يوميات عدوان نيسان 1996

آراء وتحليلات

خطوات ترامب وسياسات نتنياهو الفاشلة في المنطقة
11/10/2019

خطوات ترامب وسياسات نتنياهو الفاشلة في المنطقة

حسن سليمان

مع بداية الأحداث التي عصفت في الشرق الأوسط، منذ حوالي ثماني سنوات، خاصة في سوريا، رفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شعار التصدي، لما اعتبره "التمدد الإيراني، ومنع "تمركز" ايران في سوريا، كذلك إلغاء الاتفاق النووي الايراني. فهل نجح نتنياهو في تحقيق ما وعد به؟

يظهر المشهد العام، الذي يوجد شبه إجماع عليه وسط المحللين الإسرائيليين، أن نتنياهو فشل في سياساته الى حد وصف الأمر بأنه إخفاق استراتيجي، إخفاق لو كان يتعلق بحرب لكان استدعى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في "إسرائيل".

ولنفهم أسباب فشل نتنياهو لا بد من القيام بمراجعة للعوامل التي أدت الى ذلك:

نتنياهو احتضن بشكل كامل الرئيس ترامب، ووصفه بالصديق الكبير لـ"إسرائيل"، خلق عداوة مع الديمقراطيين الذين لم ينسوا خطابه الاستفزازي ضد السياسة النووية للرئيس أوباما، حتى يهود الولايات المتحدة لا يوافقون على سياسته هذه. الرئيس ترامب، الذي اعتقد نتنياهو، انه سيكون ربان المواجهة مع ايران بعد إلغاء الاتفاق النووي الايراني، لم يحرك ساكنا عند اسقاط المسيرة الأميركية ومهاجمة المنشآت النفطية السعودية، بل انه يبحث عن سبل، الى حد التوسل بحسب اللواء احتياط عميرام ليفين، لعقد اجتماع مع مسؤولين إيرانيين، الامر الذي جعلته ينتظر لساعات على الهاتف خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة دون جواب من الرئيس روحاني.

ما الذي فعله ترامب؟ ترك نتنياهو وحيدا في مواجهة ايران بالمنطقة، واكثر من ذلك قال ترامب، إنها "إسرائيل" إذا شنت هجوماً ضد إيران فلن يساعدها، وبحسب الكاتب "أورلي أزولاي" في "يديعوت أحرونوت" من "الواضح للجميع أن إسرائيل لم تعد مفضّلة ـ وغير محمية." وما زاد القلق والمخاوف الإسرائيلية من ذلك هو تخلي الولايات المتحدة عن الاكراد في الشمال السوري. طبعا الامر لم يصل الى هذا الحد مع "إسرائيل"، لكن احد المعلقين الإسرائيليين وقف عند عبارة للرئيس ترامب، تزيد من هذه المخاوف، وهي مقارنته أن "الأكراد وتركيا هم مثل إسرائيل والفلسطينيين" أي بعبارة أخرى، مجموعة من المشاكسين المزعجين من الشرق الأوسط، أنانيين ناكرين للجميل يخوضون حروباً قبلية ويمتصّون أموال دافع الضرائب الأميركي، فهل الرئيس ترامب هو الرئيس الأفضل لـ"إسرائيل"؟ يبدو كلا".

في مواجهة ايران، اين أصبح شعار نتنياهو حول منعها من التمدد في المنطقة والتمركز في سوريا، ومن تطوير مشروعها النووي، وتقويض اقتصادها؟ خبراءأمنيون إسرائيليون يقولون انه في المقارنة، تبعد "اسرائيل" آلاف الكيلومترات عن ايران، لكن الخطير أن ايران أصبحت لا تبعد الا بضع كيلومترات عن الحدود الإسرائيلية. ايران التي كلما مر يوم تظهر جرأة أكثر وهي التي تعاملت بصبر وحنكة مع الهجمات التي كانت تتعرض لها من سوريا الى العراق، والتي عادت الى تشغيل أجهزة الطرد غير آبهة بأحد.

في الخلاصة، نتنياهو ليس له حلفاء آخرين في الولايات المتحدة، بعد أن قطع صلاته بالحزب الديمقراطي، كما جاء في افتتاحية "هآرتس". ترامب لم يتحدث معه منذ انتخابات الكنيست الإسرائيلية الأخيرة، لانه لا يحب الفاشلين، ونتنياهو لم يفز بالأغلبية الساحقة في دورتين انتخابيتين. وللعلم أيضا نتنياهو هو وزير الأمن في "إسرائيل"، وعلى عاتقه مسؤولية المفاجآت الاستراتيجية والاستعداد المعيب لـ"إسرائيل" للتحوّل في السياسة الأميركية والتعامل مع القدرة العسكرية الإيرانية. وهذا سبب حيوي آخر لإنهاء ولايته.

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

خبر عاجل