خاص العهد
إحياء الذكرى الـ 48 ليوم الأرض في تونس: فلسطين عربية ولا بديل عن البندقية
من شارع الحبيب بورقيبة في قلب العاصمة التونسية انطلقت هتافات التونسيين للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية وبنصرة غزّة التي تتعرض لكارثة العصر الصهيونية. ففي ذكرى يوم الأرض كان الموعد مع فلسطين مرة أخرى ومع غزّة قلب النضال العربي، ومن العاصمة التونسية إلى مختلف الولايات انطلقت صرخة تونسية واحدة للعالم كله بأن تونس باقية على العهد ولن تحيد عن النضال من أجل فلسطين وأرضها المباركة. وطالب المتظاهرون بطرد سفراء الدول المتواطئة في الإبادة الجماعية.
وأصدرت وزارة الخارجية التونسية بيانًا بالمناسبة أكدت فيه أن الذكرى الثامنة والأربعين ليوم الأرض تخلد بطولات الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب والبطش الصهيونية الغاشمة. وأكد البيان أن تونس تقف قيادة وشعبا اجلالا واكبارا لصمود الشعب الفلسطيني الذي يتصدّى ببسالة لغطرسة وطغيان الكيان المحتل في ظلّ صمت مريب ومخز للمجتمع الدولي.
كما شهد العديد من الولايات التونسية فعاليات عديدة تضامنية مع غزّة بتنظيم من الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات أخرى مثل "الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع" ومركز دراسات أرض فلسطين.
وأكد فريد العليبي الاكاديمي والأستاذ الجامعي لـ"العهد" الاخباري أن احياء يوم الأرض بالمنستير جاء من خلال ندوة نظمها الاتحاد العام التونسي للشغل تحت عنوان "فلسطين في مواجهة حرب الإبادة".
وقال إن مداخلته تمحورت حول عدة مسائل منها "ما هي الحرب عامة وما هي حرب الإبادة الجماعية؟". وتمّ تناول مفهوم الحرب عند الفلاسفة ثم المرور إلى أنواع الحروب والتمييز بين الحرب العادلة وغير العادلة، والحديث عن مواقف الفلاسفة بخصوص الحرب إجمالا، وصولا إلى ما يجري اليوم في فلسطين وغزّة باعتباره حرب إبادة جماعية، باعتراف المقررة التابعة للأمم المتحدة. فما يجري في فلسطين هو حرب إبادة الجماعية. ويتابع محدثنا: "وطرحنا التساؤل حول السبل لمواجهة حرب الإبادة والتي يمكن أن تكون قانونية، ولكن بشكل رئيسي تكون بالتضامن العربي مع الفلسطينيين والتضامن العالمي الكوني الذي يؤدي دوره على النحو الذي يمكن خلاله للضغوط المختلفة أن تجبر الكيان الصهيوني على إيقاف حرب ابادته الجماعية للشعب الفلسطيني".
علي بن يوسف الحربي الكاتب العام المساعد المسؤول عن التكوين النقابي والأنشطة الثقافية قال إن يوم الأرض من المناسبات الهامة في تونس للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي ما زال يقاوم ويصمد ويكافح رغم جرائم الاحتلال الصهيوني المدعوم من قوى الاستكبار العالمي. وأضاف: " هذا الشعب الصامد مهما قدمنا له في مثل هذه المناسبات وغيرها فإننا نشعر بأننا مقصرون ويمكن أن نعطي أكثر مما أعطينا ويمكن أن نتجمع لنقوم بأعمال وتنظيم فعاليات أقوى لقضيتنا الفلسطينية التي هي قضية مركزية لنا في الاتحاد التونسي للشغل وفي أدبياته وفي قانونه الأساسي ولم تغب يومًا عن المؤتمرات النقابية ولا عن لوائحنا ". وتابع قائلًا: "نلتقي هنا في إطار مواصلة ما بدأنا به سابقًا وكلنا ايمان بأنه سياتي اليوم الذي نفرح به يومًا نحن أجيال التحرر الوطني الفلسطيني والعربي لبناء سيادة وطنية في أقطارنا العربية وبناء حلمنا العربي في وطن حر ومستقل لا ظلم فيه".
كما نظم الاتحاد الجهوري للشغل بصفاقس ندوة فكرية أكد خلالها المشاركون أن يوم طوفان الأقصى يتميّز عما سبقه من حروب مواجهة ضدّ المحتل. وقال الباحث عابد الزريعي: "نلتقي اليوم في ظلّ لحظتين تاريخيتين وهما الذكرى الـ 48 ليوم الأرض والاقتراب من نهاية الشهر السادس لطوفان الأقصى".
وقال إن طوفان الأقصى لحظة نهوض وطني وتاريخي ضدّ المشروع الصهيوني تمامًا مثلما كان يوم الأرض منذ 48 عامًا لحظة نهوض وطني ضدّ الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن طوفان الأقصى جاء في اللحظة غير المتوقعة وفي اللحظة التي اعتقد فيها كثيرون بأن القضية الفلسطينية تقترب من النسيان.
واعتبر أن مشروعية هذه المعركة تتمثل في ثلاثة مبادئ واضحة وهي مبدأ حق تقرير المصير للشعوب التي احتلت أراضيها حسبما يقتضي القانون الدولي.
المسألة الثانية تتلخص في مبدأ الدفاع أي يحق لكل شعب من الشعوب عندما يتعرض إلى العدوان أو الانتهاك أن يدافع عن نفسه. فالشعب الفلسطيني يتعرض لعدوان مستمر وبأشكال مختلفة في القدس والسجون.
المسألة الثالثة هي مبدأ درء المخاطر أي القيام بعملية استباقية وخرق عندما تتوقع خطرًا قادمًا يريد أن يطيح بكلّ الآمال الوطنية. وأوضح: "ونعرف أن قبل معركة طوفان الأقصى كانت هناك مباحثات تطبيع جارية بين الكيان الصهيوني وبين العربية السعودية، فلو طبعت السعودية فإن ذلك سينعكس سلبًا على القضية الفلسطينية وهذا يؤكد مشروعية طوفان الأقصى".