#فارس_القدس
مساعد العميد قاآني لـ"العهد": سنواصل دعم أحرار العالم
طهران - العهد
في الذكرى السنوية الأولى لشهادة قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الحاج أبو مهدي المهندس، يواصل موقع "العهد" الاخباري تغطيته الخاصة للمناسبة ضمن ملف "فارس القدس". في هذا الاطار، أجرى مراسل "العهد" في طهران مقابلة مع العميد رستم قاسمي، وهو من الشخصيات الرئيسية في "فيلق القدس"، ومساعد العميد إسماعيل قاآني، القائد الحالي للفيلق، بعدما كان مساعدًا للفريق سليماني سابقًا. قاسمي تسلّم، أيضًا، في حكومة الرئيس أحمدي نجاد، حقيبة النفط، كما ترأّس، لسنوات عدّة "مقرّ خاتم الأنبياء للبناء"، التابع لحرس الثورة، والذي فرضت واشنطن عقوبات عليه.
ـ بداية، كيف تعرفتم على الحاج الشهيد؟
الفريق الشهيد قاسم سليماني، كان من كبار القيادات في فترة الدفاع المقدس وقائد الفرقة 41 ثار الله (محافظة كرمان جنوبي ايران). وتعود معرفتي به إلى سنوات الحرب المفروضة، وبعدها وإبان قيادتي لمقر خاتم الأنبياء للبناء، تعززت علاقتنا في ضوء الاستراتيجيات العملياتية للحاج قاسم في بناء البلاد. وبعد توليه قيادة فيلق القدس، فتحت صفحة جديدة من التعاون والعمل المشترك بيننا بسبب المناصب والمواقع التي تقلدتها. وقد مهدت هذه الحقبة التي أسميها حقبة البزوغ المؤثر لمحور المقاومة، لتوطيد معرفتي ومودتي للحاج قاسم. وطيلة هذه السنوات وحتى استشهاده، استمر هذا التواصل والتعاون، وكنت بوصفي مساعده للشؤون الاقتصادية، أقدم الدعم والمساعدة للحكومة الايرانية للمضي قدما في البرامج الاقتصادية العامة، ومن جهة أخرى، كنت أتابع القضايا الاقتصادية لمحور المقاومة.
ـ بماذا تصفونه؟ وما هي أبرز ميزاته؟
قيل الكثير عن سماته العرفانية والشخصية. وهنا أريد أن اعتبر انه حاكم مقتدر وفاضل متمسك بمبادئ الفضيلة والأخلاق. إن أسلوبه في الإدارة كان دقيقًا وذا وقع ومفيدًا لدرجه أنه يمكن اعتماده كمدرسة مؤاتية للإدارة، وحتى تدريسها في الجامعات. وبتقديري، يمكن الإشارة إلى عشر سمات وخصائص مفتاحية في أسلوبه للإدارة:
1ـ القوة والمتانة في الإدارة.
2ـ قائد نزّاع إلى التطوير وتغيير البنية التحتية وأساس موقع العمل.
3ـ الصداقة المتلازمة مع الحزم في الإدارة والرؤية الأخلاقية والانسانية للإدارة وإيلاء الأهمية لأرواح البشر.
4ـ التفكير العابر للجهوية والفئوية وقبول الولاية والقدرة على الاستقطاب الهائل والقوة الطاردة بحدها الأدنى.
5ـ الإشراف والإلمام الاستخباراتي الواسع ولم يكن يتخذ قرارًا ما طالما لم يكن ملمًا ومحيطًا بالأمر.
6ـ تقدُّمه على الآخرين في الساحة والميدان والبسالة والتضحية الفردية. لم يكن مديرًا للدائرة والأركان. تقبّل المخاطر والمجازفة والتقدم على الخطر. وكان يقتحم الخطر في صميمه متقدمًا على قواته
7ـ الحزم وحتى العنف الإداري في تنفيذ البرامج والخطط والقرارات العملياتية.
8ـ بطل الدبلوماسية الرسمية والعامة.
9ـ إدارة التنوع وعدم التجانس؛ وكان في الكثير من الأحيان يجمع أشخاصًا لا تربطهم قواسم مشتركة إطلاقًا، تحت راية واحدة.
10ـ الإيمان بالأمة الإسلامية وحماية وصون السيادة الوطنية للبلدان الاسلامية.
ـ وحدة المسلمين والقضية الفلسطينية كانت همًا يعايشه يوميًا، ماذ تخبروننا عن هذا الجانب؟
لقد سلّم العالم بأسره تقريبًا، بأن تسوية معظم قضايا الشرق الأوسط وحتى العالم، رهن بتسوية القضية الفلسطينية. ومن جهة أخرى، يجب التسليم بأن معالجة هذه القضية رهن بقوة الدول الاسلامية والتناغم والتكاتف في هذا المجال. ونشاهد للأسف أن الفرقة التي يبثها البعض تسفر عن انشقاقات وانقسامات في مواقف البلدان الاسلامية من القضية الفلسطينية، وهذا الأمر يستغله الكيان الصهيوني، للتقليل من شأن وأهمية القضية الفلسطينية. ولهذا الغرض، يجب الأخذ بعين الاعتبار عدة نقاط:
* كانت وما زالت مقاربتنا على مدى الأعوام المائة الأخيرة واضحة ومحددة؛ كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة. إن الفرقة والخلاف بيننا نحن المسلمين، أمر طبيعي، لكننا يجب أن نركز على القواسم المشتركة، في خطوة لبناء الوحدة. وقد أثبت الشهيد سليماني أنه يمكن أن نكون متحدين ومتناغمين ومتعاضدين في سبيل تحقيق الهدف.
* طالما لم نبن مجتمعات واقتصادات قوية ورصينة، فلن نكون قادرين عمليًا على إشغال موقع حاسم ومصيري في الحسابات والمعادلات الدولية. الأمر الذي كان الشهيد سليماني يركز عليه. إن بناء مجتمعات البلدان الاسلامية المقتدرة والقوية، كان أمنية وحلم هذا الشهيد وجميع المسلمين المهتمين.
ـ لفيلق القدس أيادٍ بيضاء في العديد من الأماكن من العالم، ما الذي يمكن أن تكشفوه لنا في هذا المجال؟
الخطوط الحمر، للنشاطات الاستشارية الايرانية في ميدان المقاومة، هي اثنان:
أولا - أينما يحل نظام الهيمنة، لممارسة الاستعمار والظلم والجور ضد الشعوب، فإن نظرة قوة القدس هي متابعة دعم أحرار العالم والصامدين بوجه هذه الممارسات الجائرة، لكن وقبل الحديث عن الإمكانات المادية والملموسة والأيادي المنتشرة في أقاصي المعمورة، فمن الأفضل أن نتحدث عن الأفئدة التي تهوي إلى هذه القوة.
ثانيًا - التأكيد على حماية وصون السيادة الوطنية لجميع الدول لا سيما الإسلامية منها. فنحن في جبهة المقاومة، نعمل على بناء التضامن والتكاتف، لأن استقرار المنطقة رهن بقوة واقتدار جميع البلدان.
ـ محور المقاومة اليوم بات أكثر قدرة، ما هي علائم هذه القدرة؟
تغطي مظاهر وعلائم وبزوغ قوة محور المقاومة في المنطقة، نطاقًا منوعًا ومتعددًا للغاية. وما يحظى بالأولوية والأفضلية والمقدم على كل أمر آخر، في هذا المضمار، هو ترسيخ وتثبيت الإيمان بريادة المقاومة على المضي قدمًا نحو الأمام. وثمة تعبير مهم واستراتيجي للغاية لآية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ورد في رسالة سماحته بمناسبة اليوم العالمي للقدس في العام الفائت ألا وهو: "اليوم تظهر نشاطات منوعة من الجهتين في ساحة النضال، مع اختلاف أن جبهة المقاومة تمضي قدما بقوة وأمل متنام واستقطاب متزايد لعناصر القوة، وعلى العكس، فإن جبهة الظلم والكفر والاستكبار، تنحسر يومًا بعد يوم وتصبح أكثر خواء ويأسًا وعجزًا."
إن هذا التعبير الاستراتيجي، هو تجسيد لهذا الواقع الميداني وثبت اليوم وبعد السنوات العصيبة، فاعلية أسلوب المقاومة على أرض الواقع. إن الواقع الملموس لهذا الأمر، تمثل في زوال الحكم الهمجي الذي صنع على يد التيارات العبرية والغربية وبعض دول المنطقة أي "داعش" في العراق وسوريا. وكان الامريكيون قد وظفوا استثمارات هائلة لإيجاد "داعش" وتوسيعها، وكان مطلبهم في حده الأدنى هو تغيير خارطة المنطقة والقضاء على تيار المقاومة. لكن هذا المشروع المتضخم، انهار أمام قوة محور المقاومة. وتمثل هذه النتائج السياسة الخارجية المهزومة للولايات المتحدة الأميركية التي ألقت بظلالها الثقيلة على الانتخابات الرئاسية الامريكية الأخيرة وأسهمت في سقوط ترامب. فكر المقاومة سيسهم مستقبلًا بلا شك في تسجيل المزيد من الانتصارات.
ـ هل بات جيش العشرين مليونًا أمرًا واقعًا بعد طلب تأسيسه من قبل الإمام المقدس رضوان الله عليه قبيل انتصار الثورة من أجل تحرير فلسطين؟
إن الحرب التي فرضها نظام صدام على الثورة الاسلامية، بوصفها جزءًا من مخطط تيار الهيمنة ضد الجمهورية الاسلامية، شكلت النقطة التي تولدت منها مؤسسة تعبئة المستضعفين المقدسة وجيش العشرين مليونًا، بيد أن هذه الحركة العظيمة، كانت ترسم منذ البداية آفاقا رفيعة للغاية. لكن لا يجب نسيان أن تعبير جيش العشرين مليونا جاء لا للتأكيد على العدد، ولا بهدف تشكيل جيش كلاسيكي، بل للتركيز على الجاهزية العامة للذود عن القضايا والتطلعات الاسلامية وتحقيقها، واليوم، فإن نقطة الحركة تلك، وذلك الهدف من جيش العشرين مليونا، تحول من خلال استقطاب القلوب والأفئدة إلى عدد أضخم وأكثر بكثير ولا يقتصر على بلد أو عدة بلدان، والمؤكد أن هذه القناعة، ستدوم حتى تحرير القدس الشريف.
7ـ أخيرًا، بماذا تعدون الحاج قاسم اليوم من موقعكم في قيادة الفيلق الذي أفنى عمره الشريف فيه؟
العام الذي مضى بعد استشهاد الحاج قاسم كان بالنسبة لي ولكل المحبين لهذه الشخصية العظيمة، عامًا عصيبًا ومريرًا. رغم أن أثر وقوة الشهيد سليماني، لا يقلان عن زمن حياته المادية، لكن فقدانه وخسارته لهما بطبيعة الحال صعوباتهما الخاصة على أصدقائه. وكما أسلفنا، فإن الحاج قاسم كان قد نال هذه المنزلة النبيلة والرفيعة من خلال سيره على طريق تحقيق الأهداف الكبيرة والإلهية وباخلاص وتفان منقطعي النظير وإن أهم وعد وعهد يمكن أن نقدمهما لهذا الشهيد الشاهد والناظر هو وعد الصمود والثبات على طريقه ومواصلة السير لبلوغ تلك الأهداف السامية.
إقرأ المزيد في: #فارس_القدس
09/01/2021
صانعُ المعجزات على طريق فلسطين
03/01/2021