طوفان الأقصى

فصل الخطاب

كلمة السيد نصرالله في الذكرى السنوية الـ17 لبدء حرب تموز
13/07/2023

كلمة السيد نصرالله في الذكرى السنوية الـ17 لبدء حرب تموز

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة الذكرى السنوية السابعة عشرة  لبدء حرب تموز:

أعوذ بالله من الشَّيطان الرَّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، الحمد الله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا ونبينا ‏خاتم النَّبيين أبي القاسم محمَّد، وعلى آله الطيبين الطَّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع ‏الأنبياء والمرسلين‎.‎

السَّلام عليكم  جميعاً ورحمة الله وبركاته.

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ ۖ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ" صدقَ اللهُ العليُّ العظيم.

‏قبل أن أبدأ بالكلمة من واجبي وإن متأخراً أن أُبارك بالأعياد الكبيرة والمجيدة، عيد ‏الأضحى المبارك وعيد الغدير المبارك وعودة حجاج بيت الله الحرام سالمين ‏غانمين، الذين نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم حجّهم وسعيّهم.

 في كلمتي ‏هذه الليلة سأتحدث كلمة في المناسبة ومنها سنطل على جنين، كلمة عن الوضع ‏عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، وكلمة عن الوضع السياسي الداخلي، ‏ولكن قبل أن أبدأ بهذه الكلمات أود أن أتحدث قليلا عن مسألة حرق المصحف في السويد، ‏لأنها حادثة خطيرة ومؤلمة وسيئة جداً ومُدانة، ويجب أن يستنكرها ويُدينها كل حُرٍ ‏وشريفٍ في هذا العالم، والتعبير عن الإدانة بكل الأشكال المشروعة، كما يحصل ‏بالفعل، هنا في هذا االمختصر أريد أن أشير إلى مسألتين، المسألة الأولى دائماً ‏عندما كان يُقدم شخص ما على حرق المصحف الشريف أو الإساءة الى رسول ‏الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سواءً من خلال أفلام أو من خلال بعض ‏الصحف الكاريكاتورية أو ما شاكل، يشعر الإنسان بوجود مؤامرة ما، يعني ‏الموضوع ليس موضوعاً شخصيً عند هؤلاء الأشخاص أو قصة حرية تعبير أو ما ‏شاكل، في الحادثة الأخيرة وعلى ضوء معلومات تؤكد بان الشخص الذي أقدم على ‏حرق المصحف في السويد، وهو مسيحي عراقي، ونضع خطين تحت مسيحي ‏وسأعود لها، أنه على علاقة بالموساد الإسرائيلي، هذا يجعل الشبهة اكبر بكثير، ‏يعني أن يُختار شخص مسيحي لِيحرق كتاب المسلمين، والمصحف الشريف، هذا ‏ليس أمراً شخصياً أو حقداً شخصياً او مبادرةً شخصيةً، هناك من يقف خلف هذا ‏الأمر، عندما نكتشف علاقة هذا المجرم بالموساد نَفهم انه هناك عقلاً صهيونياً ‏شيطانياً يُخطط للصراع بين المسلمين والمسيحيين، لأنه يعرف بأن المسلمين لن ‏يسكتوا عن المس بمقدسٍ عظيمٍ كالمصحف الشريف، وعندما يقوم بالعدوان على ‏هذا المصحف شخص مسيحي حينئذٍ ستكون رد فعل المسلمين او بعض المسلمين ‏على المسيحيين أوعلى مقدسات ورموز المسيحيين، هذا العقل الشيطاني الصهيوني ‏يُريد فتنة بين المسلمين والمسيحيين في أكثر من مكان في العالم، وهذا ما يجب ان ‏نتنبه له جميعاً، هنا أريد أن أتكلم بمسألتين، المسألة الاولى: الإنتباه إلى الفتنة، طبعاً ‏عندما بادرت الفاتيكان بشخص البابا وكنائس مسيحية كبرى في العالم، في الغرب ‏وفي الشرق وفي البلاد العربية والإسلامية، طبعاً كان مُلفت مستوى وعدد البيانات ‏الصادرة عن الكنائس المسيحية في العراق لأن هذا الشخص عراقي، مسيحي ‏عراقي، وكان يُخشى مثلاً أن يقوم بعض المشبوهين بالحد الأدنى، أو بعض ‏المُتحمسين بالإعتداء على مقدسات مسيحية في العراق وهذا الحمد الله لم يحصل، ‏إن تنديد الكنائس ورجال الدين الكبار من المسيحيين على إختلاف مذاهبهم بهذه ‏الجريمة كان أمرً مهماً جداً وساعد ويُساعد على قطع طريق الفتنة، هذا ما يجب ‏ان نَنتبه إليه، لو تكرر هذا الحادث يجب ان نُدين بالطريقة المشروعة، ولكن علينا ‏ان لا ننجر إلى فتنة، يجب أن يتعاون المسلمون والمسيحيون على منع المس ‏بالمقدسات، ويجب أن يتعاونوا أيضاً على عدم الإنجرار إلى أي فتنة، عندما يعتدي ‏شخصٌ ما على المصحف الشريف لا يجوز ان نُحمّل المسؤولية للمسيحيين أو ‏للمقدسات والرموز المسيحية، خصمنا هو من إرتكب الجريمة ومن يقف خلفه ومن ‏سمح له أيضاً.

 المسألة الثانية: أنه في قضية الحادثة الأخيرة في حرق المصحف ‏وخلافا لحوادث سابقة، شهدنا موقفاً متقدماً نسبيا في العالم العربي والعالم الإسلامي ‏وعلى مستوى الدول، على مستوى الشعوب، هذا أمر معتاد ان نرى مظاهرات في ‏أكثر من بلد عربي، في اليمن والعراق، وفي اكثر من بلد إسلامي، في إيران وباكستان وأندونيسيا ....الخ، لكن كان ‏المُلفت أنه كان هناك موقفاً متقدماً، سواءً من الدول العربية او الدول الإسلامية، ‏جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، هذا الموقف المتقدم نسبياً، طبعاً هو ‏لم يرقى إلى طموح شعوبنا العربية والإسلامية، جعل الغرب ينتبه، مما أدى إلى ‏إصدار بيان من الإتحاد الأوروبي وهذا لم يحصل سابقاً، بيان من وزارة الخارجية ‏الأميركية  وهذا لم يحصل سابقاً، تراجع الحكومة السويدية وأصدرت بيان ‏والخارجية السويدية وأيضاً هذا لم يحصل سابقاً، في المرة السابقة أصروا، لأن ‏حصل مثل هذا الحادث من قبل، الحل هو هنا في الحقيقة، الشعوب يجب أن تُطالب ‏الحكومات في العالم العربي والإسلامي ان يكون لها موقف أكثر صرامة، هذه ‏الدول الغربية لا يَعنيها لا المقدسات ولا الرموز ولا الكرامات  ولا القيم، ويوم بعد ‏يوم يتم إثبات هذا الموضوع، أكثر هذه الحكومات الغربية إلهها هو المال، وبالتالي ‏ذهاب الدول الإسلامية والعربية، والتهديد بقطع العلاقات مع السويد وأمثال السويد ‏هو الذي يجعل هؤلاء يرتجفون ويخافون ويتراجعون، عندما تمس بما هو أساسي ‏بالنسبة إليهم، وطبعاً لا يجوز أن يكتفي الموقف بما حصل حتى الآن، بل يجب أن ‏نُطالب دولنا وحكوماتنا في العالم العربي والإسلامي ان تواصل العمل في ‏المؤسسات الدولية ومع الإتحاد الأُوروبي ومع دول اخرى لقطع الطريق على كل ‏هذه الاشكال من الانتهاك للكرامات والقيم الدينية والمقدسات الدينية، لا شك ان ‏موقف الرئيس بوتين كان ملفتا في هذه المسألة، موقف روسيا كان ملفتا، وأعتقد أن ‏هذا أيضا ساهم في إحراج الغرب ومبادرتهم إلى الموقف الذي إتخذوه.

 نعود إلى ‏مناسبتنا، ذكرى حرب تموز 2006، العدوان الصهيوني الذي كان حربا بكل ما ‏للكلمة من معنى، يعني لم يكن فقط عدوانا أو عملية عسكرية واسعة، هو الاسرائيلي ‏بعد ذلك صنفها وقال عنها الحرب الثانية حرب لبنان الثانية ، هذه حادثة مهمة جدا ‏خطيرة جدا كبيرة جدا في تاريخ لبنان وفي تاريخ المنطقة، وكانت أيضا حادثة ‏مصيرية لأنها رسمت مصير لبنان ومصير المنطقة خلال كل السنوات الماضية إلى ‏اليوم، وفي السنوات الأتية، يكفي أن نتذكر المشروع الأميركي الكبير والخطير التي ‏كانت هذه الحرب إحدى الوسائل الأساسية لتحقيقه، وهو مشروع الشرق الاوسط ‏الجديد، الشرق الاوسط الجديد لنعود ونتذكر ليعرف الاجيال التي بعد ذلك وعيت ‏بعد الحرب أن هذا المشروع كان سيؤدي لو نجح، لأن الأميركيين كانوا في ‏أفغانستان والعراق والمنطقة وعلى حدود سورية، ويهددون الجميع، لو نجح كان ‏يعني إعتراف كل دول المنطقة بإسرائيل ككيان ودولة وضياع فلسطين وحقوق ‏الشعب الفلسطيني، وضياع الجولان وما تبقى من لبنان تحت الإحتلال، وتكريس ‏الإسرائيلي قوة عظمى في المنطقة في ظل هيمنة أميركية مطلقة، هذا لو نجحت هذه ‏الحرب، لو نجح هذا العدوان، هذا المشروع سقط وإنكسر هنا في لبنان سنة 2006، وأستكمل الإجهاز ‏عليه من قبل المقاومة الفلسطينية في فلسطين، لأنه في ال2008 حصل ذلك في غزة، ‏والمقاومة العراقية في العراق مما أدى إلى إنسحاب قوات الإحتلال الأميركي عام ‏‏2011 من العراق، وفي ظل صمود كبير لسورية والجمهورية الإسلامية في إيران، ‏هذا المشروع إنتهى، تلك الحرب يعني حرب تموز التي إعترف كل قادة العدو ‏السياسيين والعسكريين بفشلها، لا يوجد احد في كيان العدو منذ ال2006 إلى اليوم ‏يقول انهم إنتصروا في حرب تموز، وأيضا يعترف الأميركيون بفشلها ‏وسنعود لها، يعترف الإسرائيليون بفشل تلك الحرب، على مستوى تحقيق الأهداف، ‏على مستوى إدارة المعركة سياسيا وعسكريا وميدانيا وفي الجبهة الداخلية، على ‏مستوى الأداء العسكري والميداني على أكثر من صعيد، وشُكلت لذلك لجنة فينوغراد ‏التي أصدرت احكاما قاسية بحق القادة الإسرائيليين من سياسيين وعسكريين، أيضا ‏إعترف الأميركيون بفشلها، يوجد بعض الناس عندنا في لبنان ما زالوا لا يعترفون ان إسرائيل هُزمت، ‏هذا ليس مشكلة هذا آخر همنا، لكن المهم ماذا يقول العدو، من يقف على الأطلال ‏يقول ما يريد أن يقوله، الإسرائيلي مُجمع على ان ما حصل في تموز 2006 هو ‏هزيمة لإسرائيل وفشل لها، والأميركي كذلك وانا أتكلم عن الاميركيين الذين كانوا ‏في الإدارة في ذلك الوقت، وتستطيعون أن تعودوا للأرشيف وترون تصريحات ‏عدد كبير من المسؤوليين الأميركيين الذين كانوا في الإدارة في ذلك الوقت، وكانوا ‏يخططون لهذا المشروع في المنطقة، وبالخصوص من المحافظين الجدد في ذلك ‏الوقت، يعترفون بفشل الجيش الإسرائيلي بإلحاق الهزيمة بحزب الله عام 2006، ان ‏هذا الفشل منع الولايات المتحدة من تحقيق الأهداف السياسية المرسومة للحرب في ‏لبنان والمنطقة، لأن هذا الموضوع لم يكن يخص فقط لبنان.

 من جهة أخرى أيضاً، ‏تلك الحرب أرادت سحق المقاومة في لبنان وهذا كان هدفا مُعلنا، لم يكن الموضوع ‏فقط قتل بعض القيادات أو الدخول إلى بعض القرى والمدن أو نزع السلاح وما ‏شاكل، كان أبعد منذلك كثيراً، كان سحق المقاومة في لبنان وإخضاع لبنان للشروط ‏الإسرائيلية فيما يعني إسرائيل بالكامل وللشروط الاميركية فيما يعني تركيبة ‏المنطقة المتوقعة، إنتصرت المقاومة، ولم تُسحق، وصمد لبنان ولم يخضع لا ‏للشروط الإسرائيلية ولا للشروط الأميركية، بل أسس هذا الانتصار لميزان ردع قوي وكبير ‏لحماية لبنان، وما يزال يعمل بقوة منذ 17 عاماً، يعني اليوم أهم شيء توصلنا غير ‏الذكرى بحرب تموز هو هذا الإنجاز الذي لا يزال بين أيدينا، الذي هو ميزان ‏الردع، قوة الردع، معادلة الردع القائمة، بل ويزداد فاعلية وقوة، في مقابل تآكل ‏قوة الردع عند العدو، كما يُجمع المسؤولون الاسرائيليون، السياسيون والعسكريون، سواءً كانوا في الحكومة او كانوا في المعارضة، يوجد إجماع اليوم عند كيان العدو، ‏المسؤولين الكبار من رئيس الدولة إلى رئيس الحكومة إلى الوزراء، القادة ‏العسكريون الحاليون والسابقون والاعلام، كلهم يعترفون بأن لديهم تآكل في الردع، ‏ليس فقط تجاه لبنان، بل تجاه غزة وتجاه الضفة وتجاه جنين.

قبل أيام كان العيد، ‏بالرغم من كل التهديد والتهويل الذي عمله الإسرائيلي على الحدود، طبعا ميدانيا لم ‏يكن هناك شيء، ولكن كان كله في الاعلام وفي بعض الناس عن سوء نية والبعض ‏الآخر عن حسن نية، او عن غفلة هذا المقصود عن حسن النية، أيضا يُساعدون بِتضخيم الاجواء، المهم ‏شُكل جو كأنه الجنوب أو الحدود الجنوبية ذاهبة إلى مواجهة او قتال أو حرب، مع ‏ذلك في يوم العيد تعرفون أنه عطّل البلد، عرفة والعيد والجمعة والسبت والأحد، حتى الإثنين عادت ‏الناس إلى أشغالها، القرى مليئة في الجنوب وفي البقاع وفي كل أنحاء لبنان، الناس ‏كلها ذهبت إلى القرى، لكن ما يهمني في الجنوب أنه حتى في القرى في المنطقة الحدودية التي ‏يقال انها متوترة وما شاكل كانت مليئة بالناس، أهل القرى والزوار والسياحة ‏والهدوء، صلوات الأعياد، المطاعم، ملاهي الاطفال، كله ممتلىء ما شاء الله، ‏عامراً، هذا الإحساس بالأمن والسكينة والسلام والإطمئنان والأمان، هذا ناتج عن ‏ماذا؟ ناتج عن ثقة، ثقة هؤلاء الناس بقوة الردع المُحققة، وإلا لماذا صعدت الناس ‏لِتقعد على الحدود وتُعيّد على الحدود وتأخذ راحتها وتُطلع نساءها وأولادها وأطفالها، هذا يُعبّر عن الثقة، رغم كل هذا المناخ والتوتر الذي يُعمل على إشاعته، ‏ثقة الناس بفاعلية الردع القائمة، في المقابل، مثلا، حالة الرعب الموجودة في ‏الطرف الآخر، ودائما الإسرائيلي هو من يساعد على إرعاب ناسه وعلى إرهابهم، ‏لدينا حديث يقول ان الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى ومن الحمقاء، هو ‏أصلا يُساعد، جزء كبير من الرعب والخوف الذي يطال سكان المستعمرات ‏والمستوطنات في شمال فلسطين المحتلة وعند الحدود سببها الإعلام الاسرائيلي، ‏هو يضخم الامور بطريقة، هو يظن انه يمارس علينا حربا نفسية وعلى ناسنا، ‏ولكن في الحقيقة هو يمارس ذلك على ناسه، إلى حد انه منذ يومين الى ثلاثة أيام ‏في قرية حدودية، أظن أنه كان لديهم عرس، المهم اطلقوا مفرقعات نارية أدى إلى ‏إستنفار في الشمال وإلى نزول بعض المستوطنين إلى الملاجىء أوإلى الغرف ‏الآمنة، بينما من جهتنا لا يوجد من هذا القبيل، هذا نتيجة الثقة، المهم ايضاً هذا ‏الانجاز التاريخي الإستراتيجي الكبير المهم أنه تم الحفاظ عليه سبعة عشر عاما، ‏والأهم انه تم تطويره وتقويته وتعظيمه من خلال تطور قدرات وإمكانات المقاومة، ‏بعد حرب تموز دائما العدو الإسرائيلي كان يسعى بكل الوسائل بالتعاون مع ‏الأميركيين، وسائل أمنية وإقتصادية وحصار مالي و"أوفاك" وضغط وقطع طريق ‏حتى لا تتعاظم قوة المقاومة في لبنان، ولكن هذه القوة تعاظمت بالرغم من كل ‏المؤامرات الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، بالرغم من الإنشغال الذي حصل في ‏أحداث سورية وأحداث المنطقة في مواجهة الموجة التكفيرية، وبالرغم من النكد ‏السياسي في لبنان والمُنغصات المعروفة في لبنان و"اللكوشة" اليومية في لبنان، ‏المقاومة تطورت وتقدمت ونمت وعززت قوة الردع مع العدو الإسرائيلي إلى حد ‏أنه اليوم هذا أصبح أمرا متسالم عليه، والأهم أن العدو يعترف به ويعمل على ‏أساسه، وأن شعبنا وناسنا يؤمنون بهذه المعادلة ويبنون أعيادهم وحركتهم وذهابهم ‏وإيابهم على هذا الأساس، صُنع الإنجاز هو أمر مهم، لكن الحفاظ على الإنجاز ‏أصعب، وتطوير الانجاز أيضا، نحن اليوم بالذكرى 17 لبدء العدوان الإسرائيلي ‏على لبنان نقول: هذا الانجاز تم الحفاظ عليه الحمد لله بالرغم من كل الصعوبات ‏والتهديدات، بل تم تطويره وتقويته من أجل تثبيت معادلة حماية لبنان، والتي تتحقق ‏من خلال قوة المقاومة ومن خلال المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة.

العدو الاسرائيلي في المقابل يعترف بتآكل الردع كما قلت في لبنان مع غزة، مع الضفة، وهو ‏يسعى دائما إلى ترميم هذه الصورة وتغيير هذه المعادلة حاول قبل مدة في العدوان الأخير على ‏غزة وفي المعركة الأخيرة على جنين وفشل.‏

تصوروا مثلاً في جنين، العدوان على المدينة والمخيم لكن تركز على المخيم بشكل أساسي،مخيم ‏صغير وتهاجمه إسرائيل بألاف الجنود والضباط من قوات النخبة ونخبة النخبة ودبابات تحاصره ‏ومسيرات ومروحيات وشاباك وجيش وأذرع، ومع ذلك من أجل أي شيء؟ الهدف الكبير هو استعادة ‏الردع، استعادة صورة القوة والنصر، وهذا لم يحصلوا عليه في معركة جنين، بل حصلوا على صورة ‏معاكسة تماما، حتى الأهداف التفصيلية المفترضة لهذه العملية لم يتحقق الكثير منها. وبفضل ماذا؟ ‏بفضل صمود أهل المخيم وأهل المدينة صمود المقاتلين، المجاهدين، الأبطال بسالتهم، بفضل ‏بسالتهم وشجاعتهم وإيمانهم وصلابتهم وعدم خضوعهم وعدم استسلامهم وهم فضلوا الموت على ‏الخضوع والاستسلام، فكان أن الله سبحانه وتعالى دافع عنهم ودفع عنهم وحفظهم ووقاهم هذه هي ‏الحقيقة.‏

الدليل على فشل العدوان على جنين وهو في منطقة في قلب الكيان ومحاصرة من كل الجهات، ‏الدليل على الفشل هو استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل متزامن مع العدوان على جنين ‏وبعد الانتهاء من جنين ويوميا هناك عمليات أين؟ في الضفة الغربية، الهدف كان ردع الفلسطينيين من خلال جنين، يعني تفهيمهم أن الاستمرار في ‏المقاومة مكلف جدا ولكن المقاومة استمرت وهذا يعني أن الهدف فشل، مواجهات في نابلس، ‏مواجهات في طولكرم، عمليات في القدس، وطبعا في هذه المناسبة الانسان يقف بإجلال واحترام ‏وتقدير كبير أمام الرجال والنساء وأمهات الشهداء وأباء الشهداء وصبرهم وثباتهم واحتسابهم، ‏الناس البيئة الحاضنة، صلابة المقاومين والمجاهدين، هذا الذي رأيناه في جنين، ونراه في كل مدن ‏الضفة، ودائما كنا نراه في غزة في مواجهة كل الحروب التي تُخاض على غزة.‏

وبالرغم من كلما يجري على الفلسطينيين في الضفة وفي غزة وفي الداخل وفي الخارج، قبل أيام ‏نُشر استطلاع رأي يقول ان الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهذا الكلام له قيمة عالية جداً، ان ثلثي ‏الفلسطينيين في الضفة الغربية يعتقدون بأنه ليس فقط الضفة سيتم تحريرها بل يعتقدون أن هذا ‏الكيان إلى زوال، ويرون ذلك في المدى القريب، هذا يعطي آمال كبيرة جدا وأفاق واسعة جدا لمواصلة المقاومة.‏

طبعا هناك تضحيات بيوت ستهدم، شهداء سيسقطون، جرحى سيصابون، ألام، هذا طبيعي لأن هذه ‏معركة، قتال مع عدو غاصب محتل مجرم متوحش، ومن الطبيعي أن يكون هناك تضحيات، العبرة ‏هي عدم الخضوع وعدم الاستسلام أمام هذا العدو، وتراكم الجهود هي التي ستؤدي إلى النصر ‏وبالتالي إلى التحرير ان شاء الله.‏

أود أن اختم بالمقطع الذي له علاقة بالمناسبة لأقول: عندنا في حرب تموز أيضا بفضل هذه ‏التضحيات كانت هذه الانجازات الكبيرة، والتي يقف في مقدمها وأهمها هو اسقاط الشرق الأوسط ‏الجديد، المشروع الأمريكي في المنطقة ككل، وهذا طبعا وضع العدو الاسرائيلي والكيان ‏الاسرائيلي على خط النزول على خط الانحدار.‏

اليوم عندما تحدث هناك فشل وهزيمة العالم تتهم بعضها، فقدان الثقة بالقيادة السياسية، بالقيادة ‏العسكرية، فقدان ثقة الجنود بالقيادات والضباط، ثقة الشعب بالجيش و.. و.. الخ، هذا كله يؤدي إلى الضعف والوهن والترهل والشقاق إلى الخلاف الداخلي.‏

ولذلك أنا كُنت أقول سابقا: أن انتصار ال2000 أنهى مشروع إسرائيل الكبرى وجاء التحرير في ‏غزة ليؤكد هذا الأمر و2006 أنهى مشروع إسرائيل العظمى التي تبقى خلف الحدود ولكنها قوة ‏مخيفة ومرعبة في المنطقة هذا أيضا سقط.‏

والأمر الثاني في الإنجاز كما ذكرنا هو تعزيز وتثبيت ميزان الردع الحامي للبنان، واليوم بعد 17 ‏سنة من العدوان والاستكبار والاستعلاء والطغيان الذي مارسه العدو الاسرائيلي وبقرار أمريكي ‏وبدعم أمريكي وبحماية أمريكية في عام 2006، اليوم يمكنكم أن تروا أين هو هذا الكيان؟ وأين هو ‏جيش هذا الكيان؟ وأين هو مستقبل هذا الكيان؟ هم يقولون أنه في مهب الريح.‏

أنا سأكتفي بهذا المقدار وأترك بقية الحديث عن المقاومين والشهداء والصمود السياسي ‏والتضحيات وبقية الانجازات إلى 14 آب ان شاء الله إن بقينا على قيد الحياة.‏

لكن أريد في خاتمة النقطة أن أُشير إلى مسألة أخلاقية وأود أن أُؤكد هذه المسألة الأخلاقية على ‏جمهور المقاومة خصوصاً، أُنظروا نحن أخواننا في سنة 2000 قُلنا: أن هذا الإنتصار هو إنتصار كل الشعب اللبناني، إنتصار الدولة اللبنانية بِكل ‏مؤسساتها، انتصار كل فصئال المقاومة، ونحن شكرنا الجميع وشكرنا هذا الشعب الذي احتضن هذه ‏المقاومة ودعمها، نحن لا نُصادر أي انجاز لأنفسنا لا لحزبنا ولا لمجموعتنا ولا لطائفتنا أيضا، ‏باعتبار الانتماء الطائفي والتركيب الطائفي في لبنان، لم نفعل ذلك في يوم من الأيام، أيضا دائما ‏نحن كنا نقول: نحن لا نُريد من أحد شكرا ولا جزاءً ولا مدحا ولا شعرا ولا قصائد ولا شيء.‏

الآن أحد يريد أن يشكر أو يمدح أو يقدر "كتر خيره"، لكن نحن لم نطلب ذلك ولا يُزعجنا أن لا يكون ‏ذلك.‏

وفي المقابل نحن لا نَمن على أحد ولا نَتفضل على أحد، ونقول للبنانيين نحن حميناكم ونحن دافعنا ‏عنكم ونحن حررناكم من موقع المن أوالتفضل، كلا.‏

دائما كنت انا أقول: نحن قمنا بواجبنا وما زلنا نقوم بواجبنا، بواجبنا الديني، الشرعي، الانساني، ‏الأخلاقي، الوطني تجاه شعبنا وبلدنا وأهلنا.‏

لماذا أقول هذا الكلام وأعيد التذكير به؟ لأنه عندما يتشاجر الناس مع بعضهم على وسائل التواصل ‏الاجتماعي أو في بعض المقابلات التلفزيونية، ويرتفع الدوز ويحدث تحريض وتحريض مقابل، ‏أحيانا ممكن البعض من جمهور المقاومة يلجأ إلى هذه اللغة، لغة نحن عملنا، نحن سوينا، نحن دافعنا ‏عنكم، حررنانكم فلان فلان، أنا أعتقد هذا أمر غير مناسب، وهذا يتنافى مع إلتزامنا الأخلاقي، ويجب أن أؤكد على هذا الإلتزام ‏الأخلاقي، نحن كل ما قمنا به منذ عقود إلى اليوم هو لوجه الله وفي سبيل الله وفي عين الله وتقربنا ‏إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا واجبنا اتجاه بلدنا، وشعبنا، وأمتنا، ومقدساتنا، وفي الحقيقة نحن نَمن ‏على من؟ على من كانوا شركاء؟ أصلا الناس هم كانوا جزءاً كبيراً من التحمل  من التضحية من الاحتضان ‏من الدعم، من الاصرار على مواصلة هذا الطريق حتى تحقق هذا الانجاز.‏

ننتقل إلى الموضوع الثاني: الوضع عند الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، مسألة الغجر والخيم والمزارع ‏والحدود، ما هي الحقيقة؟ ما هو الواقع؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ لأنه الواضح أن هذا شغل البلد خلال الأسابيع القليلة الماضية أيضاً.‏

أود أن أذكر أنه بعد ال2006 الحادثة التي جرت اليوم هي في قيد التحقيق، أنا أنتظر الاخوان أن ‏يرسلوا لي ما الذي جرى بالضبط على الحدود؟ لأنه يبدو أنه صار هناك أكثر من حادثة ليبنى على الشيء ‏مقتضاه.‏

أود أن أذكر أنه منذ ال2006 انتشر الجيش اللبناني في منطقة الحدود وعند الحدود وأيضا تم ‏تعزيز قوات اليونيفيل كانوا 5000 صاروا 15000، وقيل أن مسؤولية مواجهة الخروق ‏الاسرائيلية للبنان هي مسؤولية الجيش واليونيفيل بالتعاون.‏

والمفترض ان العدو الاسرائيلي بحسب القرار 1701 أن لا يخرق ولا يعتدي على لبنان، لا في ‏البر ولا في البحر ولا في الجو، طبعاً الجيش اللبناني منذ العام 2006 وحتى اليوم يقوم بمسؤوليته، ‏القيادة السياسية لم تطلب منه الدخول بقتال، أحيانا كان يصل الأمر إلى حد الاستنفار، أحيانا وصل ‏الأمر إلى حد أطلاق النار، لكن غالبا يُواجه الأمر من خلال احضار اليونيفيل وتوسيطهم والأمم ‏المتحدة وأحيانا ينتهي الخرق وأحيانا لا ينتهي.‏

لكن العدو الإسرائيلي كان يستمر بهذه الخروقات، نحن كان دورنا فقط أن نُراقب، الناس إن كان ‏مطلوب منها أن تساعد بأمر كانت تساعد، نحن إذا كان مطلوب منا ان نساعد بأمر ما كنا نساعد، ‏لكن هذا الأمر كان وما زال مسؤولية الدولة ومسؤولية الجيش مع اليونيفيل.‏

الشعب يُساعد والمقاومة تُراقب وفي معرض المساعدة إذا تطلب الأمر ذلك، هذا الذي كان يحصل منذ ‏ال2006 ومنذ وقت صدور ال1701 إلى اليوم.‏

طبعا الإسرائيلي كان يخرق بالبحر يوميا وما زال، وبالجو كان لديه خروقات كبيرة جدا، إلى قبل ‏سنوات بعد حادثة ارسال المسيرات إلى الضاحية الجنوبية، نحن اتخذنا قراراً وفعّلنا الدفاع الجوي، ‏تقريبا المسيرات غابت بنسبة كبيرة جدا، لا أود القول بشكل نهائي عن الجنوب وعن البقاع، بيروت ‏بقيت لأن حساسية الطيران والمطار المدني، الاسرائيلي يعترف انه صار مقيد بسماء لبنان لكنه ما زال ‏يخرق الأجواء اللبنانية، وأحيانا من الأجواء اللبنانية يقصف سوريا ويعتدي على سوريا.‏

بالبر نفس الأمر يوميا تقريبا، هنا يخرق الخط الأزرق، وهنا يخرق الحدود، هنا ينزع ويقص شجر، وهنا ‏يُحاول أن يُثبت ويتقدم أمتار ويُقدم الشريط الشائك وهكذا..، يطلع الجيش ويطلع اليونيفيل ويطلع الناس و يتواجهون معه في محاولة معالجة هذا الوضع.‏

هذه الخروقات من ال2006 وإلى اليوم بالألاف وكله موثق عند الجيش، وعند الدولة، وعند اليونيفيل، ‏وعند الأمم المتحدة، طبعا في العالم لم يحرك أحد ساكناً.‏

في الآونة الأخيرة بدءا من السنة الماضية وليس بعد الخيم لأن هناك ناس لديهم إلتباس سأعود إليه، ‏من السنة الماضية بدأ (الإسرائيلي) بتشييد سياج ليضم القسم الشمالي من بلدة الغجر،  طبعا القسم الشمالي من بلدة ‏الغجر هي أرض لبنانية بإعتراف دولي، يعني ليست كمزارع شبعا، حيث الدولة اللبنانية تقول هذه أرض ‏لبنانية والأمم المتحدة محتارة أنها سورية أو لبنانية، حتى بعض اللبنانيين ما زالوا يناقشون بهذا الموضوع.‏

موضوع القسم الشمالي من بلدة الغجر، الأمم المتحدة تعترف بأن هذه أرض لبنانية وهناك مدوا ‏الخط وهو واضح،  والاسرائيلي سلم بهذا الموضوع بعد ال2000 وبعد ال2006، سلم بهذا الموضوع، لكن ميدانيا يمارس ‏بشكل مختلف.‏

هو ( أي الإسرائيلي) بدأ منذ السنة الماضية يمد شريط شائك رويدا رويدا رويدا، الجيش سعى لإيقاف الموضوع لكنه لم ‏يستطيع، الأمم المتحدة لم تفعل شيئاً، ما جرى بالآونة الأخيرة أنه أكمل السياج وشيد الجدار وأزال ‏الحواجز بين الجزء اللبناني والجزء السوري المحتل، لأننا لا نعترف بأن ‏هذا جزء إسرائيلي، وبالعكس حوّلها إلى منطقة سياحية، وفي السنة الماضية استقدم إليها 200000 إلى ‏‏250000 سائح حسبما قرأت بوسائل اعلام اسرائيلية، جاءوا ليتفرجوا على الغجر، والأمم المتحدة ساكتة ‏والعالم كله ساكت وهذه أرض لبنانية محتلة وهذا كان قبل الخيم، قبل الخيم.‏

ولذلك بعض الناس يقولون: انتم نصبتم خيم، جاء الإسرائيلي ضم الغجر، هؤلاء لا يُتابعون إذا أحسنا ‏الظن بهم نقول لا يتابعون، وإذا أردنا نرفع الوتيرة (نثقل الطحشة) نقول جهلة لا يعرفون، أصلا لا يعنيهم ‏هذا الموضوع شيئاً.‏

كلا، نصب الخيم صار عندما كانوا الجماعة ( الإسرائيليون) خالصين، لكن في الأيام الأخيرة صار واضح أنهم ضموا وانتهوا وكل ‏الاجراءات قاموا بها.‏

هنا ما هي قيمة الخيم؟ قيمة الخيم أنها أضاءت من جديد على كل الوضع على الحدود، لماذا؟ لأنه صار ‏هناك اأمر الإسرائيلي يعتبر أنه يمسه، عندما يمسه طبعا الأمم المتحدة ستتحرك، الأمريكان، الدول ‏الغربية، المجتمع الدولي، بعض اللبنانيين أيضاً بشكل أو بآخر من خلال مواقفهم الاعلامية ‏والسياسية، أيضاً يعملون إثارة للموضوع، عال جيد، نحن ماذا نريد.؟

نحن نريد أنه يا عالم هنا توجد مشكلة تحتاج إلى حل، 17 سنة في مشكلة لم تحل، كما قصة ترسيم ‏الحدود البحرية سأعود إليها، لبنان كم اشتغل لترسيم الحدود البحرية؟ لم يردواعليه، سنة اثنتين ثلاثة، كم لبنان ‏فاوض وطلع ونزل وأمريكان وأمم المتحدة والخ.‏..

عندما جاءت لحظة استخراج الإسرائيلي للنفط والغاز وجاءت السفينة إلى كاريش وهددت ‏المقاومة بضرب السفينة، وكانت تحظى المقاومة في موقفها بدعم رسمي وشعبي، عندها جاء العالم ‏كله ليتدخل وجاء الأمريكان وجاء هوكاشتاين وصار الذي صار.‏

اليوم فقط عال لأنه هناك خيمة، والحقيقة ليست خيمتان، لأن توجد خيمة داخل الأرض اللبنانية التي لا ‏نقاش فيها، الخيمة الثانية داخل خط الانسحاب في منطقة مزارع شبعا، التي يعتبرها لبنان لبنانية، ‏رسميا نعتبرها لبنانية، ونحن وضعنا خيمتنا، يعني هو المشكل على خيمة وليس على خيمتين.‏

نحن نضع خيمتنا في أرض لبنانية، أين حصل المشكل؟ الاسرائيلي يعتبر مزارع شبعا أرض ‏اسرائيلية، هو يعتبر أنه ضم هذه الأرض وهذه المواقع والجبال والتلال في مزارع شبعا وتلال ‏كفروشبا يعتبرها له، وهو وضع خط انسحاب لوحده، ويعتبر ان أي تجاوز لخط الانسحاب هو ‏اعتداء على السيادة الاسرائيلية.‏

اليوم الإسرائيليين يتحدثون بهذه الأدبيات، نحن عندما ندخل إلى أرض مزارع شبعا ونضع خيمة، فإننا ‏نضع خيمة في أرضنا اللبنانية، ان شاء الله بدنا نضع خيمة أأو نشيد فيلا أو نضع برج أو نبني ‏مطار "شو إلهم علينا" هذه أرض لبنانية، هذا كله لم نقوم به، نحن فقط وضعنا خيمة.‏

قامت قيامة الاسارئيلي وبدأ التهديد وبدأت الوساطات، هنا تأتي قيمة ميزان الردع الذي أتحدث عنه، ‏لو  الاسرائيلي ما زال هو الاسرائيلي منذ أيام زمان، الجيش الذي لا يقهر، ولو لبنان ما زال هو لبنان ‏الذي يتم احتلاله بفرقة موسيقية، والذي يدخل الإسرائيلي ويعتقل الدرك من المخافر بالقرى ‏الحدودية ويرتكب مجازر، كان بسهولة وبكل بساطة بقذيفتين يضرب الخيمة أو يرسل مسيرة أو ‏يضربها بالطيران، أصلا لما وُضعت خيمة، لو ما زال الإسرائيلي إسرائيلي مثلما كان ولبنان بعده ‏مثلما كان، الآن الوضع تغير.‏

ولذلك الإسرائيلي لم يجرؤ على القيام بخطوة ميدانية تجاه الخيمة لماذا؟ لأنه ببساطة يعرف أن هذا ‏لا يسكت عنه بكل بساطة، وأنا أقول لكم لا يسكت عليه، أكيد لا يسكت عليه.‏

الشباب يعرفون ولديهم توجيههم ويعرفوا ما الذي يجب القيام به إذا تم التعرض للخيمة.‏

طيب، لأنه (الإسرائيلي) يفهم، "معليش" الواحد يعترف أحيانا عدوه يفهم، احيانا احمق، وأحيانا يفهم، لأنه يفهم أدخل ‏وساطات وأمم متحدة وأمريكان وأوروبيين، وهناك كلام مع الدولة اللبنانية، إذاً هذا الموضوع  الآن صار ‏موضوع مُثار، أمام هذا الواقع عدة نقاط سريعة.‏

النقطة الأولى: بكل ما يجري حالياً بالإتصالات، للتصحيح لأنه غالبا بعض السياسيين، بعض ‏الاعلاميين، بعض من يكتبون مقالات والناس حتى بمواقع التواصل، يحصل لديهم إلتباس، يقول لك: هذا ‏سيفتح الباب أمام ترسيم الحدود البرية، يعني هذا الذي يجري الآن.‏

أولاً: لا يوجد شيء أُسمه ترسيم حدود برية، لا يوجد، أصلاً الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة مُرسمة ‏ومُحددة ومُشخصة منذ عشرينيات القرن الماضي، قبل قيام هذا الكيان الغاصب الذي انشأ  في سنة 1948،  من عشرينيات القرن الماضي 1920 - 1923 هذه الحدود مرسمة، هذا مختلف عن موضوع ترسيم الحدود البحرية، لم يكن هناك ترسيم حدود ‏بحرية، الآن رُسّم، لكن بالبر الحدود مرسمة وواضحة ولبنان يعرف حدوده. الموجود في الحدود البرية هو ‏أن هناك عدد من النقاط، هناك ثلاثة عناوين: ‏

العنوان الأول، هناك عدد من النقاط تبدأ من ‏B1‎‏ بالناقورة وتسير لتصل إلى منطقة الغجر، هناك نقاط ‏الإسرائيلي ما زال متواجدًا فيها لم ينسحب منها ويجب أن يخرج منها، هذه أرض لبنانية، طبعًا نحن لم نقم ‏بعمليات لنخرجه منها لأنه اعتبرنا هذه مسؤولية الدولة، أن تُنهي بذل الجهد لإخراج الإسرائيلي من هذه النقاط ‏ونرى أنه لا يريد أن يخرج، يعني من عام 2000 هذه 23 سنة لم يخرج. هذه ال12 أو 13 نقطة الآن يقولون أن هناك نقاط اتفق عليها ‏ولكن الإسرائيلي لم ينفذ. ‏

العنوان الثاني هو بلدة الغجر الذي الآن أعاد احتلالها، أعاد احتلالها بكل ما للكلمة من معنى، هذه الحدود ‏مرسمة وهذه الأرض لبنانية ولبنان عنده وثائق، هذا موضوع مختلف عن موضوع مزارع شبعا. لدينا هذا ‏الواقع الذي يحتاج إلى مواجهة ومعالجة، هذه نقطة. ‏

وبالتالي ما يجري الآن ليس ترسيمًا للحدود البرية حتى الآن ندخل بنقاش الصلاحيات ويحق لهم ولا يحق لهم، ‏لا بالعكس، سمعتم رئيس المجلس ورئيس الحكومة ووزير الخارجية كل ما يقولوه أن هناك نقاط هذه ‏للبنان ونحن نطالب المجتمع الدولي أن يضغط على العدو لينسحب منها ويعيدها إلى لبنان والسلام، أصلًا ‏لا يوجد شيء اسمه تفاوض على حدود، فليكن الجميع مطمئنًا بهذه النقطة. ‏
النقطة الثانية: التي لها علاقة بالغجر، في موضوع الغجر، هذه أرض لبنانية الإسرائيلي أعاد احتلالها، ليس ‏فقط احتلّها بل سيّجها وشيّد جدارًا ويجري قوانينه، يعني في الجزء اللبناني إذا السكان يريدون أن يشيّدوا ‏بناءً يجب أن يأخذ رخصة من عند الاسرائيلي، كل أحكام وقوانين الكيان جارية على الجزء اللبناني من ‏بلدة الغجر، السيادة لا تُجزّأ. هنا أصدرنا بيانًا أن هذه مسؤولية الدولة ومسؤولية الشعب اللبناني ومسؤولية ‏القوى السياسية وأيضًا مسؤولية المقاومة. بين هلالين هناك قوى سياسية أخذت موقفًا واضحًا وبيّنًا ولسنا ‏حلفاء معهم يمكن في السياسة نكون مختصمين، لكن كثير من القوى التي تسمي نفسها سيادية حتى الآن ‏ولا كلمة ولا "بزمة"، يا أخي مزارع شبعا مختلفين على أنها سورية أو لبنانية، هذه المجتمع الدولي، الأمم ‏المتحدة، اليونيفيل يقولون لكم يا لبنانيين هذه أرضكم اللبنانية، "شوي ولا شي" صمت مطبق، على كل حال أنا لا أحب أن ‏أدخل كثيرًا بهذا النقاش، لكن هذا يضيف لكل السلوك والأداء السياسي لبعض من يسمي نفسه قوى ‏سيادية. ‏

في موضوع قرية الغجر، هذا الموضوع لا يجوز السكوت عنه بحال، في السابق يمكن الدولة اللبنانية ‏كانت لينة قليلًا أو تهاونت، إذا شخص يريد أن يتفهم الذي حصل الذي له علاقة بالوضع الإنساني للسكان ‏ببلدة الغجر، لكن مع أخذ الوضع الإنساني للسكان ببلدة الغجر يجب أن يكون الموقف اللبناني حاسمًا، هذه ‏أرض لبنانية وبيوت لبنانية ويجب أن تعود إلى لبنان بلا قيد وبلا شرط ويجب العمل على تحريرها، ‏مسؤولية الدولة ومسؤولية الشعب ومسؤولية المقاومة. ‏

أختم هذه النقطة لأقول، الجهد سيكون متكاملًا بين الدولة والمقاومة، وهنا معنى أن نتكامل ونتعاون وكل ‏شخص يقوم بوظيفته وكل شخص يقوم بعمله ولا أحد يلغي الآخر، شاهدتم عندما تعاونا واتفقنا وتكاملنا، ‏هناك بعض الأخوة عندهم ملاحظة على كلمة تكاملنا، أنا موافق عليها، تكاملنا، ماذا فعلنا بالنفط والغاز ‏وترسيم الحدود البحرية، اليوم أيضًا بالتكامل والتعاون بين الدولة وبين المقاومة وبإسناد من الشعب ‏اللبناني والقوى السياسية في لبنان نحن نستطيع أن نستعيد أرضنا المحتلة في بلدة الغجر، طبعًا كل شخص ‏يقوم بدوره وبمسؤوليته وبالطريقة المناسبة وبالطريقة المنسجمة وهذا أمر يجب أن يتحقّق عاجلًا أم آجلًا ‏إن شاء الله. ‏

أقول لكم اليوم في هذه الذكرى، هذه الأرض لن تُترك، أرض الغجر لن تُترك للإسرائيلي، كما أن أرض ‏مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالتأكيد لن تترك، لكن هنا يوجد حافز إضافي أنه أصلًا لا يوجد نقاش للبنانية ‏هذه الأرض. ‏

بكل الأحوال، أريد أن أختم النقطة الميدانية لأذهب للبحث السياسي، صحيح الإسرائيلي عنده تآكل ردع ‏ولكن ليس لديه تآكل بالوقاحة، هذه عدو وقح جدًا، يعني الآن مثلًا القيامة قائمة واتصالات مع المجتمع ‏الدولي أنه ماذا؟ لبنان يخرق 1701، هو آلاف الخروق الواضحة والمسجلة والمثبتة لا يستحي بها، ‏افترض أنه حصل من لبنان خرق أو اثنين أو ثلاثة، أنا أدعو اليونيفيل أخبروا الشعب اللبناني والعالم من 2006 ‏لليوم الخروق الإسرائيلية برًا وجوًا وبحرًا وما يُدّعى أنه خروق لبنانية غير الموجودة أصلًا، أو إذا كانت ‏موجود فهي عدد ضئيل لا يُعتد به، لكن هو خلص هو يحق له أن يفعل ما يريد، وقلت قبل قليل هو يعتبر أن الدفاع ‏الجوي للمقاومة الذي يمنع المسيرات أن تتجوّل بالجنوب وبالبقاع بشكل أساسي، أن هذا استفزاز، يعني ‏هو يحق له أن يعتدي على بلدنا ويخترق سماءنا وسيادتنا ونحن إذا دفعنا عن أنفسنا ومنعناه فهذا استفزاز، ‏مثل ما قال عن صاروخ الدفاع الجوي السوري الذي دخل في أجواء فلسطين المحتلة ووصل إلى النقب، ‏أصدروا بيانًا أن هذا استفزاز واعتداء سوري بالوقت الذي هم يعتدون على السوريين والدفاع الجوي ‏السوري يدافع عن بلده وأرضه وسيادته ويقدم من ضباطه وجنوده خيرة الشهداء، لكن هذه هي الوقاحة، ‏يتبين ان كل ما قام به منذ 2006 لا شيء، بالاعتداءات التي قام بها، هناك أماكن جرح وقتل، صادر ‏أراضي مثل أرض الغجر ولاحقًا يا غيرة الدين وتقوم الدنيا ولا نريد أن تقعدها أن المقاومة أو حزب الله يضع خيمة في أرض ‏مزارع شبعا، جيد، رأيتم ما قيمة الخيمة، قيمة الخيمة الآن أن تفتح هذا النقاش على مصراعيه، نحن ‏جماعة هدف، كل ما يخدم هذا الهدف سنسير به إن شاء الله بقوة. ‏

الموضوع الأخير هو وضعنا السياسي الداخلي،  في الوضع السياسي الداخلي هناك عدة نقاط: ‏

النقطة الأولى، في الأسابيع الماضية، هذه بدأت قبل الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس لكن بالأسابيع ‏الماضية كبر الموضوع، نشر عدد كبير من المقالات، بالمقابلات التلفزيونية حُكي كثيرًا بهذا الموضوع ‏الذي سأشير له بعد قليل، على مواقع التواصل أيضًا، مما يدل أنه في مكان ما هناك من يقوم بالتوجيه، هذه ‏ليست صدفة أن فلان وفلان وفلان بهذا الحجم الذي حصل. ما الموضوع؟ الموضوع هو اتهام الثنائي، ‏الثنائي الشيعي، الثنائي الوطني، الذي تريدونه، اتهامه أنه من خلال التمسك بمرشحه هو يريد أن يُساوم على ‏مرشحه للحصول على كذا وكذا، أو بشكل آخر هو يدفع باتجاه الفراغ وانهيار مؤسسات الدولة لأنه يريد ‏إعادة النظر بالنظام ويريد إعادة النظر بتركيبة الدولة ويريد إعادة النظر بالحصص الطائفية، لأنه يريد أن ‏يجري تعديلًا دستوريًا، لأنه يريد أن يلغي المناصفة لمصلحة المثالثة وهلم جراً، عندما نقرأ يُصبحون يتكلمون أنه نحن ‏ماذا نناقش وبماذا نفكر وكله ليس له وجود أصلًا، ومقالات ومقالات، نحن نقرأ لنتسلى أولًا ومن جهة ‏ثانية نستفيد، يعطونا بعض الأفكار الجديدة التي لم تخطر على بالنا، وعاملين جو كبير. رغم أنه خلال الأسبوعين الماضيين ‏مسؤولين من أمل ومسؤولين من حزب الله ووصل الأمر أنه نفس الرئيس نبيه بري أن يطلع و يبين ويوضح وينفي ومع ‏ذلك ما زلوا مكملين، نقول لهم يا أخي والله هذا غير صحيح، هذا كذب، ليس له أساس، لا لا أنتم تريدون ‏مثالثة وتريدون تغيير الدستور وتريدون تغيير تركيبة البلد وتركيبة النظام وتريدون أن تلغوا الطائف. أولًا ‏هذا غير صحيح، اسمحوا لي أن أقول أن هذا كذب مقصود. ثانيًا، هذا تضليل، تضليل للرأي العام اللبناني. ‏ثالثًا، لماذا هذا كذب وتضليل مقصود لأن هدفه توتير الجو في لبنان، تخويف السنة أنه انظروا هؤلاء ‏الشيعة... فلنتحدث بشفافية، أكثر طائفة بلبنان تعتبر أن الطائف يعنيها وحقّق لها مكسب كبير هي الطائفة ‏السنية الكريمة، وبالطائف هناك مكسب كبير أيضًا للمسيحيين اسمه الحفاظ على المناصفة بمعزل عن ‏العد، فعندما يقال للسنة ويقال للمسيحيين أن هؤلاء الشيعية يريدون أن يأكلوكم، يريدون أن يعدلوا الطائف ‏ويريدون تغيير تركيبة النظام ويريدون أن يلغوا المناصفة، وكله كذب وافتراء وتحريض، لكن هذا ما ‏هدفه؟ توتير الأجواء، توتير المناخ الطائفي في البلد، لمصلحة من؟ من المستفيد؟ أهذه هي المصلحة ‏اللبنانية؟ أهكذا تعالج الأزمة في لبنان والمشكلة وانتخابات الرئاسة تسير؟  بهذه الطريقة؟ ‏

أحببت أن أضيف صوتي لكم، هذا أصلًا ليس له أساس، فلتقدموا شخصًا قال نريد مثالثة أو نريد تغيير ‏تركيبة الدولة في الوقت الذي أنا أقدم لكم ويمكنكم أن تعودوا إلى الانترنت والتلفزيونات، من يهدد بتغيير ‏تركيبة النظام؟ بعض من يسموا أنفسهم قوى سيادية، من يريد أن يغيّر؟ من يتحدث عن الفدرالية؟ هذا ‏يغير الكيان، هوية الكيان، تركيبته، من يتحدث بالتقسيم؟ من؟ غيرنا، نحن لم نقترب من هذا الموضوع. ‏في بداية الربيع العربي، الشعوب قامت وأجرت مؤتمرات تأسيسية، قمت أنا وتحدثت وقلت أنا أدعو إلى ‏مؤتمر تأسيسي على قاعدة اتفاق الطائف، يا أخي حيث لم نطبق نطبق وحيث هناك ثغرات نسدها، حيث ‏هناك نواقص نطور، قامت القيامة، صحيح أو لا؟ قمت أنا وانسحبت تكتيكيًا، قلة من يفعل ذلك، قلت يا ‏عمي فهمتوننا خطأً سامحونا ولغينا الفكرة، وما زالوا حتى الآن يقولون أنتم دعوتم إلى مؤتمر تأسيسي، ‏توقفنا وانسحبنا وطلبنا السماح أيضًا، أتريدون أكثر من ذلك؟ ‏

يكفي ما قلناه حول هذه النقطة، أنا أحب أن أقول للشعب اللبناني بكل طوائفه نحن لا نريد تغيير الطائف، لأنه ماذا يقال؟ يقال أن الثنائي ‏الشيعي، يحملون على حزب الله أكثر أحيانًا، يريد أن يستفيد من فائض القوة لديه، من سلاحه، من ‏مقاومته، ليفرض تركيبة سياسية وخيارات سياسية على الشعب اللبناني، نحن لم نفعل ذلك في يوم من ‏الأيام، 40 سنة نحن لم نفعل ذلك، والآن أقول لكم نحن لا نفعل ذلك ولا نريد أن نفعل ذلك، والمقاومة هي ‏وسلاحها هي للدفاع عن لبنان ولحماية لبنان وحماية المقدسات والدفاع عن الشعب اللبناني وليس لفرض ‏خيارات سياسية على اللبنانيين. نعم، لأكون واضحًا وصريحًا، هذا حصل منذ زمن، نحن واضحين، هذا ‏السلاح لا يسمح لأن يعتدى عليه، لأن هذا السلاح لحماية لبنان، لأن الاعتداء عليه أكبر خدمة لإسرائيل، ‏أعظم خدمة لإسرائيل اليوم هو المس بسلاح المقاومة، أصلًا هذا المطلب الإسرائيلي الذي يعمل عليه في ‏الليل والنهار والذي افتعلوا من أجله حروب وعدوان وحصار ومؤامرات.‏

إذًا نحن مسألتنا لا مسألة تعديل نظام ولا تعديل دستور ولا تغيير بالطائف. تحبون أن يطبق الطائف يا الله، ‏بقية اللبنانيين يريدون أن يطوروا الطائف نحن حاضرين أن نسير معهم، ماذا تريدون فنحن جاهزين؟ ‏نحن ليس لدينا مطلب ونقاتل من أجله أو نريد فرضه على الآخرين. ‏

النقطة الثانية، أيضًا قالوا بهذه الحملة أن حزب الله يريد مقابل، لأنهم دائمًا يفترضون أن مقابل التخلي عن ‏دعم ترشيح الوزير سليمان فرنجية حزب الله يريد ثمنًا، هم بدأوا غلط، ماذا قالوا؟ قالوا حزب الله يريد أن ‏يحصل على تشريع قانوني لسلاحه، يحصل على تشريع قانون أن هذا السلاح قانوني، أولًا نحن لم نطلب ‏هذا الشيء وثانياً لم يخطر على بالنا وثالثاً لم نطلب شيئًا من هذا ورابعاً هذا ليس مصلحة، ليس مصلحة لبنان ولا ‏المصلحة الوطنية، إذا جاء كل اللبنانيين وقالوا انظروا يا حزب الله، لأن بعض الناس كتبوا أنه مثل الحشد ‏الشعبي العراقي، الحشد الشعبي العراقي مؤسسة رسمية عسكرية أمنية، مؤسسة رسمية، وبالتالي كل ما ‏تقوم به هذه المؤسسة تتحمل الحكومة العراقية مسؤوليته أمام دول الجوار وأمام العالم، هذه مصلحة لبنان؟ ‏مصلحة لبنان على ضوء تجربة 40 سنة أن تبقى المقاومة لديها هذا الهامش، ألا تتحمل الدولة والحكومة ‏مسؤولية هذه المقاومة ووجود سلاح هذه المقاومة، ولذلك أصلًا هذا ليس مطلبًا لنا وإذا عرض علينا لن ‏نقبل به، من الآن أطمئنكم، فضلًا أن يكون ثمنًا نرغب بالحصول عليه، أيضًا هذا شيء آخر. ‏

الأمر الثالث، أن حزب الله يريد ضمانات دستورية وضمانات مكتوبة وضمانات وضمانات وضمانات، أنا ‏حقيقة أتحدث و"زهقان"، من أجل ذلك لم أتحدث كل تلك الفترة، ماذا سأتحدث، الحوار والحوار والحوار، ‏ندق بالماء كلنا معاً. سأجاوب على هذه النقطة بكلام دقيق، صحيح أن الضمانات الدستورية مهمة والضمانات ‏المكتوبة مهمة ولكن نحن لم نطلب شيئًا من هذا ولا أعرف عن أي شيء يتحدث هؤلاء، أنه ماذا يعني ‏ضمانات دستورية وضمانات مكتوبة عن ماذا؟ هذا نحترمه، ولكن نحن الضمانة الحقيقية التي نتطلع إليها ‏ونطلبها هي نفس شخص الرئيس، شخص الرئيس، فلان الفلاني الذي نعرف عقليته ونعرف إرادته ‏ونعرف شجاعته ونعرف وطنيته ونعرف التزامه، بالنسبة لنا الشخص هو الضمانة، بوضوح، نحن بلد ‏شرقي، بالشرق هكذا، تقول لي دولة ونظام ودساتير ومؤسسات كله مهم وعلى رأسي ولكن الشخص، ‏الشخص أساس، بالنسبة لنا الشخص أساس، تريد أن تتحدث معي بشيء آخر أنا حاضر أتحاور معك، أنا ‏لا أطالب بشيء آخر، نحن الثنائي لا نطالب بشيء آخر، نحن مسألتنا مسألة انتخاب رئيس بهذا المقدار، وحتى لسنا ‏نحن من  عرض تسوية رئيس ورئيس وزراء وعملنا النقاش مع بعضهنا، عُرضت علينا، لكن لسنا نحن من عرضه، نحن موضوعنا ‏هو انتخاب رئيس. ‏

لماذا أقول أن هذا موضوع ضمانة؟ باختصار أعود لحرب تموز، بحرب تموز كان هناك انقسام سياسي ‏بالبلد، لا أريد أن  أفتح ملفات قديمة ولكن للتذكير، كان هناك انقسام سياسي حاد، هناك 8 آذار و14 آذار ‏وكلنا نعرف ما طبيعة الوضع كان وأغلبية الحكومة ما كانت، وكان وزراؤنا بالحكومة نحن وأمل وبعض ‏الأصدقاء نقاتل داخل الحكومة، رئيس المجلس أيضًا يقاتل من موقعه كرئيس مجلس ولكن كان هناك ‏ضمانة مهمة جدًا بالحكومة اسمها رئيس الجمهورية، على رأس الطاولة كان هناك رئيس جمهورية اسمه ‏العماد اميل لحود، هذا لا يجب أن يغيب، دائمًا أنا بالمناسبات عندما أصل إلى حرب تموز أذكّر بهذا ‏الموضوع، على رأس الطاولة كان هناك رئيس يقاتل، حتى على التلفزيون شاهدتموه كيف كان يقاتل ‏بعض الوزراء الذين يريدوننا أن نستسلم، لا أريد أن أفتح ملفات قديمة، لا أتحمل أن أفتح هذه الملفات ‏القديمة ولا أستطيع أن أتحمل هذه الذكرى الأليمة في تلك الأيام وما كان يحصل داخل الحكومة اللبنانية ‏وكله مسجّل، شخص الرئيس لحود هو الذي شكّل ضمانة. نحن لاحقًا بموضوع انتخاب الرئيس ميشال ‏عون، أنا ذكرت سابقًا، لا أربح أحد جميلة أبدًا، أصلًا العماد ميشال عون لم يطلب منا أن ننتخبه نحن ‏نتيجة العلاقة والتفاهم وموقف العماد والتيار بحرب تموز نحن بادرنا وقلنا للجنرال عون أنت مرشح ‏طبيعي ونحن سننتخبك، نحن لم نجرِ صفقة، التفاهم هذا كلام عام بنود وكل واحد منا يفسره كما يريد، لم ‏نأتِ مع الجنرال عون وقلنا له نحن ننتخبك رئيس ولكن يجب أن نتفق من الآن من قائد الجيش، من حاكم ‏مصرف لبنان، الحكومة، رئيس الحكومة، الوزارات التي نريدها، السياسات العامة، أبدًا، الرجل مازال ‏حيًا أطال الله بعمره، والإخوان الذين كانوا حاضرين، أبدًا، لم نطلب شيئًا، لا بالسياسات الخارجية ولا ‏الاقتصادية ولا المالية ولا شيء، هناك أناس في لبنان يعتبرون هذه بساطة من حزب الله، يا أخي ماشي ‏الحال نحن بسيطين، أنه نحن أوادم لا تضعون شروطًا. لماذا أخذنا هذا الموقف؟ لأنه كان عندنا ثقة ‏بشخصه وأنا الذي قلت عنه جبل وما زُلت أقول عنه جبل، نتيجة ثقتنا بشخصه أن هذا الرجل لن يغدر ‏بنا، لن يطعننا في ظهرنا، لن يتخلى عن المقاومة فنحن بأمان، كل شيء آخر هو خاضع لمؤسسات الدولة ‏والآليات الدستورية، انتخاب رئيس حكومة، قانون انتخاب، تشكيل حكومة، محاصصة الوزارات، هذا كله ‏آلياته واضحة. نحن كل قصتنا أننا وثقنا بهذا الرجل كشخص، أن هذا شجاع، صلب، لا يخون، لا يغدر، ‏انتهينا، ولذلك نحن 6 سنوات نشعر بأن هذه المقاومة ظهرها آمن، أنا لا أجامل أحد أنا أقول الحقائق التي ‏نحن نشعر بها، ظهرها آمن، أن هناك رئيس جالس في بعبدا لو جاء الأميركي والأوروبي والاسرائيلي ‏هددت لا يطعن بظهر المقاومة، و6 سنوات فخامة الرئيس ميشال عون لم يطعن في ظهر المقاومة، الآن ‏اختلفنا بالموضوع الداخلي، بالنظرة للدولة، اختلفنا على تقييم القوى السياسية هذا بحث آخر، أتحدث ‏بموضوع المقاومة. عندما جئنا دعمنا ترشيح طبيعي، الوزير سليمان فرنجية هو واحد من أربعة التي كان ‏يقال أن هؤلاء هم أقطاب الموارنة، عندما حصل الخلاف وبقي البلد سنتين ونصف معطل كان يقال ‏فليجلس هؤلاء الأربعة ويتفقوا، واحد منهم كان الوزير سليمان فرنجية، سليمان فرنجية ليس شخصية ‏طارئة ولا شخصية غريبة ومن أقطاب الموارنة في البلد. حسنًا، مرشح طبيعي، نظرنا هكذا، رغم أننا ‏بدأنا بالحوار مع صديقنا جبران باسيل وقلنا للبحث صلة ولكن ليس نحن من أوقف الحوار، وقلنا للبحث ‏صلة لكن الإخوان بالتيار كان عندهم موقف حاد وقاسي، أصلًا نحن لم ندعم ترشيح سليمان فرنجية قبل أن ‏نجلس مع التيار ونتواصل مع البقية، لسنا نحن من أخرجه للعلن، نحن ما زلنا نتواصل ونتحدث ونتناقش، ‏صحيح ضمنًا خيارنا أنه هو خيارنا ولكن لم نرشحه ليُقال أننا نفرض رئيسًا على المسيحيين في لبنان، هذا ‏غير صحيح، ذهبنا جلسة واثنين وثلاثة وكنا نضع ورقة بيضاء مثل ما قال الرئيس نبيه بري نفتح باب ‏للتحدث مع بعض ولنتحاور مع بعض ونصل إلى نتيجة. ‏

على كلٍ، موضوع الوزير سليمان فرنجية بالنسبة لنا هي هذه القصة، نحن لم يجلس أحد منا من الثنائي ‏مع الوزير فرنجية وقال له يا معالي الوزير إذا أصبحت رئيسًا نحن نريد منك فلان قائد جيش وفلان حاكم ‏وتلك الوزارات نريدها وهذه القوانين، هذا أبدًا لم يحصل، كل ما يعنينا بهذا الملف أن هناك شخص اسمه ‏الوزير سليمان فرنجية، نحن الثنائي وكثيرون معنا يؤمنون بأن هذا رجل صادق، شجاع، وفي، قبضاي، ‏عنده ركاب، لا يغدر، لا يبيع، وعنده مواصفات أخرى تؤهله ليكون رئيسًا للجمهورية، لا أقول أن هذه ‏المواصفات وحدها كافية، لكن هذه المواصفات بالنسبة لنا، ممكن أن نأتي بواحد مدير وفهيم واقتصادي ‏واستراتيجي وسياسي وفيلسوف الفلاسفة وعبقري العباقرة ولكن ليس لديه ركاب. أعيد وأكرر وأقول نحن ‏يا أخي شريحة كبيرة من الشعب اللبناني لا يحق لنا أن نضيف شرط على مواصفات الرئيس عندما ‏تحدثت بقصة نريد رئيسًا لا يطعن المقاومة في ظهرها؟ ألا يحق لنا؟ هذا حق طبيعي، أنتم يحق لكم أن ‏تضعوا المواصفات التي تريدونها ونحن يحق لنا أن نضع المواصفات وأن نتمسك بهذه المواصفات. ‏

إذًا أيضًا جوابًا على هذه النقطة، نحن لا نبحث لا عن ضمانات دستورية ولا ضمانات خطية ولا شيء، ‏نحن عندما دعمنا هذا الترشيح منسجمين مع أنفسنا تمامًا، مثلما عندما انتخبنا العماد ميشال عون، مثلما ‏عندما انتخبنا العماد اميل لحود ومددنا للعماد اميل لحود، أنا أقول لكم لكل صراحة هناك محل لم نكن ‏دقيقين فيه، البلد كان على حافة حرب أهلية وكذا، هو الانتخاب الذي حصل بينهما تبع المعادلة الخشبية، ‏لكن نحن منسجمين مع أنفسنا الآن تمامًا، وهذه المسألة بالنسبة لنا. ‏

ما زال هناك في هذا الملف كلمتين،  في موضوع الحوار، نحن عندما نكرّر الدعوة إلى الحوار، طبعًا هناك أناس من البداية لا يريدون الحوار، ‏وهناك أناس يريدون حوارًا بشروط، هذا لم يعد حوارًا. نحن عندما نكرّر الدعوة إلى الحوار ونحن نذهب ‏إلى مجلس النواب فقد عُقدت 12 جلسة ولم نصل إلى نتيجة ولن نصل إلى نتيجة، ونحن نقول تعالوا لعقد ‏حوار حتى نصل إلى نتيجة، فيخرج أناس ويقولون هذا فخ، هذا انقلاب، هذا لعبة، قولوا أنكم لا تريدون ‏الحوار. عندما تقول لي حوار بشروط هذا لم يعد حوارًا، الحوار بلا شروط، أنا أقول لك نحن الثنائي وبقية ‏حلفائنا عندما نأتي إلى طاولة الحوار صحيح عندنا اسم واحد هو سليمان فرنجية ولكن سنتناقش، نرى ‏الأسماء التي لديكم، إذا مثل الأسماء التي رأيناها حتى الآن... نتحدّث عن الأسماء، نتحدّث عن الضمانات، ‏نتناقش، يمكن تقنعوننا، يمكن نقنعكم. أما قصة أن نتناقش ولكن ليس هناك سليمان فرنجية، نتناقش بشرط ‏أ، تتخلوا عن مرشحكم، هذا ليس حوارًا، هذا اسمه هناك شخص يريد فرض رأيه على الآخر. ‏

تحدّث الثنائي كثيرًا، والآن إخواننا ملزمين أن أسبوعيًا هناك مناسبات وأسابيع وإطلالات، لا يجرون ‏مقابلات تلفزيونية، يظلوا يتحدثون بالسياسة، عندما يصلوا إلى الملف، الحوار والدعوة إلى الحوار، أنا ‏أطلب من إخواني أنه "خلص" خفّفوا، لا أقول لا تتحدثوا عن الحوار، خفّفوا فقط، لأنه أنتم مللتم من ‏الحديث والناس ملّت من الحديث وأصبح موقفنا واضحًا، الذي يحب أن يجري حوارًا هذا طريق الحوار، ‏لأنه لا يوجد حل إلا أن نجلس ونتفق، لا حل آخر، لا أحد يجبر الآخر، أجرّبنا أن نجلس وتناقشنا وتحاورنا ‏وفشلنا؟ الآن يقول أحد سنفشل، فلنجرّب. ‏

بكل الأحوال، أنا لا أقول أننا لا نريد حوارًا، لكن "خلص" الموقف معروف، عندما يكون هناك استعداد ‏للحوار في البلد نحن اعتبرونا جاهزين للحوار بلا قيد وبلا شرط وفي أي وقت وفي أي زمان وفي أي ‏مكان، ليس لدينا مشكلة بهذا الموضوع. ‏

طبعًا هناك شيء استجد وأعلن عنه أمس رئيس التيار الوطني الحر الأستاذ جبران باسيل، أيضًا أنا أؤكد ‏أنه نعم نحن عدنا ونتحاور، نحن مع الحوار، حوار ثنائي، حوار ثلاثي، حوار جماعي، لأنه ليس هناك حل ‏آخر إلا هكذا. بنهاية المطاف نحن والتيار نجلس ونتناقش ونتفاهم ونأخذ وقتنا، ليس شرطًا أن يلزم أحد ‏الآخر ليأخذ منه جواب أو ليصل لنتيجة بسرعة، البلد على كل حال كله في حالة انتظار وهذا الحراك ‏الوحيد الطبيعي المنطقي اليوم الداخلي، إضافة إلى التحرك الخارجي، لنرى السيد لودريان عندما يأتي إلى ‏لبنان ماذا سيحمل معه ويُبنى على الشيء مقتضاه. ‏

أنا هنا في الحقيقة أريد أن أختم بشيء، للبنانيين أنا أحب أن أقول لهم ما يلي: ‏

للمسلمين والمسيحيين، كل ما يحصل في المنطقة حولنا يجب أن نستفيد منه ونأخذ منه العبرة، نأخذ عبرة ‏من الذي حصل عندنا في لبنان بالحرب الأهلية وقبل الحرب الأهلية وبعد الحرب الأهلية، لا يوجد حل في ‏لبنان، لا الفدرالية هي حل ولا التقسيم هو حل، سمعت أناس على التلفزيونات يتحدثون بحديث صحيح، أن ‏التقسيم هو مشروع حروب أهلية، غداً في كل مقاطعة  في هذا التقسيم من يضمن أنه حتى بهذه المقاطعة ستسود الديمقراطية والحرية واحترام ‏حقوق الإنسان والرأي الآخر!؟ ‏

على كلٍ، هذا البلد خياره ومستقبله ومصيره وشرط وجوده وبقائه هو وحدته، الدولة، مؤسسات الدولة، الحوار ‏بين اللبنانيين، اعتراف اللبنانيين ببعض، احترام اللبنانيين لبعض، ونجلس ونطمئن بعضنا، نحن من ‏جهتنا لا نريد أن نُضعف أحدًا ولا نُريد أن نُنقص أحداً ولا نريد أن نأخذ من حصّة أحد ولا نريد أن نعتدي على أحد، بالعكس أنتم ‏شاهدتم  خلال كل هذه السنوات يُعتدى علينا هنا وهنا وهنا ونصبر من أجل البلد، الذي يريد أن يأخذ البلد إلى ‏حرب أهلية يرتكب جريمة كبرى وستأتي النتائج السياسية أسوأ بكثير. نحن اليوم ما بأيدينا صحيح هناك ‏كثير من المشاكل وكثير من النواقص وكثير من العيوب، لكن لا يوجد حل لمعالجة هذه النواقص وهذه ‏العيوب إلا أن يتحدّث الناس مع بعض ويتفاهموا مع بعض ويتنازلوا لبعض ويصلوا إلى نتيجة. نحن ‏بالموضوع الداخلي منفتحين جدًا، هناك أناس يتبعوننا على سلاح المقاومة، هذا موضوع بالنسبة لنا إذا هذا ‏هو الشرط معنى ذلك هنالك مشكلة، نحن بموضوع المقاومة صحيح، نحن موافقين أن نناقش ‏بالإستراتيجية الدفاعية ولكن هذه الدعوات أن سلاح المقاومة، من قال أن سلاح المقاومة هو بالحقيقة ‏أولوية عند الشعب اللبناني، كثر من هؤلاء السياسيين يتحدثون بشكل خاطئ، كثر من وسائل الإعلام ‏يتحدثون بشكل خاطئ، كتاب مقالات ومواقع إلكترونية مُوجّهة، هناك استطلاعات رأي أُجريت قبل ‏الانتخابات ومن مراكز ليس لنا علاقة بها، نحن حصلنا عليها، ولم تنشر في وسائل الإعلام، ودخلوا قضاء ‏قضاء وسألوا اللبنانيين من كل الطوائف ومن كل المناطق ومن كل الأقضية، ما أولويتكم؟ الوضع ‏المعيشي والاقتصادي والمالي، اثنين الفساد، ثلاثة أربعة خمسة ستة، آخر شيء لأنه يسألونهم عن المقاومة ‏وسلاح المقاومة فتجد 1%، لكن لتصل النوبة لسلاح المقاومة هناك عشر درجات قبل أو ثمانية درجات ‏قبل. هؤلاء السياسيين الذين يتحدّثون يتحدّثون عن هواجسهم ومشاريعهم هم، ما يعجب الأميركي وغير ‏الأميركي، لن أقول أكثر من ذلك، دعوا موضوع المقاومة جانبًا، لا تخلطوا، نحن لن نستخدم المقاومة ولا ‏قوة المقاومة ولا سلاح المقاومة لفرض أي خيار سياسي في الداخل. أقول شيئاً، في 7 أيار واحدة من الأشياء التي أدّت ‏إلى زعل بيننا وبين التيار الوطني الحر أنه نحن عندما قيل يجب أن ننهي هذا الوضع – عندما جاء الوفد ‏العربي- قلنا له نحن فلتتراجع الحكومة عن قرارها الذي أخذته بموضوع سلكي المقاومة وليس هنالك ‏مشكلة، موضوع المطار كان ثانويًا، كثر من كوادر التيار الوطني الحر عتبوا علينا وزعلوا وكتبوا ‏وهاجموا أنه كان يجب أن نطالب بالعماد ميشال عون رئيس للجمهورية، أنا اليوم أريد أن أكشف سرًا، ‏هذا حصل عندما كانت الوفود كلها في الدوحة وكان العماد ميشال عون بالدوحة وكان أخونا الحاج أبو ‏حسن رعد والوفد معه بالدوحة،2 وأنا أرسلت رسالة خطية للعماد ميشال عون عن طريق الإخوان والعماد ‏ميشال عون هو الذي قال لهم لجماعة التيار "حلو عنن للجماعة"، بكل بساطة ماذا كانت القصة بالنسبة ‏لنا؟ أن هذا الموضوع ليس له علاقة بالخيارات السياسية، أنا لا أريد مكسبًا سياسيًا، لا أريد أن أفرض ‏رئيس جمهورية على أحد، كنا جدّيين بانتخاب العماد عون وبقينا سنتين ونصف معه معطلين الانتخابات، هذا صحيح، ‏لكن نحن لم نقبل أن نضع انتخاب العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية بمؤتمر الدوحة لأن هذا الموضوع ‏مختلف، نحن حملنا السلاح لنحمي المقاومة وليس لنفرض رئيسًا للجمهورية. والآن أعود وأقول لكم، لا ‏نُريد أن نفرض رئيسًا للجمهورية ولا تغيير في تركيبة النظام ولا تغيير بالدستور ولا تغيير بالطائف ولا أي ‏خيار سياسي بالقوة على أحد في لبنان، أياً تكن القوة التي لدينا أو قد تكون لدينا في المستقبل، نحن خيارنا ‏المشاركة والتفاهم والتعاون لأن لبنان لا يقوم إلا هكذا. ‏

حمى الله لبنان وحماكم جميعًا وحفظكم جميعًا وإن شاء الله في الأيام القادمة، أيام محرم، نتحدث ونخطب، ‏وبالمناسبة نعود ونتحدث أكثر في 14 آب يوم الانتصار الإلهي التاريخي الإستراتيجي إن شاء الله. ‏

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏

لبنانالسيد حسن نصر االله

إقرأ المزيد في: فصل الخطاب

التغطية الإخبارية



 

مقالات مرتبطة