طوفان الأقصى

عين على العدو

هآرتس
27/08/2019

هآرتس": الخطوة التالية ستكون للأمين العام لحزب الله

صحيفة "هآرتس" – عاموس هرئيل

نُسبت لـ"اسرائيل" خلال أربع وعشرين ساعة، اربع هجمات في ثلاث دول، العراق، سوريا ولبنان. ولأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، هدد بشكل واضح بالانتقام، فإن الاستعدادت المرتفعة والاستثناية من جانب الجيش الاسرائيلي يتوقع ان تستمر لفترة من الوقت.

(السيد) نصر الله ردّ على ما يحصل في خطاب مطوّل، هو نفى الادعاء الاسرائيلي بأن هجوم سلاح الجو في سوريا كان ضدّ عناصر الحرس الثوري الايراني وقال إن المبنى الذي هوجم استخدمه عناصر من حزب الله. (السيد) نصر الله اتهم "تل أبيب" بخرق "قواعد اللعبة" بين الطرفين وهدد برد قاسٍ وفوري ومن الأراضي اللبنانية.

في المؤسسة الامنية الاسرائيلية يتعاطى المعنيون بجدية مع تهديدات (السيد) نصر الله، ولذلك جرى تعزيز انتشار المنظومة الحديدية عند الجبهة الشمالية، ورُفعت حالة التأهب بشكل بارز في المواقع، بشكل خاص في المواقع المتقدمة على الحدود اللبنانية والسورية.

في السابق وبعد تهديدات مشابهة، ردّ حزب الله بعمليات مركزة ضد الجيش الاسرائيلي، وهكذا نفّذ كمين الصواريخ المضادة للدروع في مزراع شبعا.

التوتر في الشمال ارتفع في الوقت الذي تقترب فيه معركة الانتخابات للكنيست الى المرحلة الاخيرة، تمهيدًا ليوم الانتخابات نفسه في السابع عشر من شهر أيلول. رئيس الحكومة يستعد لانتخابات في ظل تزايد الهجمات المُميتة في الضفة الغربية والاحتكاك المتزايد مع حركة "حماس" في القطاع، الامر الذي قد يؤدي الى جولة أخرى من تبادل الضربات هناك، لكن الشمال عكس غزة.. نتنياهو يشعر في الوقت الحالي بأنه مرتاح من الزاوية السياسية: هو يظهر كمن يُسيطر على الوضع ويُدير استخدام القوة بحذر نسبي. حتى هذه اللحظة، الاسرائيليون هناك غير مهددين مباشرة او متضررين. لذلك، من المعقول ان يقوم نتنياهو بالتلويح انتخابيًا بنشاطات عسكرية في سوريا، في الوقت الذي يقلص قدر الامكان النقاش بوضع سكان "غلاف غزة".

على صعيد الشمال، خصوم نتنياهو ليس لديهم مع يقولونه، باستثناء الإعراب عن التأييد القسري لسياسات الحكومة وخطوات الجيش الاسرائيلي. ومع كل ذلك، يُطرح سؤال: هل قرار توسيع نطاق الهجمات الإسرائيلية ليصل الى العراق لا ينطوي على مخاطرة مفرطة؟ ألم تكن القشة التي قصمت ظهر "البعير الايراني" وجرّت الى محاولة الرد في منتصف السبت؟

عندما بدأت "اسرائيل" بالهجمات الجوية في سوريا خلال الحرب هناك قبل عدة سنوات، ناقش المسؤولون في قيادة المؤسسة الامنية مسألة متى سينفذ صبر الرئيس السوري بشار الاسد، ويقرر الرد على هذه الهجمات. الاسد ضبط نفسه لفترة طويلة، لكن خلال العام 2017 بدأت قوات الجيش السوري بالرد بإطلاق المضادات الأرضية ضدّ الطائرات الاسرائيلية. حصل ذلك في الوقت الذي راكم فيه النظام السوري ثقة بالنفس، بعد استعادة السيطرة على أغلب اجزاء الدولة.

التشبيه الذي تم استخدامه في "اسرائيل" حينها كان يتعلق بعدد "الثقوب" في بطاقة: متى سيتم ثقبها بما يكفي من الثقوب، أي الهجمات، من اجل نفاد صبر الاسد. حسب ما نُشر في الأسابيع الاخيرة فإن "تل أبيب" انتقلت الى طريقة "التثقيب" الحر الشهري، ومشكوك فيه ما اذا كان هذا سيكون مقبولًا من قبل إيران، لذلك سيكون لهذا الامر ثمنٌ معيّن، حتى لو لم يصل بالضرورة الى حرب شاملة بين الطرفين.

إقرأ المزيد في: عين على العدو