وطريق المنصورة قب الياس مقفلة بالسيارات من قبل معتصمين، والأجهزة الامنية والجيش يعملون على إعادة فتح هذين الشريانين الحيويين.

أما في بعلبك، فقد أحكم الحراك الشعبي المطلبي قطع الطريق الدولية عند دوار بلدة دورس، قرب مدخل مدينة بعلبك الجنوبي، بالعوائق والسيارات، وامتنع المحتجون عن حرق الإطارات المطاطية، حتى لا يؤذي دخانها سكان الحي ورواد المحلات المجاورة، وأكدوا استمرارهم بالتحرك وقطع الطريق سلمياً. وقام شبّان بقطع طريق بعلبك- التل الأبيض في محلة الكيال، المؤدية إلى البقاع الشمالي، بالإطارات المشتعلة بالإتجاهين.

وفي السياق ذاته، لوحظ في راشيا أن الدعوة للاعتصام وقطع الطريق عند مثلث الست سارة على طريق عام ضهر الاحمر/راشيا تجددت وبدأ التجمهر على وقع هتافات واناشيد وطنية وشعارات ضد السلطة، ويسمح المعتصمون فقط للسيارات العسكرية بالعبور، في حين تم تحويل الطريق الى البقاع من أمام مقام الست سارة باتجاه الرفيد وبالعكس.

وإلى صيدا، حيث أفاد مراسل "العهد" الاخباري أن متظاهرين أقفلوا طريق عبرا عند كوخ الخروبي بإطارات مطاطية وطريق القياعة النافعة في صيدا بمستوعبات نفايات، في وقت تشهد جميع طرقات صيدا حركة سير خفيفة.

ومن صيدا أيضًا أفاد مراسل موقع "العهد" أن عشرات المحتجين نفذوا اعتصامًا ومسيرة عند دوار القناية، مدخل حارة صيدا، احتجاجًا على الأوضاع الحالية ورفضًا لفرض الضرائب، حيث رفعوا الأعلام اللبنانية.
   
وفي ​النبطية​، واصل المحتجون اعتصامهم امام ​السراي الحكومي​ والقيت كلمات عدة نددت بفرض ​الضرائب​، وردد المعتصمون "ثورة ثورة"، وهم يلوحون بالاعلام اللبنانية.

هذا، وما زال ​دوار كفررمان​ حبوش النبطية مقفلًا بالسواتر الترابية من قبل المحتجين الذين نصبوا خيمة، مؤكدين أنهم لن يتركوا المكان الّا بعد تحقيق مطالبهم.

قيادة الجيش: نؤكد تضامننا مع المطالب المحقة وندعو الى التعبير بشكل سلمي

الى ذلك، صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "تدعو قيادة الجيش جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم إلى التعبير في شكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة، وإذ تؤكد تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة، تدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين".

إقرأ المزيد في: لبنان