يوميات عدوان نيسان 1996

خاص العهد

الوزير قماطي من دمشق لـ
30/08/2019

الوزير قماطي من دمشق لـ"العهد" : لن نسمح لـ"إسرائيل" بتغيير معادلة الردع التي أثبتناها بدمائنا

محمد عيد

في لقاء خاص مع وزير الدولة لشؤون مجلس النواب  محمود القماطي الذي يزور دمشق حاليًا للمشاركة في فعاليات الدورة الواحدة والستين لمعرض دمشق الدولي وعقب لقائه مباشرة مع المهندس عماد خميس رئيس الحكومة السورية، كشف قماطي لموقع "العهد" الاخباري عن وجود تعاون كبير واستعداد مفتوح من قبل الحكومة السورية وبتوجيهات من الرئيس بشار الأسد للتعاون مع لبنان في كل ما يرغبه ويطلبه من سوريا رغم الظروف التي تمر بها. وأكد قماطي أن الغالبية الساحقة من أعضاء الحكومة اللبنانية ورغم مكابرة البعض وعدم إعلانهم ذلك، مقتنعون بأن مصلحة لبنان الاقتصادية تكمن في وجود أفضل العلاقات مع سوريا.

قماطي سجل في لقائه مع موقع "العهد" الإخباري مواقف سياسية لافتة لجهة الاعتداءات الأخيرة على لبنان وسوريا وفلسطين وعموم محور المقاومة. وفيما يلي نص اللقاء :

س - معالي الوزير أهلا وسهلا بكم في دمشق. من جاء معكم من الوفد اللبناني للمشاركة في معرض دمشق الدولي ؟  
 
طبعًا هناك مشاركون من الحكومة اللبنانية ومن البرلمان اللبناني، وكما ترى فإنه يقف إلى جانبي في هذا اللقاء الأخ أنور جمعة ممثل كتلة الوفاء للمقاومة في هذا الوفد، ونحن أردنا من خلال هذه الزيارة أن نرسل رسالة واضحة للجميع حول أهمية وخصوصية واستثنائية العلاقة مع الشقيقة سوريا.

س - كيف كان اللقاء مع دولة رئيس مجلس الوزراء في سوريا ؟

  اللقاء كان حميمًا وفعالًا وفيه الكثير من العمق للشعب الواحد في الدولتين، وبالتالي بحثنا في الأمور الاقتصادية والسياسية والأمنية وأكدنا طبعا على ضرورة ترابط خط المقاومة. فالمقاومة في لبنان دفعت الدم من أجل أن تحمي سوريا، وسوريا كذلك دفعت الدم من أجل أن تحمي المقاومة وكلاهما يحميان فلسطين والقضية الفلسطينية. وكما أسلفت، كان اللقاء حميمًا وتفوح فوقه ومن خلاله وفيه رائحة الشهادة والتضحيات والعطاءات المشتركة بين لبنان وسوريا، فنحن استطعنا أن ننتصر بفضل دماء الشهداء في سوريا ولبنان وبفضل متانة محورنا، وهذا الانتصار لن نجعله يتزعزع أمام المحور المهزوم من أمريكا إلى "إسرائيل" إلى بعض الأنظمة العربية إلى أوروبا، ولن نسمح لهذا المحور أن يفرض شروطه علينا لا في فلسطين ولا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق ولا في إيران ولا في اليمن ولا في كل المنطقة، لأننا منتصرون.

ونحن أكدنا على ضرورة تفعيل العلاقات الاقتصادية لأن الرئة التي يتنفس منها لبنان اقتصاديًا هي سوريا. فسوريا هي الجغرافيا وهي التاريخ وهي العمق الاقتصادي وهي الازدهار إذا أردنا الازدهار للبنان والانتعاش إذا أردنا الانتعاش للبنان. وهناك من يكيد الكيد فيتصرف بكيدية سياسية ويتصرف بتبعية للخارج في لبنان - رغم قناعته بينه وبين نفسه بأنه لا غنى عن سوريا في كل المجالات الاقتصادية - ونحن أردنا من خلال هذه الزيارة أن نكسر هذا الجليد وأن نقوي هذه العلاقات الاقتصادية ونفعّلها إن شاء الله كما قمنا بإدانة العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا والعدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان في الضاحية الجنوبية الذي أرادت من خلاله "إسرائيل" أن تخرق معادلة الردع. نحن اليوم نعلن من سوريا وباسم المقاومة الإسلامية في لبنان أن هذه المعادلة لن تتزعزع، لن نسمح لـ "إسرائيل" وللعدو الإسرائيلي أن يغير معادلة الردع التي أثبتناها بدمائنا وأثبتناها بشهدائنا وأثبتناها بقتالنا المشترك بين لبنان وسوريا ضد الإرهاب. لن نسمح لـ"إسرائيل" اليوم أن تغير هذه المعادلة بعمليتها الأخيرة التي قامت بها وبعدوانها الأخير الذي قامت به. نحن ماضون في طريقنا نحو علاقات أفضل مع سوريا، نشكر سورية حكومة وشعبًا على استضافتها لنا وما شاهدناه في معرض دمشق الدولي يؤكد أنها تنهض من الركام، تنهض بقوة من جديد لكي تسجل حضورها المتميز على مستوى العالم العربي وعلى مستوى العالم وإن شاء الله تنتصر سوريا على أزماتها الاقتصادية التي تُخلق لها والتي تُصطنع لها، وإن شاء الله ننتصر نحن أيضًا في أزماتنا الاقتصادية في لبنان.

س - ما هي أبرز العناوين الاقتصادية التي تناولها الوفد اللبناني مع دولة رئيس مجلس الوزراء في سوريا؟ وهل تجاوزتم في هذه الزيارة الانقسام الداخلي اللبناني حولها؟

أستطيع أن أتحدث عن عنوان عريض في المجال الاقتصادي وهو أن يصار إلى تعاون بين الوزارات اللبنانية من جهة والسورية من جهة أخرى فيما لا يحتاج إلى قرارات الحكومة. في الحقيقة هناك حوالي تسعين في المئة من الحكومة اللبنانية منهم من يعلن ومنهم من لا يعلن، مقتنعون  بأن مصلحة لبنان الاقتصادية هي في أن تكون لديه أفضل العلاقات مع سوريا بغض النظر عمن لا يعلن ذلك. نحن لا نريد أن نحرج الآخرين، حتى في زيارتنا لم نرد أن نحرج أحدًا، جئنا إلى سوريا بإرادتنا وبقرارنا وبسكوت من الآخرين وبالتالي هذا السكوت هو دليل الرضا. نحن نرى أن مصلحة لبنان أي مصلحة الشعب اللبناني والاقتصاد اللبناني أن تفعّل هذه العلاقة الإقتصادية وأنا أخاطب الشعب اللبناني اليوم لكي أقول له: مصلحتكم، طريقكم، رئتكم التي تتنفسون منها، زراعتكم، تجارتكم، صناعتكم، كلها تمر عبر سوريا. إلى متى نسمح للمسؤولين اللبنانيين الذين يعارضون وهم قلة قليلة بأن يعيقوا مصلحة الشعب اللبناني؟ على الشعب أن ينتفض على هؤلاء وأن يقف في وجه قراراتهم الخاطئة علمًا أن الاتفاقيات الرسمية اللبنانية - السورية كلها تؤكد على العلاقة المستمرة والتمثيل الدبلوماسي القائم المشترك وهم الذين يخالفون هذه الاتفاقيات فهم يعارضون اتفاقيات مقررة ومثبتة رسميًا. نحن مع القانون ومع الدستور ومع الاتفاقيات وهذا يؤكد خطنا وهم الذين يخالفون ونحن نطالب الشعب مجددًا بأن يعترض عليهم ويطالب بأن تعود العلاقات الاقتصادية مع سوريا إلى شكلها الطبيعي. ونحن لمسنا خلال لقائنا مع دولة رئيس الحكومة السورية تعاونًا كبيرًا واستعدادًا كبيرًا ومفتوحًا وبتوجيهات من الرئيس بشار الأسد بأن يتعاونوا مع لبنان في كل ما يستطيعونه وبكل ما يريده لبنان ويطلبه لبنان رغم أزمة سورية وحصارها، نرى هذا الاستعداد وهذا الشيء يدعو للفخر والاعتزاز وتأكيد العلاقة الإستراتيجية بيننا وبين سوريا.

 

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل