#فارس_القدس
المتحدث باسم الخارجية الايرانية لـ"العهد": سر نجاح الحاج قاسم هو إيمانه بقوته ومعرفته بطبيعة العدو
طهران ـ مختار حداد
بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لاستشهاد الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج ابومهدي المهندس ورفاقهم الابرار التقى موقع "العهد" الاخباري السيد سعید خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية وفيما يلي نص الحوار:
ـ بعد استشهاد الفريق سليماني أعلنت الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الهدف الاساس هو إخراج القوات الامريكية من غرب آسيا، وبعد مرور عام على استشهاده أين هو نفوذ واشنطن في المنطقة اليوم؟
* إن واقع المنطقة، من أفغانستان إلى الخليج الفارسي وسوريا، يظهر أن عملية طرد الامريكان تتسارع يوما بعد يوم. كان الامبركيون يعتقدون أنه باستشهاد الفريق سليماني ستندثر المقاومة، إذ تظن الجبهة الأمريكية أساسا أنه باغتيال الاشخاص يمكنهم إيقاف الرأي العام ومحاربة الظلم. لقد رأينا عبر التاريخ المعاصر أن هذه السياسة كانت غير ناجعة. في لبنان شهدنا استشهاد السيد عباس الموسوي، ولكن من قلب المقاومة نفسها نهض السيد حسن وواصل درب الشهيد الموسوي بجدية وقوة. في فلسطين حاولوا القضاء على قادة النضال ومنهم الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بينما رأينا بعد استشهاده تزايد شعبية الفصائل الجهادية. كما حدث ذات الشيء في أفغانستان والعراق ودول أخرى. يقول المثل الشعبي العربي «الغريق يتشبث بكل حشيش» وينطبق هذا المثل على حاضر الأمريكيين فحالهم كمن يعيش حالة من الغرق ويستنجد بأي شيء للنجاة. تراهم في أحد الأيام يقدمون على تنفيذ الاغتيالات، ويوم ما على الاحتلال، ويوم ما يفرضون عقوبات، وفي يوم آخر يفعلون كل ما في وسعهم لتحقيق مآربهم. لم يكن وضع الأمريكيين عند شعوب المنطقة والعالم بهذا السوء من قبل. أصبحت التكلفة التي يتحملها دافعو الضرائب الأمريكيون من أموالهم تثقل كاهلهم، وباتت مستنقعا بالنسبة لهم.
ـ كانت علاقات الشهيد سليماني مع المجال الدبلوماسي واضحة جداً، خصوصاً في التطورات في سوريا، كيف تصف هذا الأمر؟
* لطالما كانت الأنشطة والحضور الميداني والدبلوماسي جناحي الحركة الإيرانية وسرّ نجاحات جبهة المقاومة بعد الثورة. منذ أيام الحرب المفروضة وحتى مفاوضات القرار 598 إلى البوسنة والمقاومة في أفغانستان ولبنان، وحتى اليوم نجحنا عندما كان هذان الجناحان يحلقان معاً. كان الحاج قاسم سليماني يدرك ذلك جيدا وطبقه بشكل عملي. وهذا هو الامر الذي جعل الشهيد يكسب أفضل العلاقات مع الجهاز الدبلوماسي والدبلوماسيين لاسيما الدكتور ظريف.
ـ صبّ الشهيد الفريق قاسم سليماني جميع طاقاته في سياق مواجهة المؤامرات الامريكية، كيف حقّق هذا النجاح وتمكّن من التصدي للمزاج المتغطرس لأمريكا؟
* كان للثورة الاسلامية الإيرانية جانب سائد في مناهضة الهيمنة والغطرسة والاستكبار والنضال والمقاومة ضد استخدام القوّة على الساحة الدولية. الحاج قاسم كان ابن هذه المدرسة. إن طبيعة أمريكا والصهيونية هي هذه الهيمنة والإكراه، ولو تساءلت ماهو تجسيد "الكذب والغطرسة" على الساحة الدولية، يكون الجواب هو الأمريكيين. رغم كل ما فعلوا على مدى السنوات الأخيرة، فقد كذبوا أولاً ونشروا الشائعات والفبركات الإعلامية، ثم دخلوا بالقوّة. بالضبط هذا ما فعلوه في العراق وسوريا وأفغانستان وأماكن أخرى. بالطبع، فقد حاولوا دائمًا صتاعة صورة أنهم أقوياء في أذهان دول المنطقة من أجل تنفيذ مآربهم. كانت رسالة الثورة الاسلامية في ايران أن هؤلاء ليسوا أقوياء، وكان الحاج قاسم يؤمن بذلك، و
ـ في الذكرى الأولى لاستشهاد القائد الحاج قاسم سليماني و رفاقه، ما الإجراءات الدبلوماسية التي تم اتخاذها حتى الآن لمحاكمة المجرمين دوليا ومتابعة هذه القضية على المستوى الدولي؟
* الجهاز الدبلوماسي يتماشى مع توجيهات وأوامر قائد الثورة، وكذلك قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي منذ يوم هذه الجريمة الإرهابية وخلال العام الماضي بعضوية فاعلة ودور مستمر في الهيئة القضائية المختصة بالموضوع وبحضور مختلف الأجهزة يستخدم القضاء في الجمهورية الإسلامية الإيرانية كامل قدراته في المجالات السياسية والقانونية والدولية والعامة والإعلامية للاضطلاع بمسؤولياته الكامنة والمهام الموكلة إليه بما يتماشى مع الإدانة العالمية ومتابعة الملاحقة السياسية والدبلوماسية والقانونية الدولية في إطار جريمة اغتيال الشهيد سليماني.
الكشف عن طبيعة هذه الجريمة في سياق إرهاب الحكومة الأمريكية لاسيما أنها حصلت بأمر مباشر من أعلى مسؤول سياسي في الحكومة الأمريكية، وضرورة تعريف العالم بدور وتضحيات الشهيد قاسم سليماني في مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة. يجب أن تكون حكومات وشعوب العالم، خاصة في منطقة غرب آسيا إلى أوروبا وامريكا، ممتنة لتضحية وشجاعة الشهيد سليماني.
من أبرز مجالات التي تلعبها الدبلوماسية، لا سيما في الساحتين العامة والإعلامية، مواجهة الحرب النفسية والدعاية لجبهة الغطرسة العالمية والكيان الإرهابي الصهيوني لاستبدال الضحية والمجرم والظالم والمظلوم والقمع وإرهاب الدولة بالقائد وبطل مكافحة الإرهاب والتطرف.
و تمكّنت الجهاز الدبلوماسي من تحقيق المحاور التالية:
ـ إدانة جريمة إرهاب الدولة الأمريكية من قبل الحكومات والشعوب الحرة في العالم، وتوضيح المسؤولية المباشرة للحكومة الأمريكية في ارتكاب الاغتيالات الهادفة خصوصاً تلك التي تتم باستخدام الطائرات بدون طيار.
ـ إيضاح المسؤولية الجنائية لمرتكبي والآمرين بهذه الجريمة ومساعديهم والمشرفين عليها، وطلب ملاحقة المجرمين ووضعهم في أيدي العدالة.
ـ حضور فاعل للجهاز الدبلوماسي في عشرات الاجتماعات المتخصصة المشتركة مع المؤسسات القضائية وغير القضائية المحلية في البلاد لتعزيز أنشطة الدبلوماسية الخارجية بالتنسيق والتوسع مع المجال الداخلي.
ـ الدور الفعال للدكتور ظريف كوزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الصدد على الساحة السياسية والعامة ـ من خلال تبني المواقف وتخصيص جزء مهم من لقاءاته ومباحثاته الهاتفية مع نظرائه ورؤساء المنظمات الدولية لبحث جريمة اغتيال الشهيد سليماني.
ـ الإجراءات السياسية والقانونية عن طريق إرسال وتسجيل 5 مذكرات سياسية وقانونية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأمينه العام، كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة.
ـ أكثر من 100 محادثة بين بعثات الجمهورية الإسلامية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية في نيويورك وجنيف وفيينا وبكين (شنغهاي) مع المسؤولين ورؤساء هذه المنظمات وتقديم معلومات وثائقية للممثل الخاص للأمم المتحدة مما أدى إلى بذل جهود دبلوماسية كبيرة الى الاعلان من خلال تقرير مستقل وحيادي أن اغتيال الشهيد سليماني ورفاقه غير شرعي وانتهاك لحقوق الإنسان.
ـ الجهود الدبلوماسية للبعثات السياسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج من ضمن إجراء 750 لقاء ومشاورة مع مسؤولي الدول الأجنبية.
ـ عقد 10 اجتماعات على مستوى رؤساء الدول المعنية، و 40 اجتماعا على مستوى الوزراء ونواب الوزراء، و 30 اجتماعا على مستوى مساعدي الوزراء، و 550 اجتماعا مع مسؤولي الدولة والعسكريين والبرلمانيين والحزبيين.
ـ تنكيس الاعلام في 140 بعثة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الخارج كعلامة حداد وافتتاح النصب التذكاري للشهيد الحاج قاسم سليماني وخلق فرصة للتعاطف والتعازي للشعب والنخب في مختلف البلدان مع حكومة وشعب إيران.
ـ اقامة 200 حفل تأبين بمشاركة اشخاص ومسؤولين من دول اجنبية رغم تفشي فيروس كورونا.
ـ نشر 800 مقال وموضوع في الفضاء الواقعي والافتراضي لتوعية الرأي العام في الخارج حول اغتيال الشهيد.
ـ إرسال 80 مذكرة رسمية ودبلوماسية لمسؤولي الدول وإرسال 10 مذكرات رسمية لطلب التعاون القضائي الأجنبي للدول الأجنبية.
ـ إجراء 150 مقابلة تلفزيونية وإذاعية وصحفية لممثلينا وسفرائنا في الخارج لشرح القضية وأبعاد الجريمة.
وتعد هذه القضية من أولويات خطط وتحركات وإجراءات وزارة الخارجية، و
أبو مهدي المهندسقاسم سليماني#فارس_القدس
إقرأ المزيد في: #فارس_القدس
09/01/2021
صانعُ المعجزات على طريق فلسطين
03/01/2021