يوميات عدوان نيسان 1996

لبنان

لبنان واجه إعلان الحرب بالتأكيد على الحق في الدفاع عن النفس
28/08/2019

لبنان واجه إعلان الحرب بالتأكيد على الحق في الدفاع عن النفس

اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت بالمواقف الرسمية اللبنانية التي أعلنتها الدولة ردا على ما اعتبره رئيس الجمهورية إعلان الحرب من قبل العدو الاسرائيلي اثر العدوان بطائرتين مسيرتين على الضاحية الجنوبية.


وأكد المجلس الأعلى للدفاع الذي اجتمع برئاسة الرئيس عون في بيت الدين على حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد اي اعتداء، وعلى الوحدة الوطنية.


"الأخبار": وساطات غربية مع لبنان لحماية إسرائيل

أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أن الأمريكيين كعادتهم، يهرعون لحماية إسرائيل، هذه المرّة عبر محاولات التخفيف من أهمية العدوان الإسرائيلي على لبنان وتقديم ضمانات وهمية بانضباط إسرائيل عن استهداف لبنان.

«ليحصل الرد ولننته من هذا الفصل»، هو حصيلة الموقف الإسرائيلي حالياً. هذا ما عكسته اتصالات دولية مع لبنان أبدت اهتماماً بإنهاء حال الاستنفار القائمة في دولة الاحتلال. لكن الأهم هو أن العالم مدرك بأن الرد حتمي، وأن المسؤولين اللبنانيين، على اختلافهم، أكدوا أيضاً حتمية الردّ. وإذا كان الرئيسان ميشال عون ونبيه بري قد أعلنا دعمهما الفوري لأي رد من جانب المقاومة، فإن الرئيس سعد الحريري لم يقُد حملة مضادة، ولو أنه حرص على إبلاغ الجميع خشيته من تدهور الوضع. لكن موقفه لم يكن معاكساً للتوجه الرسمي العام الذي عبّر عنه بيان المجلس الأعلى للدفاع، أمس، بالتأكيد على «حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد أي اعتداء، وعلى أن الوحدة الوطنية أمضى سلاح في وجه العدوان». ما وَفَّرَ، للمرة الأولى منذ زمن الرئيس إميل لحود، التغطية الرسمية الحاسمة والكاملة لحق لبنان ومقاومته في الرد على اعتداءات العدو.

الجانب الآخر من خيبة الأمل الغربية، انعكس في أن الأميركيين عادوا ليكرروا الحديث عن «ضرورة عدم المبالغة في ما حصل»، مع «تأكيد أن واشنطن ستضمن عودة التزام إسرائيل بقواعد الاشتباك». بينما شعر البريطانيون بأنه «غير مرحب بأي تواصل منهم أو عبرهم». أما الفرنسيون فقد تبلّغوا، بوضوح، أن الرد حتمي ولا مجال لأي نقاش حوله، وأن قرار المقاومة حاسم بإعادة ضبط الأمور وفق قواعد اشتباك تمنع العدو من امتلاك أي هامش مناورة، مع تأكيد أنها لا تسعى الى حرب، وأن الرد يهدف الى منع وقوع الحرب. على أن الإشارة الأبلغ، كانت في امتناع الجانب الألماني عن الدخول في أي اتصالات، وهو الطرف الأكثر تفاعلاً في العادة لفهمه طبيعة الطرفين.

أسئلة كثيرة أثيرت حول طبيعة الرد الذي يمكن أن يقوم به حزب الله. وبدا كأن ثمة استعجالاً لافتاً، من جانب كثيرين، للرد، حتى من إسرائيل التي تتصرف على قاعدة أن الرد أكيد، لكنها تتمنى أن يحصل سريعاً، وتسعى من خلال الغرب إلى أن يكون شكلياً. وفي هذا السياق، فُسّرت كثافة الطيران المسيّر في سماء لبنان خلال الساعات الـ 36 الماضية، وكأنه دعوة من إسرائيل إلى المقاومة لإسقاط إحدى هذه المسيّرات واعتبار ذلك رداً كافياً.

في الجانب السياسي، لمست جهات بارزة في بيروت إشارات غربية تفسر أحد جوانب القلق من نشوب حرب كبيرة. وبدا ذلك من خلال انتقادات غربية للعدوان الإسرائيلي، بناءً على أن الغرب يسعى الى منع انهيار لبنان اقتصادياً، خشية أن يؤدي ذلك إلى انتقال حتمي وسريع لربع مليون لبناني من لبنان الى الغرب. وحذّر هؤلاء من أن نشوب حرب كبيرة ومدمرة مترافقة مع الانهيار الاقتصادي، ستتسبب بموجة نزوح أكبر من ذلك لن يتمكن أحد من منعها، وستشمل اللبنانيين وغير اللبنانيين المقيمين في لبنان.


"البناء": الحريري ردّ على القوات

وفرضت التطورات العسكرية نفسها على طاولة مجلس الوزراء في الجلسة التي عقدت أمس، برئاسة الحريري في السرايا الحكومية والمخصّصة لبحث ملف النفايات. على أن تعقد جلسة للحكومة في بيت الدين الخميس المقبل.

واعتبر الحريري في بداية الجلسة انّ إسرائيل هي من اعتدت هذه المرة على لبنان ، وأكد انه يتابع الملف بكلّ دقة وهو تواصل مع لافروف لهذه الغاية. واستغرب وزير الدفاع الياس بو صعب قبل الجلسة تصريح البعض المنتقد لكلام رئيس الجمهورية، مشيراً الى أنّ من حقنا الدفاع عن وطننا والبيان الوزاري يقول إنّ من حق المواطن اللبناني الدفاع عن أرضه ، داعياً الجميع الى قراءة البيان الوزاري، لافتاً الى أنّ الجميع أجمعوا على انّ الاعتداءات بدأها الاسرائيليون ، وأكد بأنّ من يرفض كلام عون يؤيد العدوان. فيما فُسِّر كلام بوصعب على أنه موجه الى القوات اللبنانية، نفى وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان أن يكون انتقد موقف رئيس الجمهورية مشيراً الى انه انتقد في تغريدة دعوة عون لبحث الموضوع في المجلس الأعلى للدفاع فيما كان يقتضي عرض الأمر على مجلس الوزراء الذي يمثل كافة المكونات ، لكن معلومات البناء تشير الى أنّ قيومجيان دعا في مداخلته في الجلسة الى حصر قرار السلم والحرب بيد الدولة اللبنانية ورفض الردّ العسكري على إسرائيل نظراً لنتائجة الخطيرة على لبنان ، فردّ عليه الحريري قائلاً: لكن إسرائيل هي من بدأت بالعدوان على لبنان ويجب تحميلها مسؤولية أيّ توتر يحصل .

وأشارت جهات وزارية في القوات لـ البناء الى أننا لسنا ضدّ موقف رئيسي الجمهورية والحكومة ونحن مع الدفاع عن لبنان، لكن ألا نجرّ البلد الى الحرب بردّ فعل عسكري من حزب الله، لأنّ الوضع الاقتصادي لا يحتمل ايّ حرب ، موضحة أنه اذا كان الرئيس عون يقصد بموقفه تغطية ردّ فعل حزب الله فلسنا معه ولا يمكن لرئيس الجمهورية او رئيس حكومة تغطية حزب بعمل عسكري ضدّ إسرائيل ، وتعتبر المصادر القواتية انّ الردّ يكون باللجوء الى مجلس الأمن والدول الكبرى وتقديم شكوى كما يفعل رئيس الحكومة للضغط على إسرائيل . ومع أنّ المجتمع الدولي لم يستطع أن يردع العدوان الاسرائيلي في أيّ وقت لا سيما مع وجود فيتو أميركي يمنع ايّ إدانة لـ إسرائيل في مجلس الامن، تصرّ المصادر بأن لا خيار آخر أمامنا دون عنف وحرب ودمار سوى المجتمع الدولي ، وعما اذا كانت القوات تؤيد قراراً حكومياً بتكليف الجيش اللبناني الردّ عسكرياً على إسرائيل ، ترفض المصادر ذلك مبرّرة بأنّ أيّ ردّ عسكري سيستدرج رداً اسرائيلياً على لبنان مكلفاً بشرياً واقتصادياً .

وحول وجود بند في البيان الوزاري يكرّس حق لبنان بالدفاع عن أرضه، ذكرت المصادر بأنّ القوات سجلت تحفظها على هذا البند، مشيرة الى وجود بند آخر يدعو الى حياد لبنان وسياسة النأي بالنفس، لكن السؤال هنا: هل يمكن للبنان أن ينأى بنفسه عن العدوان الإسرائيلي؟ وهل هذا العدوان هو صراع بين المحاور الإقليمية أم بين لبنان والكيان الصهيوني؟


"الجمهورية": لبنان يطلب لجماً روسياً وأوروبياً لإسرائيل
صحيفة "الجمهورية" أشارت إلى استمرار الاعتداء الاسرائيلي الاخير على الضاحية الجنوبية بيروت بطائرتين مسيّرتين مفخختين متفاعلاً محلياً واقليمياً ودولياً، في ظل ترقّب ما يمكن ان يكون ردّ «حزب الله» عليه. وفيما بدأت تنكشف مرامي هذا الاعتداء وابعاده، طلب لبنان من روسيا توجيه رسائل واضحة لاسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية، معتبراً انّ ما حصل «يهدّد بتصعيد خطير للأوضاع في المنطقة لا يمكن التكهن بنتائجه». وإذ تقاطعت معلومات من مصادر عدة على انّ «حزب الله» يحضّر للردّ على الاعتداء، تردّد انّ هذا الردّ «سيكون تنسيقياً ومتناسباً»، نبّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبنان و«حزب الله» و«فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الى ضرورة أن «يتوخوا الحذر» في أقوالهم وأفعالهم.

شكّل اجتماع مجلس الدفاع الاعلى برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون واتصال رئيس الحكومة سعد الحريري بكل من وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ومفوضة الامن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، الحدثين البارزين على مستوى مواجهة مرحلة ما بعد الإعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وطلب الحريري من لافروف، انّ توجّه روسيا رسائل واضحة لإسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية. كذلك أبلغ اليه أنّ «الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف منطقة ضاحية بيروت الجنوبية هو عمل خطير واعتداء على السيادة اللبنانية وخرق للقرار 1701 الذي أرسى الهدوء والاستقرار طوال السنوات الماضية».

وأوضح أنّ «لبنان يعوّل على الدور الروسي في تفادي الإنزلاق نحو مزيد من التصعيد والتوتر، وتوجيه رسائل واضحة لإسرائيل بوجوب التوقف عن خرق السيادة اللبنانية».

وأعتبر أنّ «اعتداء إسرائيل على منطقة مأهولة بالسكان المدنيين يوجّه ضربة لأسس حالة الاستقرار التي سادت الحدود منذ صدور القرار 1701، ويهدّد بتصعيد خطير للأوضاع في المنطقة، لا يمكن التكهن بنتائجه».

كذلك طلب الحريري من موغيريني دعم الإتحاد الأوروبي مساعي التهدئة وضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية للقرارالدولي الرقم 1701والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بعد التطورات الأخيرة.

من جهته، المجلس الاعلى للدفاع أكّد انّ «حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد اي اعتداء، هو حق محفوظ في ميثاق الامم المتحدة، لمنع تكرار مثل هذا الاعتداء على لبنان وشعبه وأراضيه»، معتبراً أنّ الوحدة الوطنية هي «السلاح في وجه العدوان».


"اللواء": مساعٍ لبنانية لإنتزاع قرار دولي بلجم الخَرْق الإسرائيلي
وكان مجلس الدفاع أكّد في البيان الذي أصدره بعد الاجتماع على حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد أي اعتداء، مشيراً إلى ان هذ «الحق محفوظ في كيان الأمم المتحدة لمنع تكرار مثل هذا الاعتداء على لبنان وشعبه واراضيه»، الا انه شدّد على ان «الوحدة الوطنية أمضى سلاح في وجه العدوان».

وبحسب ما ورد في البيان، فإن رئيس الجمهورية ميشال عون عرض تفاصيل اعتداء الطائرتين المسيّرتين، ثم عرض رئيس مجلس الوزراء للاتصالات التي أجراها مع المجتمع الدولي، معتبراً هذا الاعتداء الأوّل من نوعه منذ العام 2006، وأول خرق تقصد منه إسرائيل تغيير قواعد الاشتباك مما يُهدّد الاستقرار.

وسئل الحريري لدى مغادرته بيت الدين عن الوضع السائد، فقال: «ما في شي بيخوف، نحن لا نخاف الا من الله».

وبدا واضحاً ان الرئيس الحريري أراد تطمين اللبنانيين، الى ان هناك حراكاً دبلوماسياً عربياً ودولياً ضاغطاً، يتولاه اساساً سفراء الدول الخمس الكبرى لعدم تفلت الأمور، خصوصاً إذا استخدم حزب الله حقه في الرد على الاعتداء.

وافادت المصادر ان  الرئيس الحريري عرض نتائج الاتصالات التي تلقاها داخليا وخارجيا كاشفا عن تحرك دبلوماسي كثيف في هذا الاتجاه، وهو اثار نقطة تتعلق بالاسلوب الجديد الذي استخدمته اسرائيل في الاعتداء متحدثا عن الشكوى لمجلس الامن. ثم تناوب الوزراء المشاركون على الكلام كما عرض قائد الجيش المعطيات المتوافرة لديه نتيجة التحقيقات التي اجريتِ، وبدوره قدم وزير الدفاع الوطني عرضا شاملا متحدثا عن مسؤولية الدولة في مواجهة الاعتداءات المتكررة وقدم  وزير الخارجية  تقييما للتحرك  الدبلوماسي لما جرى.

وأكدت المصادر أن الرئيس عون كان حازما في تشديده على أنه منذ بداية العهد لم تطلق رصاصة على إسرائيل ولكن لن نقبل أن تطلق إسرائيل النار علينا، لافتة إلى ان الجيش يقوم يتكثيف العمليات الاستخباراتية ويقوم بمسح شامل ووضع خريطة شاملة لنقطة انطلاق الطائرة المسيّرة Drone، مشددة على أن Drone لم تطلق من إسرائيل.

ثم جرى نقاش حول احتمالات ما هدفت اليه اسرائيل من هذا الاعتداء وبنتيجة النقاش الذي شارك فيه الحاضرون قرر المجلس اتخاذ جملة اجراءات منها ما يتخذ في الحالات المماثلة بالاضافة الى اجراءات أمنية أخرى تتلاءم مع الظروف الراهنة وملابسات الاعتداء.

 وعلم ان من ضمن الاجراءات اتخاذ خطوات لمعالجة ظاهرة طائرات الdrone. من خلال ضبط عملية بيع واستيراد وشراء كاميرات الـdrone الخاصة، كما توقشت احتمالات عدة لمكان انطلاق ال drone ولم يتم الكشف عنها، علماً ان تقرير قوات «اليونيفل» في الجنوب، لم يثبت ان الطائرتين انطلقتا من الاراضي المحلتة، وتُشير المعلومات إلى انهما يمكن ان تكونا اطلقتا من مكان ما داخل لبنان أو من البحر، رغم ان رادارات الجيش اللبناني لم تثبت أيضاً حصول خرق بحري للمياه الإقليمية اللبنانية في تلك الليلة، عدا عن ان مدى تحليق drone لا يتجاوز الـ10 كيلومترات.

إقرأ المزيد في: لبنان