موقع طوفان الأقصى

آراء وتحليلات

هل ردّت "إسرائيل" على إيران؟
19/04/2024

هل ردّت "إسرائيل" على إيران؟

تناقلت معظم وسائل الإعلام أن بعض المناطق الغربية الشمالية لإيران تعرضت لاستهدافات بعدة مسيّرات صغيرة، استطاعت وسائل الدفاع الجوي الإيراني التعامل المناسب معها والسيطرة عليها، وأجمعت هذه المعطيات على أن مدينة أصفهان هي المستهدفة الأساسية بهذه المسيّرات.

الجانب الإيراني الرسمي لم يجد في هذه الاستهدافات أي قيمة عسكرية تستدعي عدّها عدوانًا إسرائيليًأ واضحًا، وقد يكون وضَعها ضمن العمليات الروتينية التخريبية التي تعوّدت عليها إيران خلال السنوات الماضية، والتي تدخل ضمن الحرب الغامضة بينها وبين "إسرائيل". وفي الوقت الذي لم تفد أي مصادر عن وقوع خسائر أو إصابات، في أي من المناطق التي دخلت إلى أجوائها هذه المسيّرات الصغيرة، وفي مؤشر إلى تقديرها بأن العمل التخريبي محدود وقد تمّت السيطرة عليه، أعادت السلطات الرسمية الإيرانية إجراءات الطيران الداخلي إلى وضعها الطبيعي، بعد أن كانت قد قيّدتها بحذر لساعات محدودة، وذلك بعد انتفاء الحاجة الأمنية والعسكرية لمتابعة هذه القيود.

في الجانب الإسرائيلي، تناولت وسائل إعلام العدو الإشارة إلى أن هذه الاستهدافات المسيّرة هي عمل عسكري إسرائيلي، ومن دون تحديد إذا كان مصدر إطلاقها من داخل فلسطين المحتلة أو من خارجها. ولجأت بعض هذه الوسائل إلى القول إن هذا العمل العسكري هو من مسؤولية "إسرائيل"، من دون أن تنسب ذلك لمسؤولين إسرائيليين، في ما نسبته وسائل أخرى الى مسؤولين عسكريين ورسميين إسرائيليين، وكلّ ذلك من دون أن يصدر أي إعلان رسمي إسرائيلي يتبنى المسؤولية عن هذا العمل.

من الواضح أن "إسرائيل" قد ذهبت، من خلال هذا العمل الغامض، والذي يدخل بكامل معطياته ضمن مسار سابق من مسارات الاعتداءات التخريبية التي دأبت على استهداف الداخل الإيراني بها، من دون إعطائه بعدًا رسميًّا بقرار من حكومة العدو، ومن دون أن يكون بمستوى الرد الإيراني الأخير عليها، ولتكون هذه ‏الاستهدافات الإسرائيلية الخجولة لإيران ببعض المسيّرات الصغيرة، إلى تسجيل موقف من دون أن تتدحرج الأمور نحو مواجهة واسعة.

عمليًا، يبدو أن واشنطن نجحت في تطويع "تل أبيب" بالذهاب نحو التهدئة بالتي هي أحسن. ولكن، ما هي الأسباب الفعلية التي تدفع بـ"اسرائيل" لاعتماد هذه المناورة المواربة وغير الشفافة؟ وهل فعلًا اعتمدتها بناء لرغبة أميركية أم بقرار ذاتي؟ ولأي أسباب؟

حتّى الآن لمّا يتبين – بالرغم من تصريحات واشنطن و"تل أبيب" الإعلامية المخادعة - أن هناك تناقضًا جوهريًا بين الاستراتيجيتين الأميركية والإسرائيلية تجاه ملفات الشرق الأوسط، وتحديدًا تجاه ملفات إيران وفلسطين وحزب الله، فقط الخلاف أو التباين هو في الوسيلة المعتمدة لتنفيذ هاتين الاستراتيجيتين.

انطلاقًا من ذلك؛ يمكن الاستنتاج أن قرار تمييع الرد الإسرائيلي على إيران هو قرار إسرائيلي - أميركي مشترك وذلك للأسباب الآتية:

١ - اليوم "إسرائيل" بغنى كامل عن الانخراط في مواجهة واسعة، وكل المعطيات العسكرية التي تحيط بمعاركها المختلفة في غزّة والضفّة الغربية ومع لبنان واليمن والعراق تؤكد أنها تعمل لتلافي هذه المواجهة الواسعة، والتي سوف تنزلق إليها بشكل مؤكد في ما لو نفذت على إيران أي اعتداء عسكري جدي أو واضح المعالم.

٢ - حتّى الآن، لم تستطع "اسرائيل" أن تخطو ولو خطوة واحدة باتّجاه حسم الحرب التي تخوضها اليوم على غزّة ومنذ حوالي السبعة أشهر تقريبًا، وهي أصبحت بحاجة لتركيز جهودها في هذه الحرب بشكل واسع، علّها تستطيع تحقيق ولو بعض أهدافها منها، وما تزال ترى أن عملية مهاجمتها لرفح هي جدّ ضرورية وإجبارية، لكي تتلافى الهزيمة المؤكدة في هذه الحرب، الأمر الذي سوف يضيع عليها حتمًا هذا الهدف، في ما لو دخلت في متاهات الحرب الواسعة لو تدحرجرت الأمور نحوها.

إزاء هذا الواقع، يمكن القول إن الاستهدافات الإسرائيلية الخجولة لإيران ببعض المسيّرات الصغيرة، جاءت بهدف تسجيل موقف يحفظ ماء وجهها جراء الرد الإيراني التاريخي عليها مؤخرًا، وذلك من دون أن تستجلب ردًا إيرانيًا، كانت قد رأت بعض النماذج الشبيهة له في الرد الإيراني الأخير عليها السبت الماضي، وكلّ ذلك بهدف عدم تدحرج الأمور نحو مواجهة واسعة، ويبدو أن واشنطن نجحت في تطويع "تل أبيب" لتجنبها.

فلسطين المحتلةالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيالكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة
بالفيديو.. قنص كتائب القسام لجندي صهيوني في محور "نتساريم" بمدينة غزة
بالفيديو.. قنص كتائب القسام لجندي صهيوني في محور "نتساريم" بمدينة غزة
بعنوان "جيل وعد الآخرة".. صنعاء تشهد أكبر مسير شبابي وطلابي دعما لفلسطين
بعنوان "جيل وعد الآخرة".. صنعاء تشهد أكبر مسير شبابي وطلابي دعما لفلسطين
هل اقترب موعد الاتفاق على الهدنة في غزة؟
هل اقترب موعد الاتفاق على الهدنة في غزة؟
حمادة: إذا استمر العدو في حربه فإن هزيمته ستكون معلنة غير قابلة للشك
حمادة: إذا استمر العدو في حربه فإن هزيمته ستكون معلنة غير قابلة للشك
وزير الإعلام اليمني: عملياتنا في البحر المتوسط ستبدأ
وزير الإعلام اليمني: عملياتنا في البحر المتوسط ستبدأ
وزيرا خارجية إيران ومصر يناقشان جهود إيقاف العدوان على غزة
وزيرا خارجية إيران ومصر يناقشان جهود إيقاف العدوان على غزة
عقوبات إيرانية على شخصيات ومؤسّسات أميركية وبريطانية بسبب دعمها للعدو
عقوبات إيرانية على شخصيات ومؤسّسات أميركية وبريطانية بسبب دعمها للعدو
السفير الإيراني في دمشق لـ "العهد": مصممون على وحدة الصف مع كلّ البلدان العربية والإسلامية
السفير الإيراني في دمشق لـ "العهد": مصممون على وحدة الصف مع كلّ البلدان العربية والإسلامية
ترامب: سأدعم "إسرائيل" في مواجهة إيران
ترامب: سأدعم "إسرائيل" في مواجهة إيران
أكاذيب "بي بي سي" محور اهتمام الصحف الإيرانية 
أكاذيب "بي بي سي" محور اهتمام الصحف الإيرانية 
رعد: جاهزون لملاقاة العدوّ وجهًا لوجه ونصرُنا سيكون مفصليًا وتاريخيًا
رعد: جاهزون لملاقاة العدوّ وجهًا لوجه ونصرُنا سيكون مفصليًا وتاريخيًا
"حدث غير عادي".. القسام تقصف موقع كرم أبو سالم وتوقع قتلى وجرحى بين جنود العدو
"حدث غير عادي".. القسام تقصف موقع كرم أبو سالم وتوقع قتلى وجرحى بين جنود العدو
هنية: العالم بات رهينة لحكومة متطرفة ورئيسها يخترع مبررات لاستمرار العدوان
هنية: العالم بات رهينة لحكومة متطرفة ورئيسها يخترع مبررات لاستمرار العدوان
مجزرة صهيونية في ميس الجبل توقع 4 شهداء وجرحى من المدنيين
مجزرة صهيونية في ميس الجبل توقع 4 شهداء وجرحى من المدنيين
الحاج حسن: مصلحتنا كلبنانيين مواجهة الأخطار الصهيونية
الحاج حسن: مصلحتنا كلبنانيين مواجهة الأخطار الصهيونية
الكيان مستعد لبحث تعديلات حدودية مع لبنان تجنبًا للحرب
الكيان مستعد لبحث تعديلات حدودية مع لبنان تجنبًا للحرب
الحرب ووهم السلام (2)
الحرب ووهم السلام (2)
استطلاع رأي يظهر غالبية تدعم استقالة نتنياهو وآخرين
استطلاع رأي يظهر غالبية تدعم استقالة نتنياهو وآخرين
"إسرائيل هيوم": مسؤولون صهاينة تواصلوا مع أعضاء بالكونغرس للضغط على المحكمة الدولية
"إسرائيل هيوم": مسؤولون صهاينة تواصلوا مع أعضاء بالكونغرس للضغط على المحكمة الدولية
حزب الله يتحكّم بأغلب قواعد الكيان شمالًا.. أيّ أبعاد؟
حزب الله يتحكّم بأغلب قواعد الكيان شمالًا.. أيّ أبعاد؟