ترجمات

"معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى": لتقسيم الجيش اللبناني
14/08/2023

"معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى": لتقسيم الجيش اللبناني

تحت عنوان: "هل يستطيع الجيش اللبناني منع النزاع بين حزب الله والمسيحيين؟"، كتبت حنين غدار مقالة نُشرت في موقع "معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى" -وهو معهد صهيوني معروف- حرّضت فيها وبشكل واضح على الجيش اللبناني متهمة إياه بالانحياز لصالح حزب الله، مطالبة الرئيس اللبناني المقبل بتشكيل حكومة تحرر الجيش والمؤسسات الأمنية مما أسمتها "قيود تمكين حزب الله". 

وخلال استعراضها لأحداث الكحالة غمزت غدار من قناة عدم قيام الجيش بواجبه في حماية الشعب اللبناني، داعية إياه الى اتخاذ القرار إما بحماية الشعب أو من وصفتهم بـ"الميليشيا" في إشارة الى حزب الله أحد أبرز الأحزاب السياسية وأوسعها تمثيلًا في الحكومة والبرلمان اللبناني، واعتبرت أن تقاعس الجيش سيؤدي الى المزيد من الجماعات المسلحة والاشتباكات. ودعت غدار وبشكل واضح وصريح الى تقسيم الجيش بين داعم لحزب الله تُمنع عنه المساعدات الأميركية، وآخر يُقدّم له الدعم كالوحدات التي تعاملت مع أحداث الطيونة.  

وفي مضمون المقال، قالت غدار: "إنّ حوادث أمنية حصلت بين المجتمع الماروني المسيحي في لبنان وحزب الله خلال الأسابيع الأخيرة زادت من إمكانية تقويض الاستقرار الداخلي في لبنان". وحول حادثة الكحالة كتبت : "إن شاحنة تابعة لحزب الله محملة بالسلاح كانت تعبر القرية قرب بيروت في طريق العودة من البقاع، عندما انقلبت أمام كنيسة، فسارع عناصر حزب الله إلى المكان وأحاطوا بالشاحنة، ومنعوا الأهالي من الاقتراب".

كذلك تابعت الكاتبة أنها ليست المرة الأولى التي تحصل فيها "صدامات بين المسيحيين وحزب الله"، مشيرة إلى حادثة قرية شويا في آب/أغسطس عام ٢٠٢١، كما زعمت أن "حزب الله اقتحم حي الطيونة المسيحي، وذلك في إطار تحذير السلطات التي تحقق في انفجار مرفأ بيروت". ولفتت الى أن الطيونة تحمل رمزية كون الحرب الأهلية اللبنانية بدأت هناك عام ١٩٧٥، مضيفة أن "رسالة حزب الله بالتالي كانت واضحة وهي أن استمرار التحقيق قد يؤدي إلى حرب أهلية". كذلك ادعت أنّ حزب الله مشتبه به باغتيال العضو في حزب القوات اللبنانية الياس الحصروني، واصفة حزب القوات بأنه "حزب سياسي مسيحي".

وتحدثت الكاتبة عن ضرورة أن يقوم الجيش بواجبه في حماية الشعب اللبناني من أجل احتواء الوضع، مضيفة أن "النتيجة ستكون المزيد من الجماعات المسلحة والاشتباكات في حال رفض الجيش القيام بذلك".

كما تحدثت الكاتبة عن ميل الجيش نحو التساهل مع عناصر حزب الله ومساعدتهم، وقالت: "إن ذلك يعود جزئيًا إلى عقيدة رسمية لبنانية تبنتها حكومات متعاقبة".
عقب ذلك، شددت الكاتبة على ضرورة أن يتمكّن الرئيس اللبناني المقبل من تشكيل حكومة تستطيع أن تتحدى هذه "العقيدة" وأن تتبنى استراتيجية دفاعية "تحرر الجيش والمؤسسات الأمنية" من قيود "تمكين حزب الله" وفق زعمها.

كذلك ادعت أن حزب الله يريد الآن المزيد من الجيش حيث يسعى إلى الإمساك بصناعة القرار على المستويين الأمني والعسكري بما في ذلك التعيينات في المناصب الحساسة وكيفية تعامل العناصر مع الحوادث في الداخل، على حد قولها.

وتابعت غدار أن "الجيش بات في مفترق طرق، اذ إنه ووسط حالة الاستياء المسيحي المتزايد ضد حزب الله وانتشار الفراغ داخل مؤسسات الدولة، يتوجب على الجيش أن يقرر ما إذا كان سيحمي الشعب أو "الميليشيا" وفق تعبيرها.

كما تحدثت الكاتبة عما أسمته "غضبًا حقيقيًّا" داخل المجتمع المسيحي، مضيفة في الوقت نفسه أن "ذلك ليس بالأمر الجديد". ثم قالت الكاتبة إن حادثة الكحالة تعطي واشنطن فرصة أخرى من أجل استخدام المساعدات التي تقدمها للجيش كورقة "لضمان المحاسبة"، كما شددت على ضرورة أن يحقق المسؤولون الأميركيون حول الطريقة التي تعاطى بها الجيش مع الحادثة، وأيضًا عن مكان تواجد الشاحنة والخطط التي قد تكون بحوزة القضاء العسكري "لإعادة السلاح إلى حزب الله".

كذلك أكدت غدار ضرورة أن تنظر واشنطن في "هيكلية" المساعدات التي تقدمها للجيش، وأن تحدد أي وحدات عسكرية تستحق الدعم من عدمه، كما أردفت أن "الوحدة التي "تعاملت" مع "اشتباكات الطيونة" قدمت أداء أفضل من الوحدة التي توجهت إلى الكحالة". وأضافت أن "الوحدات العسكرية مثل وحدة الطيونة والقادة العسكريين في هذه الوحدات يجب أن تحظى بالحماية والدعم، بينما تلك "التي تقف مع حزب الله ضد المدنيين يجب أن لا تحصل على الدعم الأميركي". 

كذلك زعمت غدار: "أن بعض المؤسسات التابعة للجيش مثل المحاكم والاستخبارات العسكرية أصبحت خاضعة لسيطرة حزب الله أكثر من بعض المؤسسات الأخرى". وأردفت أنّ "المساعدات الأميركية لهذه المؤسسات قد تصب في صالح حزب الله أكثر ممّا تخدم قدرات الجيش واستقرار لبنان"، وأكدت أيضًا ضرورة أن تلتفت واشنطن جيدًا إلى التعيينات العسكرية والأمنية، اذ إن هذه التعيينات تلعب دورًا أساسيًا في "مساعي حزب الله من أجل الإمساك بصناعة القرار داخل هذا القطاع".


 

القوات اللبنانيةالكتائبالكحالة

إقرأ المزيد في: ترجمات

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة