هاشتاغ
#جماعة_82: افتتاحية احياءات يوم الشهيد
ليلى عماشا
تفيضُ أيام المقاومة بالذكريات. ولو شئنا ربط كلّ يوم باسم شهيد، لن يكفي عام واحد، ولا تكفينا الأعمار. لذلك، نتجهز لإحياء يوم شهيد حزب الله في ١١/١١ من كلّ عام بكلّ ما أوتينا من حبّ وامتنان وعزّ. هو يوم يأخذنا إلى الحيّز الأنقى من تاريخنا الحديث، ويضعنا في محضر قافلة النور والثورة. يوم يسمّرنا أمام أعين الذين صاروا "أحياء عند ربّهم"، ويمسح على قلوبنا إذ يسمح لها بولوج غار الطهر الذي يحوي أسماء الشهداء وسيَرهم، وحكاياتهم التي كلّما شربنا من مائها قطرة، ازددنا عطشًا وحياءً، وازددنا حياةً. أليسوا أحياءً فينا؟
على سبيل افتتاح فعاليات إحياء يوم الشهيد، حضر "جماعة ٨٢" في ملفّ متكامل يجمع ما تيسّر من سيَرهم وحكاياتهم ومآثرهم. أخذوا بأيدينا إلى حيث البداية، البداية التي في حينها سُمّيت بالمغامرة وبالجنون، والتي ظنّ بعض معاصريها أنّها حماسة سرعان ما ستنطفىء، وتجربة لا بدّ ستفشل. وبالنظر إلى الحيثيات "الواقعية"، كان الانتصار حلمًا مستحيلًا إذا ما اعتمد الرائي على حسابات أهل الدنيا. لكنّهم كانوا رجالًا من أهل الحقّ، فاختلفت معاييرهم، وبها صنعوا الفارق العظيم بين أمس كان فيه العدو جيشًا لا يُقهر، وحاضر يقف فيه ذاك الجيش "على اجر ونص".
ما كان مستحيلًا تحوّل بهمّة "جماعة 82" إلى بداية تشكّل فيها زمن الانتصارات، واشتدّ عوده حتى صار معيار الأزمنة والقاعدة التي تخضع لها كلّ الحسابات.
لهذا، كان ملف "جماعة ٨٢" هو البداية الإحيائية للمناسبة، ولهذا أيضًا تفاعل جمهور المقاومة مع العنوان الذي تحوّل إلى وسمٍ متصدّر على منصات التواصل، بشكل جمع القلوب حول مرحلة أجمل ما فيها أنّها لم تنقضِ ولم تنتهِ، بل اتسعت لتبلغ كلّ تفصيل في أيامنا، ولتضع شيئًا من نورها في كلّ زوايا يومياتنا.
جُمعت القلوب بالأمس حول الصور، حول الأسماء وحول السّيَر. حضر الشهداء الأوائل قمرًا قمرًا، وتحلّقت حولهم الأرواح، تصغي إلى حكايات بلون العشق الذي لا يزول ولا يُزال، وإلى أناشيد الزمان الأوّل وشعاراته التي أعادت تشكيل مفهوم المستحيل. لم يهدأ الوسم طيلة النهار واللّيل. كان يحضر في كلّ ثانية مزيّنًا بصورة تقدّم رسم شهيد وتهدي أعيننا برهة من دمعٍ يروي ومن حبّ يشفي القلوب المتعبة.
بانتظار يوم الغد، يوم شهيد حزب الله، رأينا قلوب أهل المقاومة وهي تتوضّأ بالحنين كي تصل إلى ١١/١١ حاضرة نقية، ملأى بما بلغها من عشق يتواصل جيلًا بعد جيل؛ فالمسيرة التي رسمت لنا طريقًا إلى التحرير عام ٢٠٠٠، وإلى النصر الإلهي في تموز ٢٠٠٦، وإلى نهر الانتصارات ضد الإرهاب التكفيري، هي خيوط شعاع من شمس واحدة هي المقاومة، وهي ماء مرويّ بالدم الشريف وبالدمع وبالتعب الجميل، ماءٌ مطهّر يسقي عطاشى الأرض، ويشبع التراب بالحرية. هذه المسيرة، التي لم تتوقف، تمنحنا جميلًا يضاف إلى سيل عطاءاتها، فتهبنا أن نقف في يوم الشهيد في حضرة نورها، وأن نتعرّف، في كلّ مرّة أكثر، على طهر أهلها، الرواد واللاحقين والشهداء والمنتظرين.
إقرأ المزيد في: هاشتاغ
18/09/2024
أكثر من أي يوم مضى.. #مع_المقاومة
26/08/2024