يوميات عدوان نيسان 1996

عين على العدو

أسبوع التأهب: هكذا مرّ على الصهاينة..
02/09/2019

أسبوع التأهب: هكذا مرّ على الصهاينة..

ما إن أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن العدوان الصهيوني الذي استهدف مجاهديْن في المقاومة في سوريا سيلقى ردًا حتميًا، حتى سادت حالة من الهلع والخوف لدى مستوطني الكيان الصهيوني وجيشه، تبعها عددٌ من الإجراءات الميدانية.

سريعًا، ظهرت حالة من التوتّر على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث نقل إعلام العدو عن رؤساء ما تسمّى "السلطات المحلية" تحذيرها من الوضع السيّء المتعلق بوجود فجوات في تحصين الكثير من المستوطنات على خط المواجهة، خاصة لجهة الحاجة الى غرفتي طوارئ وقيادة عمل في فترات الطوارئ وأجهزة اتصال، مطالبين بوضع خطة من أجل تحسين أمن المباني التي كانت مقررة من العام الماضي، إذ أن نصف المباني تفتقد الى الغرف المحصّنة.

المؤسسة الامنية الاسرائيلية تعاطت مع تهديدات حزب الله بمنتهى الجدية، إذ جرى تعزيز انتشار المنظومة الحديدية عند الجبهة الشمالية، ورُفعت حالة التأهب في المواقع المتقدمة عند الحدود اللبنانية والسورية.

موقع "إسرائيل دفينس" الإسرائيلي ذكر أنه صدرت توجيهات لتقييد التحرك على عدد من الطرقات شمال الأراضي المحتلة، وأوضح أن هذه القيود تحظر أية حركة غير ضرورية على الطرق الواقعة حتى مسافة خمسة كيلومترات عن الحدود بين الأراضي المحتلة والأراضي اللبنانية، إضافة إلى وقف التحركات في الشارع الذي يربط سعسع ومستوطنة "راموت نفتالي"، في المناطق المكشوفة من الحدود.

وفي هذا السياق، نقل الموقع عن المتحدث باسم جيش الإحتلال قوله إنه "على ضوء تقدير الوضع العملياتي تقرر أن يُسمح بتحرك السيارات العسكرية على عدة طرقات فقط على أساس تصريح مفصّل ووفقًا لتقدير الوضع، وفي المقابل يتم الحفاظ على الروتين "المدني" في المنطقة"، مع تقييد الأعمال في حقول زراعية متاخمة للسياج الحدودي مع لبنان.

تكثيف الإجراءات الاحترازية

وفي تعبيرٍ جليّ عن مدى الرعب الذي يحكم تصرفات وإجراءات جنود الاحتلال عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة خشية ردّ المقاومة الإسلامية، ثبّت عناصر الجيش الصهيوني مجسّمات بشرية للإيحاء بأنها جنود متمركزون داخل الآليات العسكرية للاسرائلييين.

كما أصدرت قيادة المنطقة الشمالية في الكيان الغاصب أمرًا طلبت فيه بتقييد حركة الآليات على طول الحدود، وكذلك الأمر بالنسبة للرحلات الجوية المدنية (خاصة طائرات رشّ المبيدات) لمسافة عدة كيلومترات عن الحدود.

وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن جيش الاحتلال واصل الإستنفار في سلاح الجو وهو متأهّب في قيادة المنطقة الشمالية وعلى طول الحدود، فيما عزّزت أجهزة الإستخبارات الاسرائيلية ترقّبها للردّ المنتظر لحزب الله، إذ تمّ تجنيد جنود إحتياط بحجم محدود جدًا خاصة في شعبة الإستخبارت وتشكيل الدفاع الجوي والجبهة الداخلية.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أعلن جيش الاحتلال يوم الخميس الفائت عن تطبيق إجراء منع خروج الجنود من القواعد في عدة ألوية حربية في المنطقة الشمالية حتى إشعار آخر.

التهديد ليس عابرًا

بدورها، ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الجيش الصهيوني قام السبت بنشر القوات على طول الحدود اللبنانية من خلال التقدير أنه لا يدور الحديث عن تهديد أجوف، وتقرر تأجيل المناورة الكبيرة التي خُطط لإجرائها في الأسبوع المقبل.

وبسبب التوتر أيضًا، قرر رئيس الأركان، أفيف كوخافي، إبقاء المتحدث باسم الجيش، العميد رونن منليس، في منصبه حاليا، وهو ما كان من المخطط أن يتم إستبداله يوم الجمعة المقبل. كما قام رئيس الأركان بجولة الجمعة الفائت على الحدود مع لبنان، بمشاركة قائد المنطقة، اللواء أمير برعام، وقائد فرقة الجليل، العميد شلومي بيندر، وقادة القوات في المنطقة، بعد ذلك أجرى جلسة تقدير وضع في المكان.

تعزيزات حماية

و في الأيام الأخيرة، جنّد جيش العدو بشكل محدود عناصر إحتياط للدفاع الجوي، ولشعبة الإستخبارات وللجبهة الداخلية، وفي نهاية الأسبوع أفيد أيضًا أن الجيش نقل إلى الشمال بطاريات مدفعية.

موقع "والاه" أفاد بدوره بأن الجيش الصهيوني سحب قوات من خط الحدود من أجل تمكين إطلاق نيران القناصة وضد الدروع، وتكثيف الحماية في المستوطنات المتاخمة للسياج خشية من عمليات تسلّل، وتعزيز تشكيلات الدفاع الجوي إزاء إطلاق الصواريخ، ورفع مستوى الحساسية والجهوزية للطائرات الحربية في الشمال.

وأشار الموقع إلى أن سلاح البحر أيضا رفع مستوى الاستنفار والتأهب خشية من عملية في الساحة البحرية.

بدوره، محلل الشؤون العسكرية في موقع القناة 12 الاسرائيلية نير دفوري، توقع أن يتم إطلاق صاروخ ضد الدروع على دورية للجنود أو على موقع قريب من الحدود.

ولفت دفوري إلى أن هناك أماكن أخرج فيها الجيش جنوده من المواقع على السياج وقام بإرجاع القوات إلى الوراء لكي لا تكون أهدافا سهلة لحزب الله، لكن مراقبة خط الحدود مستمرة دائما بواسطة كاميرات، رادارات وأجهزة إستشعار، مضيفًا أنه من أجل تعزيز الحدود تعمل أيضاً قوات خاصة على طول الخط وتنصب كمائن تكون مستعدة لأي محاولة تسلل إذا حصلت.

خوف من البحر

بالموازاة، استعدّ سلاح الجو الاسرائيلي لإحتمال حصول هجمات عبر طائرات إنتحارية بدون طيار، وفق نير دفوري الذي تحدّث عن أن الجهوزية الجوية إرتفعت، وطائرات سلاح الجو تقوم بطلعات في الجو على طول الحدود، خوفًا من حصول محاولات "تسلّل" عبر البحر.

وأشار إلى أن وجود طائرات بدون طيار تراقب إستخباريًا، ومروحيات وطائرات حربية يمكنها الرد فورًا على كل تشخيص وحادثة.

أولمرت يهاجم نتنياهو

داخليًا، هاجم الرئيس السابق لحكومة الاحتلال إيهود أولمرت في مقابلة مع الإذاعة الاسرائيلية "103 أف أم"، إن "هذه الحماسة الجوفاء (الهجوم على الضاحية وسوريا) والتباهي لنتنياهو هي من أجل أغراض انتخابية، وأنا أتّهمه بأن الهدف من وراء مواقفه هو تحقيق مآرب انتخابية، الأمر الذي قد يقودنا إلى حرب، أهداف نتنياهو سياسية، وهو يفعل ما يفعله من دون سقف وحدود".

إقرأ المزيد في: عين على العدو